23 ديسمبر، 2024 4:55 ص

الفريد سمعان من طريق الحياة إلى درب الرحيل
جمر الحرف وظمأ الحق –
برحيل الشاعر الفريد سمعان فقَد العراق شخصية ثقافية وازنة ورمزاً متميّزاً من رموز الحركة التقدمية العراقية عاش بانسجام كامل مع نفسه، متصالحاً مع ما آمن به، مخلصاً لقناعاته، منذ أن أصبحت الريح صاحبته على حد تعبير نيتشه، وأدركته حرفة الأدب وهو السجين المكبّل بالأصفاد وصار الحرف صديقاً له والحق يمشي معه مثل ظلّه ، بل إن الحرف والحق أصبحا ملازمين له لدرجة لا إنفصام بينهما ومعهما ثالث هو الجمال، فهو الشاعر والصحافي والكاتب والمحامي المدافع عن قيم الحريّة والمساواة والسلام والعدل .

السيّاب وقوجمان

كان سمعان قد نشر ديوانه الأول الموسوم “في طريق الحياة” العام 1952 الذي كتب مقدمته صديقه الشاعر الكبير بدر شاكر السيّاب الذي ارتبط معه بصداقة عميقة حتى بعد أن تغيّرت المواقع، فقد ظلّ سمعان على علاقته الودّية مع السيّاب الذي تعرّض إلى ما تعرّض له من إهمالٍ وإساءاتٍ في أواخر الخمسينات من القرن الماضي ، ولعلّ ذلك إحدى مميّزات شخصيته المنفتحة والمتسامحة التي تتقبّل الآخر وتقرُّ بالحق في الاختلاف والاجتهاد.

كما ظلّ على علاقة طيبة مع حسقيل قوجمان الشيوعي اليهودي وأحد الكوادر المثقفة في الحزب الشيوعي، والذي قضى سنوات طويلة في السجن، مثلما قضى الفريد سمعان سنوات عديدة، وكان الفريد آخر من شاهد الرفيق يوسف سلمان يوسف فهد الأمين العام للحزب الذي أعدم في 14 شباط فبراير 1949 يتم اقتياده من الزنزانة إلى ساحة الإعدام، وحين ودّعه بالسلام، لم يستطع أن يجيبه، فقد انكسرت العَبْرة في صدره كما قال لي، وكان قوجمان قد اختلف مع قيادة الحزب التي طلبت منه تغيير دينه “اليهودي” إلى “الإسلام” كما فعل أقرانه ليتم إطلاق سراحه، وهو ما اتبعه يعقوب مير مصري الذي غيّر اسمه إلى عادل وشقيقته عمّومة التي أصبح اسمها عميدة وسعيدة مشعل التي أصبح اسمها لاحقاً سعاد خيري ومادلين ومائير كوهين ويوسف زلّوف وآخرين، وذلك بعد ثورة 14 تموز يوليو العام 1958 لكن قوجمان رفض ذلك، وأبلغ هادي هاشم الأعظمي مندوب القيادة بأنه ليس متديّناً ولكن الرضوخ لذلك يتعارض مع مبادئه، وخاطبه: أنا علّمتكم الديالكتيك … فكيف تريد مني توقيع وثيقةً تقول إنني آمنت بالدين الإسلامي خير الأديان وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمدً رسول الله ، فهل هذا ما توصلتم إليه؟ يقول قوجمان أن الأعظمي سكت خجلاً ولم ينبز ببنت شفه .

جدير بالذكر أنه أُطلق سراح جميع الشيوعيين بما فيهم لاحقاً الشيوعيين اليهود، باستثناء قوجمان الذي رفض تغيير دينه، ولكن بعد ذلك بنحو شهر ونصف تمّ إطلاق سراحه، إلاّ أنه ظلّ مغضوباً عليه، وحين علم الفريد سمعان بإطلاق سراحه بادر إلى تعيينه في شركة استيراد السيارات التي كان مسؤولاً فيها مع علمه بمشاكله مع قيادة الحزب حيث كان قد كتب رسائل متعددّة تتعلق بالإستراتيج والتكتيك وبعض القضايا النظرية والتنظيمية والتقى لهذه المهمة مع جورج تلّو و محمد حسين أبو العيس من قيادات الحزب، لكن مشاكله تفاقمت وعانى حينها أشدّ المعاناة ، لكن الفريد سمعان لبّى نداء الصداقة متجاوزاً التعليمات البيروقراطية بعد أن كان قوجمان قد التجأ إليه، وهو بلا عمل ولا مورد، لا سيّما بكفاءته الفكرية واللغوية.

