علي خامنئي زعيم العصابة الحاكمة على إيران هو العامل الرئيسي في انتقال فيروس كورونا إلى إيران، والعامل الرئيسي في انتشاره في عموم إيران، والأهم من ذلك أنه العامل الأساسي بكل ما يتعلق بضحايا كورونا في إيران!
هذه هي خلاصة الموضوع التي تتفق عليها وجهات نظر جميع الإيرانيين، وخاصة المتخصصين في المجال الطبي والدوائي في العالم.
إنها الحقيقة التي سُمعت اليوم من مسؤولي هذا النظام هنا وهناك اليوم وشغلت وسائل الإعلام والصحافة!
لقد فقد قرابة 400 ألف إيراني أرواحهم بسبب فيروس كورونا حتى الآن، في حين أن الإحصائيات المُعلنة بواسطة وسائل الإعلام الحكومية تمثل ربع هذه الإحصائيات تحديدا!
بداية منشأ كورونا في ايران!
نتذكر جميعا أن علي خامنئي ومسؤولو نظامه قد نفوا وجود فيروس كورونا في بداية ظهوره بإيران، ولكن بعد ذلك بقليل يتضح أن الفيروس انتقل من الصين إلى قم عبر طائرات تابعة للحرس، وانتشر وتوسع بعد ذلك بالتعاقب في جميع أنحاء إيران بواسطة مختلف العصابات في هذا النظام!
وبينما سعت فيه الدول، وشركات الأدوية في جميع أنحاء العالم إلى إكتشاف لقاحات لمواجهة هذا الوباء العالمي، واصل مسؤولو النظام سعيهم لمتابعة أهدافهم ومصالحهم المعادية للشعب سيرا على خط “السعي من أجل بقاء النظام”، مما أدى بدوره إلى تزايد وتسارع انتشار هذا الفيروس الخطير في إيران، وبتفشي الفيروس المتزايد قد زاد بالطبع عدد المصابين والضحايا بشكل لا يمكن السيطرة عليه، وبسبب هذا النهج المعادي اللا إنساني الذي ينتهجه النظام الحاكم أطلق الشعب الإيراني على الوباء لقب ” كورونا الولاية”.، وإنه لـ لقب يتفق تماما مع طبيعة وسياسات “نظام ولاية الفقيه” و “سجل نظام الملالي العدائي للشعب”.
لكن خامنئي لم يكتفي بذلك فحسب، فبينما يتم اكتشاف أول اللقاحات المضادة لكورونا في العالم، وحقنه في مناطق مختلفة من العالم قام خامنئي بحظر استيراد أي لقاح إلى إيران، وبحجة إنتاج لقاحات محلية وضع الشعب في مواجهة غير محصنة مع وباء كورونا الإبادي الفتاك.
أثار هذا العمل الشنيع تعجب وإستهجان شعوب العالم، كما قوبل برفض وغضب شعب إيران، وذلك لأن هذا المنع يتعارض أساسا وبشكل واضح مع المعايير والموازين الإنسانية، أما علي خامنئي فقد جعل من هذا الوباء وسيلة للقضاءعلى الشعب الإيراني ودرعا لبقاء نظامه، وتبقى هذه جريمة ممنهجة ذات منحىً إبادي مروع في إيران، وتمتد أثارها حتى ما بعد نهاية هذا الوباء القاتل في العالم.
مهزلة بـ إسم لقاح «بركت»!
أفادت وسائل الإعلام الحكومية مرارا بأنه تم إنتاج سبعة أنواع من اللقاحات المحلية أهمها لقاح البركة، وفي حملة تطعيم إستعراضية لعلي خامنئي للتطعيم ضد الفيروس بلقاح البركة شارك فيها جميع مسؤولي النظام على أساس أنهم سيحقنون بلقاح البركة في حين تم تطعيمهم بلقاح أجنبي صالح من قبل، ووفقا لتصريحات مسؤولي النظام أن لقاح البركة لم يحصن ضد وباء كورونا فحسب بل أدى إلى قتل المئات أيضا.
تعبر عملية حقن لقاح البركة عن سيناريو معد لقتل عدد كبير من الناس، وهو بأي حال من الأحوال “جريمة ضد الإنسانية” بكامل المعنى والوصف، ومن المتوقع وصول هذه الجريمة إلى المحاكم الدولية للنظر فيها.
جدير بالذكر أن أصحاب الأدوية في إيران (شركات تصنيع الأدوية وتوزيعها) مرتبطون بالحرس، وبحسب قول الخبراء فإن هذه الشركات قد حققت لذاتها أرباحا فلكية من خلال خلق سوق سوداء للأدوية واللقاحات.
