18 ديسمبر، 2024 9:48 م

الجميع يترقب مصداقية ردود إيران ضد إسرائيل

الجميع يترقب مصداقية ردود إيران ضد إسرائيل

( زعيمان في العالم يتوعدا ولا ينفذا وعدهما، وهما الرئيس الإيراني والرئيس السوري، فتهديداتهما حبر على ورق).
من جديد جرت عملية إغتيال ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني، هو العقيد (حسين صياد خدائي)، وأتهم أمين سر اللجنة الأمنية الإيراني (مجيد مير أحمدي) إسرائيل بإرتكاب العملية، معتبرا المسألة لا لبس فيها، مفيدا ” إن الإنتقام سيكون قاسيا”. وفي تعليق للرئيس الإيراني إبراهيم رئيس ذكر” بالتأكيد سيكون الرد الإيراني من المجرمين أمرا حتميا”. كما صرح قائد حرس الثورة الإسلامية ( اللواء حسين سلامي) بأن” الحرس الثوري سينتقم لدم الشهيد خدائي، وليعلموا أن أفعالهم الشريرة لن تمرٌ دون ردٌ قاسِ”. من جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية” حتمية الرد على عملية الإغتيال”. وفي تظاهرات صاحبت تشييع القتيل توعدوا بالإنتقام السريع من إسرائيل. مع العلم ان المقبور خدائي كان من السفاحين الذين قتلوا وشردوا السوريين بحجة حماية العتبات المقدسة، ومحاربة الإرهاب الذي زرعوه هم أنفسهم في المنطقة. في تطور لاحق أثر زيارة قائد الحرس الثوري ( اللواء حسين سلامي) عائلة المقبور ( صياد خدائي)، صرح” قضى الشهيد خدائي على يد أشقى الأشقياء، أي الصهاينة، وإن شاء الله سوف نثأر لدماء الشهيد”. ( موقع سباه نيوز التابع للحرس الثوري).
ثم جاءت الحلقة الجديدة من الإغتيالات يوم 28 آيار 2022، حيث قتل برتبة رائد رميًا بالرصاص، خلال وجوده بسيارته مععائلته في (إقليم سيستان) جنوب شرقي البلاد، وصرح مدير شرطة الإقليم؛ (أحمد طاهري) بأن مجهولين استهدفوا سيارة الضابط؛ (عباس راه أنجان)، وهو برتبة رائد مما أسفر عن مقتل الضابط وإصابة زوجته، في حين لاذ منفذو الهجوم بالفرار”. وأعلن النظام الايراني في 3/6/2022 إغتيال العقيد (علي إسماعيل) في مدينة كرج، دون تقديم تفاصيل عن العملية التي أحاطها الغموض. وأغتيل العالم في مجال الصواريخ، البروفيسور( أيوب انتظاري) في 6/4/2022، الذي كان يعمل في مركز برديس الجوفضائي بمدينة يزد وسط إيران، وينشط هذا المركز في مجال تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة، وصرح رئيس مؤسسة برديس احتمال تعرضه لاغتيال، فقد مات بشكل مريب”.
لانظن بأن العالم النووي ( فخري زادة) الذي إغتاله الإسرائيليون أقل أهمية من العقيد خدائي، مع ان بصامتهما الاجرامية في سوريا متشابهة، وقد توعد الرئيس الإيراني وقائد الحرس الثوري ووزارة الخارجية بالرد الحتمي والقاسي أيضا، وكانت النتيجة النفخ في قربة مثقوبة. مع ان الرئيس الإيراني السابق روحاني أكد بأن ” الرد الإيراني على إغتيال زادة سيكون في الوقت والمكان المناسب”. ربما لأن الوقت مفتوح كما صرح روحاني، فقد يقصد ان الرد سيكون مع ظهور المهدي، وأرجعنا مرة ثانية الى (زمن الحيرة). وتبقى مسألة (الرد في الزمان والمكان المناسب) محطة إنتظار أنصار إيران وأعدائها على حد سواء.