هاشم صاحب وصداقة الفريد سمعان

عرّفني على الفريد سمعان أواخر العام 1968? الصديق المحامي والشاعر هاشم صاحب الذي كان قد خرج من السجن لتوّه وكان صاحب قد اتجه للكتابة عن أدب الأطفال والتقيته مرّة أخرى في مبنى الثقافة الجديدة في الباب الشرقي قرب سينما الخيام العام 1969 وفي العام 1970 أبلغني الرفيق ماجد عبد الرضا حين اضطررت لمغادرة العراق أن الفريد سمعان في إيفاد إلى الشام، ويمكنني الاتصال به عبر مكتب المحامي موريس صليبا من قيادة الحزب الشيوعي السوري، وقد حاولت ذلك وتركت خبراً له لأنني لم أبق في دمشق، بل توجهت إلى بيروت في طريقي إلى أوروبا بعد بضعة أسابيع.

وحين عدت من الدراسة التقيت به أكثر من مرّة، كان آخرها مصادفة في شارع البنوك، مدخل شارع النهر في النصف الثاني من العام 1978 وأنا بصحبة والدي وكان الوقت ظهراً وتحدثنا سريعاَ بما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع السياسية المتردّية ، خصوصاً باشتداد الحملة البوليسية ضد الشيوعيين واحتمالات تدهور الأمور إلى الأسوء.

كانت تلك آخر مرّة ألتقي فيها الفريد سمعان، وانقطعت بيننا السبل بعد اضطراري الإلتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية، ومن ثم توجهي إلى المنفى مرّة أخرى العام 1980 ولكنني كنت أتابع أخباره من الأخ ثائر سمعان، وما يقع بيدي بين الحين والآخر من نصوص قليلة، وكنت من الذين دافعوا عن “أدباء الداخل”، خصوصاً إزاء بعض الاتهامات التي حاول البعض إلصاقها بهم، وسبق لي أن قلت إن من بقي مضطراً في العراق ولم ينخرط في سلك “النظام” وتنظيماته أو يكتب المدائح ويمجّد السائد من السياسات فتلك بطولة تفوق بعض البطولات الزائفة.

إتحاد الأدباء

حين عدت إلى العراق في شهر حزيران يونيو 2003 والتقيته وكان مبتهجاً ولكن بحذر لما حصل وتعدّدت اللقاءات خلال زياراتي المتكرّرة إلى بغداد، وخصوصاً حين انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وأكثر من مرّة دعاني للحديث عن تجربتي الفكرية والثقافية باستضافتي في إصبوحة خاصة، واتفقنا أكثر من مرّة وتأجل الموعد بسبب الظروف غير الطبيعية التي مرّ بها العراق بسبب الإحتلال وأعمال الإرهاب والعنف التي اندلعت في كل مكان، والتي غالباً ما كانت تطال الثقافة والمثقفين وهم القسم الأضعف والذي يمكن إحداث نوع من الفزع والذعر في المجتمع بسبب استهدافه، لمكانته من جهة ولمعرفة الناس من جهة ثانية ولحساسيته من جهة ثالثة.

