18 ديسمبر، 2024 7:18 م

أدفي المشروب التقليدي المنافس للعصائر بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية جنوب الجزائر

أدفي المشروب التقليدي المنافس للعصائر بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية جنوب الجزائر

أدفي ADDEFI الوزوازة WAZWAZA لمرنخ LAMRANAKH وباقي الأسماء
يختص الشعب الجزائري بطقوسه الخاصة من بين باقي الشعوب التي تمتاز هي الأخرى بأنواع طقوسها ومن بين هاته الطقوس المنفرد بها الجزائر عربيا وأفريقيا برنامجها الغذائي المتنوع سائر اليام على مدار السنة و نظامها الغذائي الخاص بشهر رمضان من خلال عديد الأطباق الشعبية والأكلات التقليدية التي تزخر بها مطابخ حرائرنا حضرا وبدوا، ومن بين هذا النظام الغذائي الخاص و الفريد من نوعه, هو بعض العصائر الطبيعية التقليدية الطبية الصحية ,المصنعة محليا شعبيا, والتي تكون عموما مرافقة بشكل عام ودائم للوجبة الغذائية الرمضانية خاصة منها الدسمة.

ومن بين مناطق الجزائر المتعددة, نعرج على صحرائنا الشاسعة منها متليلي الشعانبة قلعة الثوار لولاية غرداية جوهرة الواحات ,التي مازالت متمسكة بعاداتها وتقاليدها المتوارثة من خلف لسلف وخاصة في رمضان تكاد ومن بين هاته العادات و التقاليد مشروب آدفي بمختلف مسمياته.

آدفي المشروب المنافس للعصائر و المشروبات كونه المشروب الذي يحمل حكمة الأجداد من دون منافس منذ سنين, شراب محلي موروث عن الأجداد منذ عصور خلت، و لازال السكان والأهالي محافظين عليه بالوراثة أيا وجدا إلى يومنا هذا، ويكون أدفي سيد مائدة الإفطار متربعا على عرشها, ضيفا عزيزا عليهم طوال أيام شهر رمضان. على مدار الأسام.

مشروب محلي, تخصص به مناطق الجنوب عامة منذ قرون خلت, وهو مشروب متعدد الأسماء و الوصفات و التركيبات كل منطقة وكل جهة و تسميته و خصوصيته وكل ومعرفته و خبرته بالمشروب ,الذي هو من صناعة يدوية تقليدية متكون من عدة نباتات طبيعية منتقاة و مختارة من صحراء الجزائر الشاسعة عامة و منطقة الشبكة خاصة , من إختصاص ربات البيوت عامة, و العجائز من الأمهات خاصة كبيرات السن.

مشروب يخص مائدة الإفطار في رمضان لتزينها و للإفتخار به و التشبث به , كتقليد و خصوصية و كمكون أساسي لا يمكن الإستغناء عنه , ويفضل الكثير شرب الأدفي من كبار السن و متوسطي العمر بعد تذوقهم له و التعود عليه لإطفاء ضماء العطش بعد صيام يوم حار, و خاصة لمن تتقن صنعه و إعطائه مذاق حلو و لذيذ لا يقاوم, خاصة عند شربه تشعر بتلك الرعشة أو الحركة الكهربائية الإرتدادية للجسم, مما يعطي حالة من الإسترخاء و الراحة بعد مدة ,كما أن مشروب أدفي مقاوم للعطش و حامي للمعدة خصوصا و لباقي الجسم عموما, من بعض الأمراض كما أكدته الأبحاث الطبيبة من طرف مختصين في الطب .

وتتكون وصفة أدفي من عدة مكونات و يخضع لمقادير و مقاييس و معايير و وقت و أدوات و كيفية و طريق تحضير كل و وجهته و فهمه و خبرته .

مكونات المشروب /

يتكون مشروب أدفي من تسعة و تسعين 99 عشبة كما تقول الحاجة و من ستون 60 نبتة, و يبقى الفرق بين العشبة و النبتة لدى مفهوم الحاجة التي راحت ترد لنا أنواع هاته الأعشاب, حسب قاموسها الشفوي و معرفتها العلمية الضليعة بها, وحسب خبرتها وحنكتها التي تفوق الستين 60 سنة تخصص في صناعة أدفي طيلة شهر رمضان المعظم و في بعض الأحيان لما يشتد الشوق لحنين الماضي و إسترجاع ذكرياته .وأكدت بعض الأمهات إن تركيبة المشروب تتراوح بين محضرة له و أخرى في العدد و الكمية إذ تصل إلى 40 و تزل إلى 10 عشرة حسب رأي كل مهن و بالإستفسار’ علمن إن ذاك سببه إلى إنعدام الأعشاب و باقي المواد و فقدانها في السوق المحلية و التي يصعب جلبها أو الحصول عليها إلا عن طريق أصحاب البادية و الصحراء كونهم أهل إختصاص و دراية بها .

وصفة المشروب/

ومن بين المواد والأعشاب المعتمد عليها كعناصر أساسية مادة التمر و الكليلة و القرطوفة و أم أدريقة, الإكليل، الزعتر، الريحانة، القمح الشعير، مسك الجبير، حبة حلاوة، البسباس، الكمون، اللبان، القرفة، القرنفل، الورد، الشيح، العرعار، الخزامة، الفيجل، الهيل, الفول، الهرماس، الزنجبيل , الحلبة، .الخ…

المقادير /

المقادير المعتمدة في إعداد هذا المشروب تتراوح ما بين 25 غرام إلى 50 غرام من كل عشبة من الأعشاب التي توضع كلها مجتمعة في كيس من القماش الأبيض بما يعرف بالعامية لدى السيدات “بالصرة” . يتم غسل هذه الأعشاب من خلال وضعها في 10 لترات من الماء في إناء محكم الإغلاق لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة حسب الظروف الطبيعية للحرارة من منطقة إلى أخرى, لفترة ثلاثة مرات حتى يتخلص الماء من بقايا الأتربة

خصائص وفوائد المشروب /

الفوائد الصحية التي أثبتتها الدراسات الطبية والعلمية،بعد سنين من الأبحاث و التجارب على الأهالي بالمنطقة و تركيبة المشروب وأكدتها عديد حالات الشفاء المحققة, التي ساهم المشروب في القضاء على مرض القولون وتفتيت الحجارة داخل الكلى،والتخلص من حموضة المعدة ومساعدة الجهاز الهضمي في عملية الهضم خاصة في هذا الشهر المبارك وما تتميز به الناس من كثرة المأكولات والمشروبات الكيماوية والغازية وتعالج بعض الأمراض التي إستعصت في غالب الأحيان على الطب الحديث، إضافة إلى الوقاية من أمراض الكبد وتنشيط وظائفها وتنظيف المسالك البولية التي غالبا ما تتعرض لسرطان البروستات المؤدي للوفاة الحتمية، بالإضافة إلى تحقيق الإرتواء للجسم من خلال طرد العطش الشديد،

هاته نبذة وجيزة عن أدفي احد مميزات مائدة الإفطار برمضان بالمنطقة وضواحيها بصحرائنا الشاسعة

بقلم الأستاذ الحاج نورالدين احمد بامون