نظرة على أبعاد الكارثة في إيران!
• قال حريرجي نائب وزير الصحة في النظام الإيراني تصل الإصابات بكورونا إلى 220 ألف مصاب يوميا.
•أعلن رئيس جامعة أذربيجان الغربية للعلوم الطبية عن إصابة شخص كل 50 ثانية.
• قال جان بابائي نائب وزارة صحة الملالي للشؤون العلاجية أنه تم نقل 45 ألف مريض إلى المستشفى وأن 35 ألف قد وفدوا على قسم العيادات الخارجية، وتعمل مغاسل الموتى والمقابر ثلاث نوبات باليوم، كما تستخدم “سيارات الأجرة” و “الشاحنات الصغيرة” لنقل الجثث.
• كتبت صحيفة ”جوان“ التابعة لقوات الحرس في مقال بتاريخ 24 أغسطس للدكتور هلاكوي نائيني ، أستاذ الإحصاء وعلم الأوبئة بجامعة طهران للعلوم الطبية تقول: إن علينا مضاعفة احصائيات الوفيات سبع أضعاف كي نصل إلى الإحصائيات الحقيقية.
• مؤخرا أيضا أعلن الدكتور علي رضا زالي قائد عمليات مكافحة كورونا وبشكل رسمي أننا قدمنا إحصائيات كاذبة لمنظمة الصحة العالمية! لكنني أقول أن بإمكانكم مضاعفة عدد الوفيات الى سبعة أضعاف!
• نقلت صحيفة حكومية تسمى “مردم سالاري” عن مواطنين في طهران قولهم إنه بسبب نقص اللقاحات يتم حقن جرعة واحدة من اللقاح لشخصين معا.
• كتبت وسائل إعلام مختلفة أن الشعب الإيراني لجأ إلى أرمينيا أو الدول المجاورة للحصول على اللقاح بسبب يأسه وإحباطه من نظام الملالي، وتتكبد كل حالة تكاليف باهظة.
• كتب موقع “تجارت نيوز الحكومي” في تقرير ميداني عن لقاح كورونا بالسوق السوداء: ليس الأمر أنه لا يوجد لقاح كورونا في إيران فقط، بل أن تكلفة كل جرعة منه تتراوح ما بين الـ 50 إلى 60 مليون تومان تقريبا.
• قال شهرياري رئيس لجنة الصحة في مجلس النظام: ” يفقد كل دقيقتين شخص حياته بسبب كورونا، ويتم كسر أرقام إحصائيات الوفيات يوميا، ووصف مسؤولو الدولة أن عملية إستيراد اللقاح الأجنبي مؤامرة من قبل الغرب، وتم إهداء ثلاثة آلاف مليار تومان من ميزانية إنتاج اللقاح المحلي للمؤسسة ذات الصلة، وأخيرا تم تقديم لقاح للناس يدعى البركة، ولكنه للأسف لم يشخص أثره الدقيق حتى الآن، وقد تم دفع مليارات المليارات من التومانات لروسيا مقابل 60 مليون لقاح، وتم استيراد 900 ألف لقاح فقط ، وقد كانت هذه اللقاحات أيضا من نصيب فئات خاصة بالمجتمع. “فهل هذه أيضا مؤامرة غربية؟”(صحيفة مردم سالاری التابعة لحكومة النظام 25 أغسطس2021).
ومن هذا المنظور يمكن القول بأن خامنئي يحتاج إلى مثل هذا الأجواء من أجل بقاء نظامه! فبالنسبة لخامنئي ليس من المهم حقا عدد الإيرانيين الذين يتساقطون يوميا كضحايا لفيروس كورونا (التي هي في الواقع كورونا الولاية)، وقد كتبت صحيفة حكومية مؤخرا: ” هنا يتساقط الموت من الباب والجدار،وتصطف الجثث وراء بعضها كقطار على التوالي، والألبسة والأغطية السوداء والعيون المحتقنة بالدم تدفع بأحبائها بعيدا… ويستعد البعض لإكمال مستندات وفاتهم، إنهم مصطفون للإسراع في لإنجاز عملهم… هل فكرت في ذلك؟ في يوم الموت من المفترض أن يقف أعزائنا عاجلا في طابور من أجل مواراة عزيز الثرى، والآن يجب أن تكون محظوظا جدا لأنك ستُدفن قبل غيرك “(شرق. 22 أغسطس 2021)
إحصائيات حقيقية لمرضى ووفيات كورونا في إيران!