ولم تسلم من ذلك المؤسسة النقابية المهنية العريقة التي كان الفريد سمعان رئيسها ، ففي شهر كانون الأول ديسمبر العام 2010 داهمت قوات حكومية مقر اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وأغلقت النادي الإجتماعي الذي يرتاده أعضاء الإتحاد والذي ظل مستمراً منذ أن كان الشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري رئيساً له بعد أن تم تأسيسه في العام 1959 والخطوة التي أقدمت عليها السلطات هدفها إحراج المثقفين، لا سيّما بالتضييق على الحريات المدنية والعامة وتديين السياسة، وإرغام المثقف على الإنصياع لذلك، وهي معادلة ملتبسة وحسّاسة وظلّت إشكالية موجودة على طول الخط ، وأقصد بذلك علاقة المثقف بالسياسي، وعلاقة الثقافة بالسياسة ، ثم السياسة الثقافية والثقافة السياسية.

كتبتُ حينها في صحيفة الزمان ردّاً على تلك الإنتهاكات: ” لم تكتفِ تلك الغزوة المسائية لمقر الإتحاد بالمداهمة والتجاوز على حرمة الإتحاد وحسب ، بل لجأت إلى إرغام رئيس الإتحاد الشاعر الفريد سمعان على توقيع محضر يقضي بإغلاق النادي وعدم العودة إلى فتحه، مثلما اقتضت تعليمات مجلس محافظة بغداد” ، وقيل أنّ سمعان تعرّض للإهانة والضرب خلال تلك المداهمة اللاّقانونية واللاّشرعية، والتي واجهها بشجاعة ورباطة جأش وعقلانية.

يقول الفريد سمعان في قصيدة عودة الجواهري:

تعود إلينا مع النسمات

ترانيم وعد

ورايات ذكرى

رؤى تستفيق

مع الفجر

حين تحطّ خطاه

على وجنة الكائنات

وحين تهب رياح الكرامة

تعلن أن هدير النوائب

لن يستبيح تراب الوطن

ولن تخمد النار

إلاّ مع نشوة الانتصار

على العابثين بأحلامنا

المجموعات الثقافية

والتقيت سمعان بعدها وقصّ عليّ ما حدث بألم شديد وكان هو من الذين وقفوا منذ البداية ضد النزعات الدينية المغلقة والتقاسم الطائفي والإثني، ولا سيّما تلك التي يتم طلاؤها أحياناً بلون أخلاقي في محاولة للتضييق على الأدباء والكتاب وسائر العراقيين الذين يمارسون حقاً دستورياً تحميه اللوائح الدولية لحقوق الإنسان.

ولعلّ القوى الإرهابية والطائفية غالباً ما تستهدف المثقفين مثلما تستهدف المرأة وكذلك المجموعات الثقافية ولا أقول “الأقليات” لأن هذا المصطلح يستبطن الهيمنة والإستتباع، وفي أكثر من مرّة وفي أكثر من مناسبة أشاد الفريد سمعان وبحضور آخرين على دقة استخدامي لذلك وتمنّى أن يتم تعميمه لتأكيد مبادئ المساواة ، فلا فرق بين كبير وصغير وأغلبية وأقلية، طالما الأمر يتعلق بالأديان والطوائف والإثنيات وليس بالتوزيع السياسي أو البرلماني، فالمثقفون يمثلون ضمير المجتمع وهم يدركون أكثر من غيرهم مصلحتهم حق الإدراك ويعرفون حدودهم حق المعرفة ولا يحتاجون إلى “فتوى” تزعم أنها الأحرص على مصالحهم والأعرف بأمورهم والأجدر بما ينبغي أو لا ينبغي عليهم القيام به، فما بالك حين تكون تلك الفتوى صادرة عن من لا يملك مثل ذلك الحق والأكثر من ذلك حين تكون تلك الفتاوى تنم عن جهالة بأحكام الدستور والحقوق المدنية، بل في تعارض صارخ معها.

