طوال عام 2017، کان التطرف الاسلامي و الارهاب، أکبر تهديد يحدق بالمنطقة و العالم، خصوصا بعد أن تفاقمت الاوضاع في سوريا و العراق و اليمن و لبنان و سارت من سئ الى الاسوء و ترکت آثارها و تداعياتها السلبية على أکثر من صعيد، ومعروف للجميع بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقف خلف تفاقم کل تلك الاوضاع من خلال تدخلاتها في تلك الدول.
خلال العام السابق، وقعت العديد من العمليات الارهابية من جانب المتطرفين الاسلاميين، سواءا على الصعيد الدولي أم الاقليمي، لکن في نفس الوقت کان هناك رفض و إستهجان واضح لهذه العمليات، وهو عکس رفض إقليمي للارهاب و السعي من أجل القضاء عليه، وهو ما بعث على الامل و التفاٶل بالسير على النهج الصحيح من أجل تخليص المنطقة من شر هذه الظاهرة العدوانية اللاانسانية.
مجئ العام الجديد 2018، يجب أن يکون لدى الجميع عاما يزيد من الامل و التفاٶل في القضاء على ظاهرة التطرف الديني و الارهاب و عدم فسح المجال أمام التنظيمات المتطرفة و الارهابية کي تفرض أفکارها و مبادئها المشبوهة على شعوب المنطقة و العالم ولابد أن يکون هناك رد فعل مناسب من جانب شعوب المنطقة و العالم ضد هذه الافکار و المبادئ المشبوهة، وقد کانت إنتفاضة يناير/کانون الثاني 2018، من جانب الشعب الايراني أکبر و أقوى تأکيد على هذا الامر عندما جسد موقفا شعبيا إيرانيا رافضا للتدخلات في المنطقة و مطالبا بإنهائها.
هذا التطور الاستثنائي الذي أصاب السلطات الحاکمة في طهران بذعر تم لمسه بکل وضوح، يجب أن يکون عام تفاؤل بالنسبة ليس للشعب الايراني فقط وانما لشعوب المنطقة أيضا، خصوصا وإن هذه الانتفاضة لاتطالب بإصلاحات أو تغييرات سطحية محددة وانما تغييرات جذرية تطال أصل و اساس النظام، وهو مايعني التمهيد لإسدال الستار على حقبة هذا النظام التي کانت واحدة من أسوء الحقب التي مرت على المنطقة خلال أکثر من ثلاثة عقود و نصف.
العام الحالي، الذي کانت بدايته إنتفاضة کبيرة ضد النظام لازالت آثارها و تدعياتها مستمرة لحد الان، قد وضع النظام الايراني في موقف و وضع محرج جدا ليس أمام أعدائه و خصومه فقط وانما حتى أمام أتباعه و أذرعه و عملائه في المنطقة، إذ تدل کل المؤشرات على إن هذا العام لن يکون من بعده عاما آخرا للنظام الايراني!