يكاد يتّفق الجميع أن المهيمن على السياسة العراقية والعنصر الأكبر تأثيرًا والأكثر فاعلية هو إيران، إيران هذه الدولة التي كانت تتقاسم السلطة في العراق مع السعودية وتركيا منذ عام ٢٠٠٨، هذه الدولة العظيمة بدأت بالانتحار شعبيًا أمام أنظار العراقيين حين وقفت بشكل علني أمام إرادة الشعب الذي طالب بالتغيير والإصلاح.
أغلبنا يعلم أن غالبية الشعب العراقي ناقم و غير مؤمن بهذه الطبقة السياسية، بل ويعتبرها طبقة ميّتة على الصعيد الشرعي والتنفيذي/ الإجرائي و لا ينتظر منها أيّة خطوة إيجابية لمصلحة الوطن والمواطن، هؤلاء المواطنين يدركون أن الكثير من الساسة الفاسدين هم برعاية إيرانية وهم موالين سياسيًا ودينيًا لإيران، وهذا يعني أن فشل الساسة وفسادهم يحسب على إيران، ومما زاد الطين بللً في فشل الإرادة الإيرانية في العراق هو حمايتها ورعايتها لكل من يلفظهُ الشعب، وأقرب مثال على ذلك هو ذهاب سليم الجبوري إلى إيران لإعادة ترتيب اوراقهُ بعد ما تمّت إقالته من البرلمان، حيث عاد بعد زيارته إلى إيران منتصرًا وقويًا إلى منصبه.
ومن المسلّم بهِ أن أغلب الساسة الذين تعرّضوا إلى الاستجواب قد تمّ دعمهم علانيةً، أما من خلال زيارتهم لطهران أو من خلال زيارة رجل إيران الأول في العراق (أيو مهدي المهندس) لهم في مكاتبهم كما فعل مع وزيرة الصحة أيام الاستجواب الذي كاد أن يطيح بها بما تضمّنهُ من فسادٍ على الصعيدين الإداري والمالي. وتصرّفاتٌ كهذه ستبقى عالقة في الوعي الجمعي العراقي، وتحوّلت بموجبها من دولة داعمة لحرب العراق ضدّ الإرهاب إلى دولة داعمة للسياسيين الفاسدين في العراق.
لا توجد لدينا أيّة عداوة مع إيران الدولة والشعب، لكننا نتحفّظ على بعض سياساتها في العراق، ولا نقبل أن نكون حديقتهم الخلفية، بل لابدّ أن يتمّ التعاطي معنا بنديّةٍ واحترام.