وبتقديري أن ذلك ليس سوى استلاب للدين وامتهان للكرامة وهدر للحرّيات العامة والخاصة، وسطوة بإسم بعض “المتنفذّين” لإرغام المثقفين بزعم أنها تنطق بإسم كل المجتمع دون تمييز أو إختلاف أو اجتهاد، وهؤلاء المتحرشون بالمثقفين لم تهزّهم حيثيات انقطاع التيار الكهرباء وعدم توفر الماء الصافي في الكثير من مناطق العراق وتدنّي مستوى الخدمات الصحية والتعليمية وانتشار القمامة والحواجز واستشراء الفساد المالي والإداري ونهب المال العام وتبديده واستمرار تعويم ماكنة الدولة لحساب نظام المحاصصة الطائفي – الإثني القائم على الزبائنية السياسية والغنائم، ناهيك عن انتشار ظواهر التعصّب ووليدة التطرّف، وهذا الأخير إذا ما انتقل ليصبح سلوكاَ سيؤدي إلى العنف، ويصير العنف إرهاباً إذا ما ضرب عشوائياً ؛

كرم أخلاق

في كلمته عند تكريمي من جانب اتحاد الحقوقيين العراقيين بصفتي “الحقوقي الأول” 14 شباط / فبراير 2009 قال الفريد سمعان : أرتبطُ وعبد الحسين شعبان بثلاث روابط:

أولها- إننا ننتمي إلى مدرسة فكرية ونضالية واحدة.

وثانيها- أننا زملاء في المهنة، فكلانا درس الحقوق وانشغل بها.

وثالثها- إننا واكبنا الحركة الثقافية والأدبية وزملاء في اتحاد الأدباء ويمكنني أن أضيف:

رابعها- هو أن لدينا الكثير من الأصدقاء والرفاق المشتركين، وعلى الرغم من الإنقطاع الإجباري بين مثقفي الداخل ومثقفي الخارج ، حيث اضطرّ شعبان إلى الهجرة والمنفى بسبب الملاحقة، في حين أنني فضلتُ البقاء في العراق، وتحملّ كلانا نتائج قراره، لكن كلينا كان يتابع الآخر ونتاجه قدر ما تسمح به الظروف وما يتسّرب من نصوص وأخبار.

وكانت كلمته بصفته رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، إضافة إلى كلمة نقيب الصحفيين مؤيد اللامي وكلمة نقيب المحامين ضياء السعدي، وكلمة مؤسسات المجتمع المدني العراقي ألقاها إحسان الياسري، نجل شمران الياسري”أبو كاطع”.

وأضاف الفريد سمعان في كلمته التي نشر مقتطفات منها الوزير التونسي د. خالد شوكات في الكتاب الذي أصدره المعهد العربي للديمقراطية والموسوم “عبد الحسين شعبان : تونس والعرفان – وقائع حفل تكريم ومسيرة فكرية وثقافية رائدة، 25 سبتمبر – أيلول 2016 ” والصادر عن دار الفارابي في بيروت، 2018 : وقد تسنّى لي مؤخّراً أن أطلع على نتاجات شعبان، وخصوصاً الثقافية والأدبية فوجدتها غاية في العمق والجمال، أذكر منها: كتابه عن الجواهري الكبير ” الجواهري – جدل الشعر والحياة” وكتابه عن أبي كَاطع “أبو كَاطع- على ضفاف السخرية الحزينة”، إضافة إلى كتابه “بعيداً عن أعين الرقيب” وهو كتاب نقدي أجرى فيه مراجعة جريئة لتجربته الفكرية والسياسية، وكان الأصل في ذلك محاضرة ألقاها في لندن “ديوان الكوفة غاليري”، وسواء اتفقت أم اختلفت مع شعبان ، لكنك لا تستطيع إلاّ أن تحترم آراءه ووجهات نظره، لأنها نابعة من تجربة نضالية خاضها بمعاناة شديدة وألم وحرمانات ليست قليلة، ناهيكم عن أنه يتمتع بمصداقية واجتهاد تؤهّلانه لإجراء قراءات جديدة للتجربة التاريخية، وذلك بحثاً عن الحقيقة كما يقول.

وبالمناسبة فقد استضافني اتحاد الأدباء في أصبوحةٍ في العام 2017 أي بعد مغادرة الفريد سمعان واستقراره في عمان ، كنت قد تحدثت فيها عن “كتب وحكايات” وجئتُ فيها على شذرات من تجربتي الفكرية والثقافية ارتباطا من العلاقة بالحرف والحق والإنسان، وحين سمع الفريد قال لي : كنت أودّ أن أقدمك أنا شخصياً .

