منذ ربع قرن من الزمن بالتمام والكمال، تسرق موارد اقليم كردستان من الواردات والثروات والممتلكات والنفط والغاز من قبل السلطة الحاكمة للحزبين الحاكمين العائدين الى مسعود البرزاني وجلال الطالباني، وتنهب من قبل كارتيلات من أهل الحكم وهي عبارة عن مجموعات عائلية حزبية متسلطة تتمتع بجبروت وامتيازات كل السلطات النافذة دون رقيب ولا قانون، وبعيدا عن اي شرع ديني او انساني، والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والاعلامية باتت أدوات رخيصة ودمى ذليلة بأيدي هؤلاء يتلاعبون بها حسب اهوائهم ومصالحهم ومنافعهم الشخصية والعائلية والحزبية، وفسادهم العملاق الرهيب الجاري من عقدين من السنين، ونهبهم الساري للثروات والنفط وامام أعين العالم نهارا وجهارا، قد جعل من ولاية الاقليم مستعمرة فريدة للمافيات والعصابات الكبيرة التي رمت القوانين بالبوادي والشرائع بالمجاري والضمائر بالصحاري، ولا شرع الا شرع الغاب.
ولهذا عندما تقوم السلطة الغاشمة الفاسدة في الاقليم بنهب ثروات الاقليم وخاصة النفط منها بانبوب طويل يشق العراق وتركيا وينهب منه أكثر من نصف مليون برميل نفط كل يوم، وصهاريج بالالوف تمرح وتسرح يوميا ومنذ سنوات عديدة، وتسرق أموال بالمليارات تذهب الى جيوب اهل الحكم المارقين وبوضح النهار، ولا نجد قانونا ولا سلطانا يقف بوجه هؤلاء الكبار الفاسدين واللصوص المارقين، وهم ينهشون وينهبون ويسرقون ليلا ونهارا، وينخرون من جسد البلاد سرا وعلانية، ولا نجد اي رادع يقف بوجه هؤلاء السلاطين المتجبرين بالاقليم الكردي في وسط ظلام دامس، ظلام نجد فيه القضاء قد وضعت رأسها تحت الرمال كالنعامة امام السرقات والنهب من قبل حيتان وتماسيح السلطة، و الادعاء العام قد لاذ بالصمت، واهل القانون والتشريع قد سدوا ابصارهم وآذانهم والسنتهم عمي بكم صم، واهل رجال الدين والحق المبين قد زحفوا لاهل الكهف بالسبات والنوم العميق.
كل ذلك لان كل من الحزبين الحاكمين المستبدين المتسلطين هما حاكما كل السلطات، فلا تعيين ولا تنصيب ولا تنسيب لمسؤول ولا لوزير ولا لمحافظ ولا لعسكري ولا لقانوني ولا لحاكم ولا لمحقق ولا لمدير ولا لمدير عام ولا لرئيس شعبة ولا لرئيس قسم ولا لنائب برلماني ولا تعيين ولا توظيف وغيرها من المواقع والمناصب الا بلائحة وقرار ودعم وتزكية حزبية، وبسبب هذا الواقع الفاسد ما زال الاقليم يأن ويأن بشدة تحت نفوذ حكم الحزبين الحاكمين المطلقين الاول حزب البرزاني في الزون الأصفر، والثاني حزب الطالباني في الزون الأخضر، ولو ان الاخير يستنشق فيه هواء الحرية والرأي الآخر والتعبير الحر.
في ظل هذا الواقع الظالم المتسلط على الاقليم المخنوق بالازمات، وفي ظل حكم الكبار ونظام السلاطين المارقين، عندما يسرق الفقير لقمة من الاخرين من اجل اطفاله نتيجة المعانات المعيشية اليائسة، تنزل القوانين بصرامة والتشريعات بحزم والقضاء بقوة عليه بشمرة واحدة ويوضع بها رأس الفقير بين مطرقة الحكم الفاسد وسندان النظام الظالم، وينتهي به الحكم الى السجن لسنوات وسنوات، ووقائع الاقليم طوال ربع قرن شهدت الكثير والكثير وثم الكثيرمن حالات تطبيق القانون بشدة وبصرامة على الفقراء البائسين والمستضعفين والمحتاجين، بينما نجد أهل السلطة والمسؤولين خارج القانون رغم فسادهم المكشوف وسرقاتهم ونهبهم وجرائمهم السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية المتسمة بالخيانة الكبرى بحق الشعب والبلاد، وفي كل الاحيان فهم يضعون القانون تحت اقدامهم وقد وضعوا انقسهم بمنزلة المنزلين من السماء لا سلطان عليهم حتى وان كان بكتاب سماوي، وطوال ربع قرن من الزمن الرديء لم يشهد الاقليم يوما محاكمة لمسؤول او وزير او رئيس او ابن مسؤول او حزبي او قريب او اي فرد من افراد الحاشية والخدم والابناء والاقارب والعشيرة والعائلة الحاكمة، وكأنهم ملوك واصحاب عروش في زمن الجاهلية الكردية المعاصرة، وهذا الواقع مرصود بالدلائل والبراهين في القنوات والصحافة الكردية.
ولهذا بات المواطن من أهل الفقراء في ظل نظام الحكم الجائر ورئاسة الرئيس المنتهية ولايته منذ عقدين من السنين اداة ووسيلة للاضطهاد والقمع والاهانة وسحق للكرامة باي شكل من الاشكال، وان كانت الحجة سرقة الحواضن الصحية وحليب الاطفال ولقمة الطعام، فالرئيس وزبانية حكمه يدفعون بالشعب الى المزيد من الفقر والجوع والاملاق، وذلك رغبة منهم وانتقاما، وما يحصل من تهلكة للصغار البائسين تحت عنوان ادخار الراتب للموظفين أمر متعمد ومرسوم له لاذلال المواطنين وتذكيرهم ان اهل السلطة والسارقين الكبار بمنزلة الارباب لا امر ولا سلطان ولا قانون للتسيد عليهم، وبنظرهم حق الحياة والسعادة والرفاه والتمتع مكفل لهم فقط دون غيرهم من الناس والاقوام، واما الأغلبية الفقيرة من الكرد من شباب وشيوخ واطفال ونساء ورجال فلا حق لهم بالحياة.
ومهما يكن من امر، وكما قيل لو دام الحكم لغيرهم لما وصل اليهم، فالنهاية المحتومة مرصودة لهؤلاء الحكام الظالمين وان طالت، وهنا لا يسعنا الا ان نقول اللهم يا رب العالمين كفى وكفى وثم كفى بعذاب هؤلاء المارقين للكرد الصابرين، وحسبنا الله ونعم الوكيل.