18 ديسمبر، 2024 11:22 م

2018 عام التغيير في إيران

2018 عام التغيير في إيران

طوال أکثر من ثلاثة عقود من الحکم الاستبدادي المبني على القمع و العنف المفرط لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث ذاق الشعب الايراني ظلما و ضيما لايمکن وصفه او تحديده و التعبير عنه بکلمات و جمل معينة، حاول هذا النظام کأي نظام دکتاتوري قمعي شمولي آخر التأسيس لبقائه الى أطول فترة ممکنة.

أموال الشعب الايراني التي سقطت في يد هذا النظام، حيث تفنن في إستخدامه من أجل أغراضه و أهدافه و طموحاته الضيقة الخاصة وذلك في سبيل أن يجعلا من حکمه القمعي الدموي أمرا واقعا لايمکن الخلاص منه أبدا، وبدلا من أن يصرف اموال النفط الطائلة من أجل النهوض بإيران و تقدمها من مختلف النواحي، فإنه قام بتبذيرها من أجل بناء أجهزة قمعية و شراء الذمم و الضمائر و تنفيذ المؤامرات و المخططات المشبوهة ضد خصومه في الداخل و ضد دول المنطقة و العالم ولاسيما من خلال تصديره للإرهاب الذي تفنن فيه حتى صار يحتل المرتبة الاولى من دون منافس في تصنيع و تصدير و إحتضان الارهاب.

السياسات الطائشة و الحمقاء و البعيدة کل البعد عن روح الحرص و الشعور بالمسؤولية أمام الشعب الايراني لهذا النظام، أذاقت هذا الشعب کؤوسا مترعة من المرارة و الاسى و الالم، وقد أدت هذه السياسة الى جعل إيران مصدرا للقلق و التوجس في المنطقة و العالم بعد أن کانت إيران نموذجا للحضارة و التقدم و العطاء الانساني، لکن النظام الايراني إصطدم ومنذ البداية بجدار الرفض الفولاذي العنيد لمنظمة مجاهدي خلق التي رفضت رفضا قاطعا إستبدال شاه متوج بآخر معمم ولذلك فقد رفضت نظام ولاية الفقيه جملة و تفصيلا وهو ماأدى الى الاصطدام بينها و بين النظام الذي قام بصرف مبالغ خيالية طائلة جدا من أجل القضاء على هذه المنظمة و ضمان بقائهم، لکن هذه المنظمة بقيت مصرة على النضال المرير و بمختلف الطرق و الاساليب و دفعت في سبيل ذلك أثمان باهضة جدا و عانت و قاست کثيرا غير أن عزمها بقي راسخا لايلين، ولهذا فإنها کانت الامل الوحيد الواقعي بوجه هذا النظام الذي قام بتصفية و إقصاء معظم خصومه و مخالفيه ولم يبق هناك من خطر و تهديد قائم بوجه سوى منظمة مجاهدي خلق الخبيرة و الضليعة في مقارعة الاستبداد و قهره و إسقاطه مثلما فعلت مع نظام الشاه السابق.

ونحن في عام 2018، ظهر جليا للعالم کله أن مشاکل و أزمات النظام قد تجاوزت الحدود المألوفة بل وانها قد خرجت من دائرة و حدود معالجة و سيطرة النظام عليها، ولذلك فإن معالم الاوضاع بالغة السلبية قد بدأت تتجسد بصورة لايمکن للنظام إخفائها او التستر عليها بل وان المسألة قد وصلت الى حد المواجهة و الخلاف المباشر بين أعلى رموز النظام حيث جسدت جانبا من الصراع المنفلت على السلطـة و أکدت للعالم کله من أن حکام إيران ان هم في حقيقة أمرهم إلا مجموعة من شذاذي الافاق و قطاعي الطرق إذ انهم يتوسلون بکل السبل و الوسائل و الاساليب لإسقاط بعضهم، ومن غرائب الصدف أن تصاعد الخلاف و الصراع في داخل النظام يقترن مع الانتفاضة الايرانية التي إنطلقت في 28 من کانون الثاني من العام الماضي، ولازالت مستمرة وهي تدعو الى إسقاط النظام کسبيل وحيد لتغييره و بناء نظام يعبر عن إرادة الشعب الايراني.