1- ماهي حاجتنا اليوم للفلسفة؟
إن الاحتفال الحقيقي بالفلسفة على الصعيد الكوني لا يكون بالتأكيد على أهميتها على المستوى التعليمي والثقافي بل بمنح حق التفلسف للكل مع تفادي العولمة الملتهبة التي تفرط في الاستعمال السيئ للفلسفة.
الأزمة التي يعاني منها الإنسان العربي زمن اللاّيقين والاضطراب وضياع البوصلة تفرض عليه الاستناد بالفكر العلمي والتمكن من التقنيات الدقيقة وطرح الأسئلة الفلسفية الشرعية وبناء فلسفة عربية معاصرة ترد على التحديات وتربط بين حسن التفكير وجودة التدبير وبين المعرفة الصانعة والتطبيق الناجع للأفكار
-2-ماهو السؤال الفلسفي الذي تفرضه علينا حياتنا المعاصرة؟
الحياة المعاصرة تعاني من الاغتراب والتسليع والرقمنة المفرطة ولذلك تحتاج إلى فلسفة مركبة تكون قادرة على الاضطلاعي بالواقع مابعد الافتراضي وانتشال الإنسان من السعادة الاستهلاكية والضغط النفسي والاحتكار الاقتصادي وتفجير مواطن القوة التي يختزنها في ذاته بغية التصدي إلى مضار الهيمنة الإيديولوجية والمراقبة والمعاقبة وتمكين الجسد الإنساني من إرادة الاقتدار حتى يقهر المرض والتهرم.
من اللاّزم اليوم الاهتمام بالمبادئ التربوية التي تعمل على تهذيب النوع البشري وتدبير النسق القيمي الذي يحفظ الحياة في الكون من كل تبديد والاشتغال على شروط الحكم الرشيد من اجل تفادي الفساد والتأخر.
-3- باختصار شديد رأيكم بواقع السؤال الفلسفي اليوم؟
لقد جددت الفلسفة المعاصرة الكثير من المناهج التي تعتمد في التجارب وطورت العديد من التقنيات التي تستعمل في التفكير ولقد راكمت موسوعات من المعلومات وكمية هائلة من البرامج وبالتالي زادت من حجم المعارف وأحكمت قبضتها على حقيقة الكون وجلبت معها جملة من المنافع وترجمة مصالحها بالسيطرة على الذرة والخلية والفضاء الخارجي ولكنها صحرت الوجود وأفرغت الطبيعة من الحياة وتسببت في أزمة بيئية كارثية وأفقدت الوضع البشري المعنى والمقصد وذلك بالنظر إلى الاختلاف بين المعرفة والفهم، فالمعرفة الجيدة للحياة اليومية لا تؤدي بالضرورة إلى الفهم الجيد لأحوال الناس.
4- إذا سلطنا الضوء من خلاله على واقع الفلسفة العربية
يحاول العرب الانخراط في تجربة التفلسف المعاصر منذ مدة وذلك بمشاركة العالم في الاحتفال باليوم الذي خصصته منظمة اليونسكو لذلك ولكن الفكر الفلسفي الذي ينتجونه يغلب على التكرار والتقليد والانتقاء والخط وبالتالي هم يكتفون اليوم باستنساخ بعضهم البعض وبمحاكاة بعض المشاريع التي حققت بعض الشهرة على غرار التراث والحداثة والأصالة والمعاصرة وإصلاح الذهن العربي وتجديد الفكر الديني ونقد العقل العربي وتاريخية الفكر الإسلامي ولكن هذا الإتباع لا يقدم بحضارة إقرأ لأن ما يغيب عنهم هم الإبداع الخالص والخلق الفني والتفلسف الأصيل الذي يقوم على تجاوز الموروث والانتصار على الفلسفة الغربية والقطع الايجابي مع الحداثة نحو الذهاب إلى مابعدها والتسلح بالفكر الأنواري الأممي والانعتاق من الباراديغمات الاستشراقية واعتماد إيتيقا الاستغراب وفلسفة مابعد كولونيالية وذلك لأن الاختلاف ملحمة كبرى لا يقدر على تحمل أوزارها سوى الأحرار الذين أفرغوا أنفسهم من كل احتمالات التشابه الممكنة. فمتى يستفيق الفيلسوف العربي بالمعنى الأصيل من غفوته ويثبت حضوره؟