ربما يوجد جدول لدى المرشد الخامنئي دون فيه الوقت والمكان المناسب للرد على إسرائيل حسب الأسبقية او الرتبة العسكرية التي تعرضت للإغتيال، أو تأريخ الإغتيال، او طريقة الإغتيال. وربما سيأخذ بشعار الشيعة (يا لثارات الحسين) فيكون بعد (14) قرنا! الحقيقة لا أحد يمكنه سبر أغوار نفسية المرشد الأعلى، ويكشف أسراره الحربية. وأظن ان من الأفضل للمراقبين السياسيين ان يأخذوا العبرة من مسرحية صموئيل بيكيت (في إنتظار غودو)
ونتذكر تصريح الرئيس الإيراني ومرشد الثورة بعد إغتيال المقبور سليماني بأن ” الرد سيكون موجعا ومزلزلا”، ولم يكن الرد مزلزلا على الأرض، وانما على بعض الجنود الأمريكان الذين ضايقهم صوت إنفجار الصواريخ البالستية، فأثر على سمعهم، وعكر مزاجهم، علما ان الرد كان في العراق وليس في إسرائيل. مع ان التحقيقات أثبت تورط إسرائيل في عمليات إغتيال سليماني، وهذا ما أكدته الحكومة الإيرانية نفسها.
ونستذكر ايضا الفيلم الإيراني القصير المستوحي من فكرة هجوم ايراني صاعق على البيت الأبيض، ويتم فيه إغتيال الرئيس الامريكي السابق ترامب، والرئيس الإسرانيلي السابق نتنياهو وبومبيو وزير الخارجية الامريكي السابق، فربما سيكون الرد الايراني بنفس الطريقة، أي انتاج فيلم قصير يستهدف الرئيس الامريكي بايدن والرئيس الإسرائيلي بينيت، ويكون فعلا هذا الرد مزلزلا وقاسيا كما صرحوا.
إن تكرار حوادث الإغتيالات والعمليات التجسسية الإسرائيلية تعكس سعة الخروقات الأمنية في ايران وهشاشة النظام الاستخباراتي على الرغم من توسيع الأجهزة الأمنية الايرانية ومنها الوحد (840)، فقد ذكرت صحيفة (نيويوك تايمز) في 26/5/2022 نقلا عن مسؤول استخباراتي لم تكشف عن هويته، أن الإسرائيليين قالوا للأميركيين إن عملية الاغتيال كانت بمثابة تحذير لإيران بوقف عمليات وحدة سرية داخل فيلق القدس تعرف باسم الوحدة 840″، وسبق للنظام الايراني ان شكل وحدتين استخباريتين هما (عقاب 1) وتلاه (عقاب 2)، لعرض تقليص الخروقات الأمنية وتجنيد المزيد من العملاء، للحد من الأنشطة الاسرائيلية داخل ايران، لكن الأمر بقي على حاله، بل تزايدت الخروقات الأمنية، وهذا ما كشف عنه الرئيس الايراني السابق أحمدي نجاد.
لذا نحن نترقب ردود الفعل الإيرانية المزلزلة من جهة، والحلقات القادمة من مسلسل الإغتيالات داخل ايران من قبل اسرائيل من جهة ثانية، أنه فعلا زمن الإنتظار والحيرة.
تهديد جنرال ايراني يثير الضحك
صرح العميد في القوات البرية الإيرانية (العميد كيومرث حيدري) التالي” سنسوي تل أبيب وحيفا بالأرض في حال إرتكاب إسرائيل أية حماقة”. (وكالة تنسيم في7/6/2022).
تصوروا كل العمليات الجريئة التي قامت بها اسرائيل من اغتيالات وسرقة الأرشيف النووي، وتفجيرات منشئات ايرانية، وضربات ماحقة على الحرس الثوري في دمشق، لم يعتبرها الجنرال حماقات اسرائيلية!
علية يفترض ان يفسر لنا حيدري معنى الحماقة لنفهمها، او يكاشفنا بأنه كان نائما مع أهل الكهف ولم يعرف بتلك الحماقات الاسرائيلية.