منذ بداية ظهور كورونا في إيران والمقاومة الإيرانية تعلن عن إحصائيات عدد مصابي ووفيات فيروس كورونا في إيران بشكل يومي، وبحسب مصادر موثوقة، وبحسب آخر إعلان صادر عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والذي نُشر في 28 أغسطس فإن إحصائيات وفيات كورونا يزيد عن 391000 حالة، وجاء في بيان المجلس المؤرخ في 24 أغسطس 2021 أن “عدد الوفيات قد تجاوز بـ 2300 شخص.
دور علي خامنئي في مجزرة كورونا بحق الشعب الإيراني!
وقال علي خامنئي متحدثا عن كورونا في 4 سبتمبر 2019: ” ليست هذه بكارثة كبيرة وهناك ما هو أكبر منها، وهذه حادثة عابرة وليست استثنائية، ولا داعي لتضخيمه. “يمكن صرفها بالإيمان والدعاء!”.
بينما تم إنتاج لقاحات أولية لفيروس كورونا ومعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية، وقد بدأت بعض الدول في حقن شعبها باللقاحات قال علي خامنئي في خطاب متلفز مباشر في 8 يناير2021، ” ممنوع استيراد لقاحات كورونا الأمريكية والبريطانية”.
وجدير بالذكر إلى أنه وفقا لإعلانات المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كان عدد ضحايا كورونا بإيران في تلك الأيام حوالي مائتي ألف (أي نصف الرقم الحالي لشهر سبتمبر2021).
وبتأخير دام 526 يوما جاء خامنئي إلى المشهد في 11 أغسطس2021 مُرغما مُتخوفا من انتفاضة الشعب وقال: اليوم يجب مواجهة هذا المرض كخطر رئيسي، فقضية مصابي كورونا اليوم من وجهة نظري هي قضية الدولة الأولى وقضية عاجلة، ويجب متابعة قضية الوفيات في البلاد،”يجب اتباع ذلك”، وقد كتبت رويترز في مقال بنفس اليوم أن “خامنئي دعى إلى استيراد اللقاحات” وأن “4 في المائة فقط من سكان إيران البالغ عددهم 83 مليونا قد تم تحصينهم”.
النظام يحاول الهروب من فضيحة علي خامنئي!
بالتزامن مع تصاعد الكبير في إحصائيات الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا بسبب منع خامني لإستيراد اللقاحات من الخارج إلى إيران، تحاول وسائل الإعلام المقربة من الحكومة الإيرانية في الأيام الأخيرة تبرئة علي خامنئي وتحديد جناة آخرين للأزمة(!).
خامنئي ونظامه الذي ينهب مليارات الدولارات سنويا من ثروات هؤلاء الأشخاص وينفقها على القمع والتحريض على الحرب وتصدير الإرهاب ودفع الحصص والمكافآت لمرتزقته في الخارج، لكن عندما يأتي الحديث عن كورونا يقرأ نعيه الحزين طالبا الخلاص عازفا على أوتار العقوبات مرسلا الناس إلى حتفهم، ومستخدما إياهم كوسيلة لبلوغ غاياته.
بينما قد تم انتاج لقاح كورونا منذ عام تقريبا وكان متاحا بسهولة وهيأته جميع دول العالم وبدأت التطعيم به بسرعة يرى علي خامنئي أن فيروس كورونا “فرصة” لكبح انتفاضة الشعب الإيراني، عاملا على توطيد أسباب انتشاره، غير مدرك أن الانتفاضة القادمة للشعب ستكون أكبر وأكثر وأشد إشتعالا!
جريمة أخرى لعلي خامنئي بحق الإنسانية في إيران!
إذا كان موضوع الإبادة الجماعية في وقت كصيف عام 1988 محصورا على أعضاء وأنصار مجاهدي خلق وغيرهم من التيارات السياسية والثورية الذين تمت ابادتهم داخل سجون النظام، فاليوم في حقبة كورونا كل الشعب أسير في”سجن يسمى إيران” وتحت سطوة أعتى الجلادين الذين سيرسلونهم إلى مذبح كورونا الكبير.
واليوم يستخدم علي خامنئي النظام وإذاعته وتلفزيونه وإمام صلاة الجمعة وكل الطرق لتطهيره من هذه الجريمة الكبرى، ولكن هل يمكن ذلك؟ أبدا لن يكون!
المطلب الرئيسي للشعب الإيراني!
