23 ديسمبر، 2024 5:39 ص

150 عاماً على تأسيس الصحافة في بلدي العراق

150 عاماً على تأسيس الصحافة في بلدي العراق

منذ أن خطت الصحافة العراقية خطوتها الأولى في مثل هذا اليوم الخامس عشر من شهر حزيران عام
( 1869) أي قبل 150 عاماً تالق الصحفيون في العراق في تقديم عقيدة إعلامية قل نظيرها منذ أن حبت في هذا المعترك المضني والمسيرة الطويلة كلفت الصحفيين العراقيين ألاف الشهداء والتضحيات الجسام التي مهدت الطريق للأجيال اللاحقة وخاصة ما قدمته ارتال وأفواج الشهداء الماجدين من الصحفيين والإعلاميين العراقيين الذين نقلوا إلى العالم وبكل دقه وصدق ما تعرض له العراق من همجية الاحتلال وممن تحالف مع القوات الأمريكية والتكالب على ثروات بلدي العراق وقتل واعتقال وتشريد عدد من الصحفيين العراقيين ومن غير المنطقي أن يرى المرء العملية الصحفية والإعلامية في العراق بأنها عملية سهلة ويمكن أدارتها بأبسط السبل واقصرها واختزالها ببرنامج وكتابة خبر أو مقالة ، بل هي عملية معقدة لها أهداف ووظائف ولغة خاصة تستطيع الوصول إلي قلوب المتلقين قبل آذانهم أو مسامعهم وعيونهم لهذا عرفت الدول المتقدمة قبل غيرها أن مستقبل العالم يقوم على الأعلام العلمي والمعلومات .. نظراً لتكاثر ونمو عدد كبير من يحسب نفسه على الوطن الحر وتأثيره السلبي على العمل الصحافي والإعلامي في العراق , وعدم حملهم الأمانة والواجب التي كلفوا بها وعدم شعورهم بالمسؤولية وقيام عدد كبير من الطارئين على العمل المهني الحقيقي الإعلامي والصحافي , وانقيادهم واستعبادهم من قبل إطراف حزبية وسياسية وكتلويه وطائفية أدى الى فقدانهم الاستقلالية في نقل حال البلد اليوم من حال إلى حال , واندس البعض من ( الزملاء ) ومع أسفي الشديد بين التكتلات الحزبية الجديدة والتنظيرعبر مقالات صحافية ونقل تقارير صحفية وإخبارية عبر إذاعات وفضائيات لعدد من السياسيون الجدد مقابل حفنة من المال مع أسفنا الشديد , ووطننا العزيز بشكل جاد وحرفية ومهنية عالية وحدوث ثغرة في منظومة العمل الصحافي والإعلامي , سببته بطبيعة الحال من تأزم العلاقة بين الكتل السياسية والعاملين في هذا الحقل وبين المواطن الذي أخذ ينظر بشك وارتياب وعدم احترام العاملين في هذا الميدان الكبير , واستبدال وتواطؤ ملحوظ مع الأجندات التي تحملها هذه الإطراف ولا تريد لبلدنا الغالي إلا الدمار, حكومتنا الموقرة في العراق الجديد سواء في مجلس الوزراء والبرلمان ورئاسة الجمهورية تعكس حالة العزلة التي تعيشها اليوم ، والإخفاقات المتوالية التي تواجهها في أوضح صورها ، والحاضر البائس الذي يعيشه والمستقبل الغامض الذي ينتظره , الإجماع الوحيد الذي يوحد العراقيين على مختلف طوائفهم وأعراقهم ومذاهبهم هو على فشل الحكومات التي توالت على حكم العراق بعد الاحتلال , وعدم تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين طيلة ( 16 ) سنوات الماضية بعد عام ( 2003 ) ويخشى المواطن في العراق اليوم , من حدوث فراغ سياسي وأزمات عشائرية ومليشاوية في ظل وضع امني متدهورلا يسمح تغير شئ على ارض الواقع في , لان المتتبعون للعملية السياسية الجديدة لها طابع عشائري ومليشياوي وغير سياسي ، وان العراقيون اليوم لا يصدقوا بأكذوبة الديمقراطية الجديدة , لما جرته عليهم من مصائب وكوارث وتطهير وتهميش وإقصاء لعدد كبير من النخبة المثقفة من الإعلاميين والصحفيين والأدباء والكتاب والشعراء والفنانين والرياضيين وعدد أخر من المهندسين والقضاة والمحامين والمعلمين والمدرسين وأساتذة وعلماء الجامعات , وشرائح أخرى نتركها ( للقارئ الكريم ) , حكومتنا الرشيدة اليوم تواجه العــزلة والنــبذ من معظــم ألوان الطيــف الســياسي في الـمحافظات وهذا ليس من باب التقسيط السياسي كما يتصورها عدد من سياسي العراق , لأني لا إميل الى العمل السياسي ولا انخرط حتى بجلسة عادية مع جميع النخب السياسية مع جل احترامي واعتزازي بأبناء العراق , وهذا الكلام إنا أتحمل مسؤوليته وحسب أهواء البعض إننا نعمل من اجل تسقيط كتلة لأجل كتلة أخرى , لان شرف الكاتب الصحافي ومهنته تلزمه إن يكون بجانب المواطن لا مع المسؤول أية كانت واجهته.