من الذين كتبوا التاريخ الاسلامي المزيف ابن شهاب الزهري واخرون من وعاظ السلاطين .. اليك نبذة عن تاريخهم.
أبن شهاب الزهري… كان يعمل مدير شرطة في زمن الاموين , توفي سنة 124 هـ .. وهو صاحب كتاب المغازي , حفظ أجزاء منه في كتاب المصنف لعبد الرزاق الصنعاني .. عاصر بداية حياته الإمام زين العابدين عليه السلام , صار في خدمة عبد الملك بن مروان بعد وفاة مروان بن الحكم .. استمر شطرا من حياته في خدمة عبد الملك بن مروان , وبعد موته خدم أولاده هشام بن عبد الملك وسليمان ويزيد , وقد استعمله يزيد بن عبد الملك على القضاء ..( [1] ) … قال معمر: كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي {ع} فسألته عنهما يوما ,فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما , الله اعلم بهما ,! واني لاتهمهما في بني هاشم ( [2]} هذا يعطي صورة واضحة انه متهم في إخفاء بعض الحقائق التاريخية الحقيقية , وإدخال قصص مزيفة نسجها خصوم بني أمية للنيل من بني هاشم , والنقص من منزلتهم في بطون التاريخ … وهذا يعطينا الحق في عدم الأخذ من تاريخه لأنه فيه زيف كثير..!!
رغم ما يقال إن الزهري كان أكثر أنصافا من عروة بن الزبير , ولكن الرجل لم يكن له ميل لبني هاشم عامة وال الرسول {ص} خاصة , رغم ذلك كان يوجه نقدا للتاريخ الذي يكتب بأيدي الأمويين ,قال معمر: عن كاتب كتاب صلح الحديبية , سالت الزهري عنه .. فضحك وقال هو علي بن أبي طالب {ع} , ثم قال : ولو سالت هؤلاء , يعني بني أمية , قالوا عثمان ..( [3] ) .. وهذا يبين إن الأمر لم يقتصر على سلب الفضائل من أمير المؤمنين {ع} بل إضافتها إلى غيره .. وهذا ما فعله شرحبيل بن سعد , حين كان يكتب لمن لا سابقه له يجعل له سابقة ..!!
وكتب بعض المحققين عن الزهري انه كان شجاعا مدافعا عن الحقيقة بسبب بعض المواقف ..منها قضية إلصاق تهمة آلافك بعلي بن أبي طالب{ع} وهي من اكبر حالات اغتصاب الحقيقة التاريخية .. كان الوليد بن عبد الملك يقرأ والزهري عنده { إن الذين جاءوا بآلافك عصبة منكم .. إلى قوله تعالى , والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم } فالتفت وقال : الذي تولى كبره علي بن أبي طالب {ع} .! فقال الزهري :لا انه عبد الله بن أبي ( [4]) وهذا يبين إن الحقيقة التاريخية تلاعب بها الاموين لإغراض سياسية لتسقيط الخصوم رموز الدولة الإسلامية وأعلامها , ومحاربتهم في اخطر قضية هي التاريخ وتمرير الروايات الكاذبة المزيفة بحق أهل البيت {ع} ودسها في كتب التاريخ , ليأخذها الجمهور الإسلامي الذي سيتلقى التاريخ مشوها مزيفا منحرفا ..
7- يزيد بن رومان الاسدي : صاحب كتاب المغازي , اخذ منه ابن سعد في طبقاته , كان يعتمد في رواياته على عروة بن الزبير وعلة ابي شهاب الزهري , توفي سنة 130 هجرية في أخر أيام الدولة الأموية , وهذا يعني انه عاش حياته في رحاب الاموين ( [5]) روى عنه ابن إسحاق ….
8- أبو الأسود الاسدي : وهو أكثر من اخذ عن عروة بن الزبير باعتباره المصدر الأساس في توثيق التاريخ الإسلامي , فمعظم الروايات التي جاءت في تاريخه مصدرها من عروة , بذلك أصبح موثقا عند كتاب التاريخ حيث ذكر شيئا من المغازي والحروب التي خاضها رسول الله{ص} وأصحابه , واخذ عنه صاحب كتاب الإصابة الذي كتب شطرا واسعا عن صحابة رسول الله {ص} ..( [6]) ..
9- ابن حزم – عبد الله بن أبي بكر : اخذ عن أبيه عبد الله وعن عروة بن الزبير , كتب الرواية والحديث فكان من أصحاب التاريخ , توفي سنة 135 هجرية , حدث عنه الزهري وابن إسحاق ..
10- داود بن الحصين الأموي : هذا الرجل من بني أمية , وهو تلميذ عكرمة , فتأثر برأي الخوارج وكتب آراءهم في خصومهم … وتوفي سنة ( 135 هجرية ) حدث عنه ابن إسحاق ..( [7]) ..
10 – موسى بن عقبة : هو مولى لآل الزبير بن العوام , وكان موافقا لآرائهم , وتتلمذ عندهم له كتاب في المغازي والحروب الإسلامية , اعتمد على مصادر الزهري تماما ( [8]) نقل اغلب أحاديثه عن نافع مولى عبد الله بن عمر , أي آراء ابن عمر أصبحت مادة الكتاب , ونقل عن سالم بن عبد الله بن عمر .. فاخذ عنه الطبري في تاريخه والبلاذري في انساب الأشراف وغيرهما ..( [9] ) توفي سنة 141 هجرية …
اكتفي بهذا العدد من الكتاب لعدم الإطالة رغم كثرتهم , غير إني أردت أن أعطي فكرة للقاريْ الكريم عن الشخصيات التي رسمت صورة التاريخ الإسلامي وكيف تعاملوا وفق ضوابط سلطات بني أمية .
[1] – وفيات الأعيان ج3 ص 371 … ميزان الاعتدال ج1 ص 625
[2] – شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج4 ص 64
[3] – أخرجه عبد الرزاق في المصنف ج5 ص 343 رقم الحديث 9722
[4] – فتح القدير للشوكاني ج 4 ص 15 وقال : أخرجه البخاري وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدلائل .. وأخرجه السيوطي في الدر المنثور ج6 ص 157 ….
[5] – تاريخ التراث العربي ج2 ص 81 …. تهذيب التهذيب ج 11 ص 284
[6] – سير اعلام النبلاء ج 6 ص 10 …. تاريخ التراث العربي ج2 ص 81
[7] – تهذيب التهذيب ج3 ص 157
[8] – سير اعلام النبلاء ج6 ص 114
[9] – تهذيب الكمال ج 29 ص115 … سير اعلام النبلاء ج6 ص 114, طبع دار الاعظمي دراسات في الحديث النبوي ص213