تناغم مشترك

كثيراً ما كنت أجد تناغماً بين الفريد سمعان وبيني، وأعرف همومه ومتاعبه وأعرف الضغوط التي تعرّض لها من داخل المؤسسات التي عمل فيها ومن خارجها ، وأدرُكُ أنه بحصافته وطول نفسه وصبره وتسامحه حاول تجاوزها، متفرّغاً لإبداعه وفنّه، ملبّياً نداء الشعر، معتنياً بكلماته وحروفه التي حاول أن يُسقيها بدموعه ودمه، وكم كنت أتساءل مع نفسي ماذا ستكون حياتنا بدون الشعر وأقصد بدون الفن؟ وأظن أنها ستكون الحياة أكثر سقماً وكآبةً بغيابه ، ولعلّ الشعر هو ما آنس الفريد وجمّل حياتهُ وأعطاها بُعداً أكثر إنسانيةً وإحساساً بالحرية والعدل والمساواة .

لقد روّت دماء زوجته “أم شروق” أرض العراق في حادث اغتيال غادر ودنيء، الأمر الذي زاده تعلقاً بها وبشجاعتها وحبها وهو الذي نظم لها القصائد التي كانت تعلقها قلائد على صدرها، كما تعرّض منزله للسرقة والإبتزاز، وقد اضطر بعد انتهاء “مهمته” المهنية الإنتقال إلى عمّان ليقضي السنوات الأربعة الأخيرة من حياته قبل رحيله . قال لي وهو يهمّ على الرحيل : ما الذي تبقّى لنا ، كما يقول غسّان كنفاني ؟ ، فأجبته بما قاله: عالم ليس لنا ، حين يكون الزيف والخداع وذبول الضمير.

الموصل الحدباء

ولد الفريد سمعان حنّا المقدسي في الموصل العام 1928 ورحل في 5 كانون الثاني يناير 2021 عن عمر ناهز 92 عاماً، وقد بدأ نشاطه الثقافي في أواخر الأربعينات ومطلع الخمسينات، وتخرج من كلية الحقوق العام 1961 وقد سجن لفترات طويلة، المرّة الأولى في العام 1948 والثانية في العام 1963 بسبب انتمائه للحزب الشيوعي، كما استدعي وحُقّق معه أكثر من مرّة في أواخر السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، وكان قد نجا من قطار الموت العام 1963 وحكم عليه لمدة 10 سنوات قضى قسماً منها في سجن “نقرة السلمان” ، وقد روى ليَ الصديق الشاعر مظفّر النوّاب عن علاقته بالفريد سمعان والنشاط الثقافي الذي كان يتم تنظيمه في السجن حيث كان الفريد في إدارته ، فضلاً عن نشاطه الرياضي والإجتماعي، والسّماحةُ التي تتجلى بها شخصيته المنفتحة ، وقد كانت مناسبةً للحديث عن مظفّر النوّاب مع الفريد سمعان إثر زيارة الأول إلى بغداد بعد نحو أربعين عاماً من منفاه.

كتب في مجالات مختلفة ومتنوّعة ولديه عشرون مجموعة شعرية وعدد من المسرحيات والمجموعات القصصية، كما لديه دراسات اقتصادية وكان قد حصل على دبلوم في التخطيط من معهد الأمم المتحدة في دمشق العام ، 1971 وكتب فصولاً من سيرته بعنوان “مع المسيرة الثورية… الخطوات الأولى”.

كأنها سرب العصافير التي اصطفت

على بيادر من الكروم

كأنها جدائل تبعثرت

في مشتل العطر تحوم

كأنها قافلة من الثلج

تسلّلت في غفلة

جذلى عناقيد النجوم

مرّت على أهدابنا

تناثرت أصداؤها

حطّت على برج المساء

وطوّقت أذرعها

بيت القمر

أبا شروق لا نقول وداعاً ، بل نقول اشتياقا .

ـــــــــــــــــــــــــ

{ عضو اتحاد الكتّاب العرب وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين