حادثتان منفصلتان في الوقت وليس الغاية، هزت النجف قبل أيام قليلة. حريق واختراق أمني. لم يحدث أضرارا بشرية بل مادية فقط وأخرى نفسية إن صح التعبير.
الأربعاء الساعة الثانية بعد الظهر، اجتاحت سماء المدينة غيمة سوداء، ناشبة عن حريق “سوق النجف الشعبي”. المحاذي للمأرب الداخلي، المكتظ بالناس طوال الوقت. معربين السبب إلى تماس كهربائي, مما أباد ثلث السوق تقريباً بمعدل أكثر من 80 دكان!
الساعة التاسعة بعد منتصف الليل، أي بعد 31 ساعة من الحادثة الأولى، حاول ” مختل عقلياً” اقتحام سيطرة؛ تقابل باب مرقد أمير المؤمنين”ع”. وسط المدينة القديمة، ذات الحراسة المشددة و”المعقدة” بعض الشيء. مما أدى إلى قتله!
الحادثتان مرتا مرور الكرام. إلا الثانية منها، اُستغلت سياسياً بعض الشيء. لكن الأولى ذهبت سدى، مع رماد الآلاف الدولارات من البضائع التي احترقت. حيث أصحابها ” كسبة” والله وحده من يدبر أمورهم!
لا يعقل أبدا انفصال الحادثتين عن بعضهما، الأولى مدبرة؛ والثانية غطاء للرأي العام. فإذا لم تمر الأيام وسيظهر مقاول ” متخوم”، ليبادر بإنشاء سوق شعبي، بمساطحة لثلاثين سنة “قمرية” وقرضاً حسن من احد البنوك الخيرية!. فسيفتح ملف القضية.
أما الحادثة الثانية لها عدة تساؤلات. منها؛ كيف اخترق ” المجنون” السيطرات الستة؟ من خوله بــ”الباج” لدخول المدينة ” أي جهة سياسية”؟ الحادثة تقول: أن المجنون تشاجر مع أفراد الأمن ودخل ” القواطع” عنوة! واتضح انه ” مهندس”. إذن لم إطلاق النار عليه؟ وقتله.
هذه الحادثة تأخذنا إلى استجواب المحافظ بعد الحادثة الثانية. الثلاثاء المقبل 24 حزيران. عندما قرر مجلس المحافظة ذلك. وتأخذنا أيضا إلى التحالف المرتقب، ضد المحافظ نفسه لإقالته. من نفس الكتل التي وقعت لاستضافته” الاستجواب”.
ترى لِم هاتين الحادثتين تحدثان بأقل من يوم ونصف بالتزامن ؟. المخاوف من تأجيج الشارع الذي لحق بالحادثتين.هل فشل تحالف الكتل في إقالة المحافظ؟ أم استغلوا الحادثتين لتحريك الرمال من تحته؟ سيبقى الجواب، “وحدهي تصفهه”. فللسياسة مصالح مستمرة..