23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

1991 – قصة وطن ومأساة تاريخ

1991 – قصة وطن ومأساة تاريخ

الخوض في وقائع تأريخية لحدث وطني مهمة وخطيرة جدا. باعتبار أن الحديث لايختلف عليه اثنان ففيه تتكون عناصر الخبر وبالتحديد من وماذا وأين ومتى ولماذا وهي عناصر أساسية في صياغة أي خبر أو تقرير اخباري وبالتالي يكون جزءا من أرشيف الأحداث. عام 1991 حدثت انتفاضة داخل ثلثي مدن العراق في الشمال والجنوب وبعض محافظات الوسط ضد نظام صدام حسين الحاكم آنذاك. الاختلاف كان في تفاصيل الحدث ونتائجه وكيفية قراءته أي في التحليل والاستنتاج لما حدث. سؤال مهم يبرز ونحن في شهر آذار ذكرى تلك الواقعة الوطنية المهمة لمن يراجع ذاكرته ويدقق في تفاصيل ماحدث، السؤال هل نعيش صدى ذلك الحدث؟ يبدو من مجريات الوقائع داخل العراق بعد العام 2003 والى اليوم أن المتبجحين بانتفاضة العام 2003 مازالوا يعيشون وهما تاريخيا كما هي الأوهام الطائفية التي أرهقت العراق بمآسي وويلات من كتبوا وزوروا لأحداث وشخصيات بعضها مفتعلة ولا أساس لوجودها . كيف نعيش صدى انتفاضة العام 1991 ؟ أقول ، ليس كل من خرج ضد نظام صدام حسين هو بطل ومغوار وليس كل من قتل بعثيا هو رمز وطني وليس كل من خرج بعد العام 1991 من العراق هو مناضل ويستحق الأشعار المزيفة . فهناك رجال أوفياء للوطن لم يخرجوا من العراق هم أكثر نبلا وحبا للعراق من أولئك الذين زوروا وثائق أحكامهم في سجون نظام صدام حسين من سراق ومغتصبين او قتلة الى سجناء سياسيين وأصبحوا اليوم مناضلين ويتمتعون بحقوق مزيفة هي جزء من ملفات الفسادين المالي والاداري. كم هي نسبة الهاربين من الجيش العراقي عام 1991 واليوم هم أبطال ولهم حقوق السجناء السياسيين لمجرد أنهم عاشورا في مخيم يسمى رفحاء في المملكة العربية السعودية وانا على يقين أن رفحاء هذه لو كانت في ايران لما تجرأ أحد على سن هكذا قانون بل لأن رفحاء في السعودية فهو موضوع حساس طائفيا بين من جاءوا الى الحكم بعد العام 2003 وبين النظام السعودي المتورط في سفك دماء العراقيين ( طائفيا ) . النقظة الثانية في ملف انتفاضة العام 1991 أن الحديث لم يعطى موقعا مهما في تاريخ العراق الحديث وترك حديثه لمن يتاجر بالحدث لأسباب شخصية وأمزجة شخصية واعتبارات انتخابية لكسب الأصوات لصالح من كان وراء سن هكذا قانون وهو جزء من صفقة مشبوهة مع شركاءهم في العملية السياسية فقد تساووا مع أعدائهم من مرتزقة نظام صدام حسين من رجال الأمن والمخابرات صفقة مقابل صفقة فهل مواقف كهذه لها علاقة بقيم الأسباب التي من اجلها انتفضت أربعة عشر محافظة عراقية ؟ ان ما أدقق في كلماتي هذه هو العبرة في خواتيمها وليست عبارات تقال هنا وهناك.