ها قد مرت سبعه وعشرون عاما منذ إن دخلت القوات العراقية الباسلة ارض الكويت وجعلت من مشيختها تفر حافية حاسرة بلا (بشوت ولا عكل ) لاتلوي على شئ تعض أصابع الندم وتسكب الدمع غزيرا لأنها ضيعت ملكا وإمارة وثروات بحماقات وعنجهية وسوء تدبير .
ولا زال ابن المرحوم خالي يحتفظ في غرفة الضيوف بلوحة سيارته الكابرس (العراق –كويت_ 104516)داخل اطار ذهبي جوار صورة والدة والذي خدم الكويت منذ عام 1961 في جيشها ثم طرد شر طردة منها مع عائلته بعد احداث ال 1991.دون ادنى حقوق ولاحفظ ماءوجهه ووجوة (البدون ) الذين لم تمنحهم دولة العدالة والانصاف والاسلام الجنسية الكويتية ..بينما تمنح دول الكفر جنسياتها لمن يقيم فيها بضع سنون .
لا ادري لماذا استنكرنا الغزو..وتاريخنا العربي والإسلامي مليء بالحروب والغزوات تحت اسباب ومسميات شتى ..ولربما يختزل الكثيرون ممن يجافون الحقيقة وأمانة الوقائع النزاع العراقي الكويتي بما حصل في الثاني من آب 1990، بوصفه استخداما غير مشروع للقوة المسلحة من دوله شقيقة ضد دولة جارة مستقلة كان من اللازم استنفاذ كل وسائل الحوار والجدل الممكنة لحل الخلاف ويتجاهلون حقيقة إن استخدام العراق القوة ضد الكويت لم يأت من فراغ أو بطر سياسي أو انفلات هستيري (. رغم التحفظ على بعض على من كان يحكم العراق) .
بل إن معرفة الخلفية التاريخية للنزاع العراقي الكويتي ستقود إلى استنتاجات مختلفة عن تلك التي جاءت بها قرارات مجلس الأمن. الجائرة فالكويت أرض عراقية فصلتها بريطانيا بالقوة عن الوطن واستخدمتها قاعدة للضغط على العراق منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.وان العقل والتوجه الجمعي للعراقيين يعتبر الكويت فردوس العراق المفقود ويطالب بإعادة ضمها للوطن. فمنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 لم تعترف الحكومات العراقية المتعاقبة بإمارة الكويت ككيان منفصل عن العراق. وعندما أعلنت بريطانيا استقلال الكويت في عام 1961 أصدرت الحكومة العراقية الأوامر إلى جيشها باحتلال الكويت، لكن ذلك التحرك أجهض أسباب عديدة.أبرزها خيانة الوطن وشرف العسكرية والتي للأسف أضحت سمة بارزة للتأمر والتخابر مع أعداء العراق من بعض عديمي الوطنية والضمير.
الكويت، من جانبها، وضعت على رأس أولويات سياستها الخارجية إضعاف العراق بكل الوسائل الممكنة كون ذلك السبيل الأضمن لمنعه من المطالبة بعودته إلى حضن إلام . وقد يقول قائل لكن الكويت ساعدت العراق في حربه ضد إيران، والحقيقة إن ذلك الموقف لم يكن حبا بالعراق بل هو جزء من سياسة إطالة الحرب العراقية الإيرانية التي تبنتها أمريكا ومن يدور في فلكها. والجميع يذكر ما قاله هنري كيسنجر في مذكراته(أنها أول حرب في التاريخ أردناها أن تستمر أطول مدة ممكنة، ولا يخرج منها أحد منتصرا).
بكل اسف فلا تزال الكويت تتبع نفس النهج ..وأن أبدت صفحة جديدة من العلاقات .. فضعف الحكومات العراقية بعد التغيير تسبب في جعل الكويت تتمادى في تجاوزاتها على الحدود العراقية بسرقة أكبر مساحة من الاراضي العراقية و ان أكثرَ من ثلثي الجيش و قوات الامن الكويتية تتمركز حاليا على الحدود مع العراق ما يؤكد أن الكويت تنظر الى الأمر على أنه صراعٌ على الأرض ،
و بلغ التمادي الكويتي في مشروع ميناء مبارك الى حرمان العراق من إطلالته البحرية الوحيدة . وكخطوة استفزازية شكلت قوات امنية لحماية ميناء مبارك العراق.والذي اُنشئ على ارض عراقية اُقتطعت من العراق وفق القرار ثمانمائة و ثلاثة وثلاثين الباطل والذي أنصاع له العراق بلحظة ضعف وتراخي من مفاوضين عراقيين .ان هذه الخطوات ستعمق الخلافات بين البلدين ، وستزيد من حدة الاحتقان الشعبي بين البلدين .خصوصا وان الالاف من مهجري (البدون )من العراقيين الذين سفرتهم الكويت لايزالون ينتظرون حقوقهم وقيمة ممتلكاتهم التي تركوها ..وأقاموا المئات من الدعاوي امام المحاكم العراقية والدولية .
إن على حكام الكويت أن يدركوا أن الصولجان الأمريكي الحامي ..تنخر فيه آفة الأرض وان سلطانها على الشعوب الحرة الأبية إلى زوال وأن العراق وشعبه باقيان إلى ألأبد وسيتعافى وينهض من جديد بلداً قوياً عبقريا بما يمتلكه من موارد كبيرة وثروات هائلة وقدرات بشرية كبيرة وكفاءات عالية. شعب العراق الذي هزم بتضحياته وصموده قوى الإرهاب والظلام ونهض كطائر الفينيق من بين الرماد قادر على استعادة حقوقه من أرض استقطعت منه. ونقول لا شقائنا الكويتيون الأعزاء .. كفاكم غيا وعدونا .فأفعالكم العدوانية ضد العراق راكمت شعورا بالظلم وغضبا ورغبة جامحة لدى العراقيين لاسترداد ألحقوق وإن لم ترد الكويت حقوق العراقيين طوعا فلتتوقع كرّة أخرى كيوم 2\8 الأغر.
وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وقد نفعلها مرة أخرى مكرهين.