لن ينسى الشعب الإيراني أبدا أن عدوه الرئيسي هو علي خامنئي ونظام ولاية الفقيه، ولهذا الأمر سوابق وتاريخ طويل، ويدرك الشعب الإيراني جيدا أنه لا ينبغي نسيان دماء الشهداء لا سيما مجزرة الإبادة الجماعية التي تجاوزت 1500 شهيد في انتفاضة نوفمبر 2019. إنهم يعلمون أن يوم محاسبة هذا النظام على سجله الأسود طيلة 42 عاما لا يمكن نسيان أبدا، ويعرف الشعب الإيراني أن الشيء الوحيد الذي أقامه وشيده النظام الحاكم هو مقابر البلاد، فقد شيد مقابر من ثلاثة طوابق، الطابق الأول منها مجاني والطابقين الثاني والثالث تبلغ قيمتهما الملايين، هذه حقيقة واضحة تتجلى هذه الأيام هنا وهناك، وقد يُخرج الميت من قبره ويصرخ بإسقاط النظام وتحرير الشعب والوطن من القيود!
قارن سعيد خال الرئيس التنفيذي لمنظمة بهشت زهراء في مقابلة مع راديو وتلفزيون الملالي عدد قتلى جائحة كورونا بحرب الثماني سنوات وخلص إلى : “إنه امر لم يسبق له مثيل، وحتى الأن لم نرى شيئا كهذا حتى في الـ ثمان سنوات مايسمى حرب الدفاع المقدس، ولم نتخيل يوما أن يبلغ عدد المتوفين في طهران والمتوفين بكورونا قرابة الـ 400 شخص”(انتخاب: 20 اغسطس2021).
ويضيف واصفا الوضع : ” لقد أصبحت الأوضاع غريبة وعجيبة جدا، يرن الهاتف في الساعة الواحدة صباحا الساعة الثانية بعد منتصف الليل، أقول مرحبا تأتيني صوت شهقات م الطرف الآخر! أقول مرة أخرى مرحبا أسمع صوت بكاء.. ثم يقول سيد خال لقد توفي أبي .. سيد خال لقد لقد توفيت أمي الأم .. الأب لا يحضر إلى جنازة إبنه ، الإبن لا يحضر لجنازة أبيه، ولا الأم مع الزوج، كأنما القيامة يعني أنها القيامة ..الكل حذرٌ من بعضه.. في الأيام الأولى لتفشي الكورونا كانت حالات الوفيات مرتفعة في كبار السن في كثير من الأحيان أحيانا..والآن لم يُعد للسن مفهوم أو معنى، وتراهم من كل الأعمار ومن أي “.
يقول عالم الأوبئة هلاكوي نائيني “لا توجد إدارة لأزمة فيروس كورونا”، ولم ولن ينتشر الفيروس في أي مكان في العالم بهذه الحرية،وفي الحقيقة أننا تركنا ايادينا مشرعة للفيروس، واستفاد بعض الناس من ذلك (كـ خامنئي ومقربيه)، ولا يهمهم موت الناس من ألف لألف آخر “(جوان، 24 أغسطس 2021).
النظام يُقطر ويتلاعب بإحصائيات كارثة كورونا في إيران!
حقا لا يوجد أحد باستثناء مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية الذين قالوا منذ البداية إن إحصاءات النظام المعلنة مقطرة ومهندسة موجهة ولا ينبغي الاعتماد عليها، وعلى العكس من ذلك ، فقد كانت المقاومة تجمع وتعلن الإحصائيات الحقيقية يوما بعد يوم ومن من محافظة إلى أخرى؟
كلمة الأخيرة!
هل من الممكن إيقاف قدوم الانتفاضة والثورة؟ أيمكن تجنب الإطاحة بالدكتاتورية؟ بحسب قول زعيم المقاومة الإيرانية السيد مسعود رجوي، “هل أُوقِف الربيع عن القدومِ..وهل أُسِرَت الشمسِ إلى الأبدِ”؟ لا. أبدا!
يُخطىء علي خامنئي وغيره من قادة هذا النظام بشكل فادح في استغلالهم لوباء كورونا من أجل قتل الناس وتصعيد أزماتهم، فكل مصاب بكورونا وكل إنسان كان ضحية لكورونا هو كصوت بندول عقارب الساعة الذي ينذر كل صوت وحركة فيه بإشراقة النهار واقتراب وقتٍ وأجلٍ جديد ومُعلنة “ساعة الإطاحة بالنظام” على نحو قريب وأقرب.
إذا كان خامنئي يعتقد أنه بمثلثه المشؤوم هذا قد وحد نظامه، وأنه بخلق حواجز أمام طريق الانتفاضة، وزج الشعب آتون الموت لمنع الانتفاضة والثورة من أجل الحرية من الاستمرار وتهدئة الشارع لفترة من الوقت، فليعلم أن المطلب الرئيسي للشعب الثائر، وشباب الإنتفاضة الثوار في جميع أنحاء إيران هو إسقاط النظام الحاكم برمته، وسيزلزلون الأرض باقدامهم تحت عروشكم، ولديهم من الخطط القوية الكثير وسيعملون على تنفيذها قريبا.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.