كدت ارى دمعته الا انه سارع بإخفائها عبر محاولة تصنعه البحث عن علبة سكائر في جيوب بنطاله …ذلك الشاب العشريني كان يتمنى ان يجد من يستلم منه ملف اخضر اللون جمع فيه اوراقه الرسمية هوية الاحوال المدنية ، بطاقة تموينية …الخ فضلا عن شهادة تخرجه من احد الجامعات العراقية …لكن الدائرة التي قصدها كانت تضع لافتة كبيرة كتب عليها – التقديم للوظائف عبر موقع الوزارة على شبكة الانترنت – وبعد ان ابتلع حسرته قال ” قد يكون امرا حسنا ..لم يستلم احد مني الملف ..وبهذا لن اكون مضطرا لاستنساخ اوراقي للمرة العاشرة “
ذلك الشاب …لم يكن الوحيد الذي وقف امام بوابة احد دوائر الدولة بحثا عن وظيفة بل كان يجد امامه عشرات الشباب يوميا …حصل هذا خلال عام 2011 وكانت حصة الديوانية فيه من الوظائف حسب مسؤولين نحو 10 الاف درجة لم تصل جميعها الى المحافظة حتى اللحظة ….وقامت بعض الوزارات بالتعيين في الدوائر التابعة لها بشكل مباشر دون ان تتخذ عناء ابلاغ الحكومة المحلية او دوائرها في المحافظة فيما فضلت اخرى استقبال طلبات التعيين عبر الانترنت ، والدوائر التي اعلنت وعينت بشكل مباشر في المحافظة لم تكن تسد حتى اقل من 1% من نسبة العاطلين عن العمل ….فكيف سيكون عليه الحال خلال العام الحالي والوظائف المخصصة للديوانية ضمن موازنة 2012 لا تتجاوز 2600 وظيفة وعدد العاطلين حسب احصائيات رسمية 140 الف ؟
من البديهي القول ان الوظائف الحكومية لا تستطيع استيعاب كل هذا العدد من العاطلين والذي يتزايد سنويا ولابد للحكومة الاتحادية من وضع خطط بديلة سواء كانت استراتيجية او سريعة على ارض الواقع تعمل على استيعاب الشباب كالمشاريع الزراعية والصناعية خاصة مع وجود ما يشجع ذلك في محافظتنا كوجود الاراضي ذات المساحات الشاسعة وامتلاك الشباب شهادات وخبرات متنوعة …يبقى العامل المهم لاقامة المشروع وهو راس المال او الجهة الداعمة ولاضير في ان تكون حكومية او اهلية اومن ضمن المجتمع المدني الدولي …. وهو نداء نوجهه لأعضاء مجلس النواب عن محافظة الديوانية بنقل هذه الصورة الى الحكومة المركزية .عل شبابنا يجدون بيسر من يستلم منهم طلباتهم للتوظيف ويهيئ لهم وظائف تدر عليهم دخلا مقبولا .