في يومٍ ما كنا ذلك الجيل المتمرد على الظلم والقوانين الجائرة، ونحن بطبيعتنا مسالمون ونمقت كل شيء فيه عنف وظلم، فكانت نواة أفكارنا هي التحرر، ولكن ليس كما يسوَّق لهذا المفهوم الآن من جديد، بل كان هدفنا التحرر من العبودية والظلم وسياط الجلاد التي تركت آثارها على ظهورنا.. حرية كانت تعني بذاتها، ليست كحرية اليوم الدخيلة المبتذلة.
مع بلوغ جيلنا العقد الرابع، وبتنوع أبنائنا، تبين لي ذلك الخطر المجهول الذي يسكن منازلنا، فمع إنبعاثها الجديد باتت تنفث عبرأثير الحياة نفحات سمها القاتل بين أولادنا.
نوازع غريبة بدت بالظهور في جيلنا الجديد من الشباب الغير مكترث بالأعراف والتقاليد والقيم، والمتمرد على نفسه بطاقة كامنة لوأستغلت بالشكل الأمثل لكانت ثورة في عالم البناء، فهم في تيهان النفس والجسد غير مبالين بمحيطهم والأحداث التي تجري من حولهم، منشغلين بلذاتهم ونزواتهم، نسمع ذلك النفث بهدوء خبيث يبث افكاره رويداً رويدا ،نعم قد اكون مبالغا إذا أقول أنه التيه العظيم الذي بانت خفاياه وكشف لنا عن عورته المغطاة بورقة التوت اصلاً.
شباب بعمر الزهور يتكلمون ويتناقشون في عقيدة الخلق والخالق والمخلوق بإبتذال وبعقول خاوية وافكارٍمستوحاة من العالم الأفتراضي ومواقع التواصل الإجتماعي، قد عبئت حقدا وملئت غلاً ضد إرثنا الأسلامي.. فنفثات ذلك الغريب قد بانت آثارها فيهم وأستحكمت على عقولهم الخاوية.
تشير بعض التقارير الى أن بعضاً من مناطق العراق يداهمها خطر المخدرات والشذوذ الجنسي والإنحلال الأخلاقي فبيوت الدعارة على مرأى ومسمع من الدولة في كثير من المناطق، وجميع روادها من المراهقين والأحداث.. شاهد عيان يقول وأنا أتجول في منطقة البتاويين في وسط بغداد شاهدت طفلين بعمر خمس سنوات يدخنان النركيلة ويسحبان دخان ذلك السم الزعاف بشراهة الى رئيتهما الصغيرتين اللتين أختنقتا بعبرتهما من شدة الحزن.
يناقش بعضهم أن قضية التحول الجنسي هي قضية شخصية يجب أن يترك لصاحبها حرية الإختيار في تحديد جنسه وكأن الباري الذي إختار له النوع قد أخطأ في التشخيص ليعاد خلقه من جديد في معامل تديرها أيادي خفية مشبوهة يراد منها إحداث تلك الفوضى وذلك الزلزال المجتمعي . بعض مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام المغرضة أخذت على عاتقها تأطير ومنهجة تلك الأفكار وإظهارها الى الشباب على أنها حقوق مسلوبة.
الملفت للنظر أن بعض فئات الشباب الملتزمين ولكن غير واعين يتعاطفون مع تلك الأفكارالدخيلة على مجتمعنا، فشعارات التسقيط ضد رجال الدين وإيهام الناس أنهم سبب مشاكل البلد جعلهم ينجرفون مع تلك الأمواج التخريبية وأن يكون جزءاً من تلك الحملات المشبوهة.
قد نكون مبالغين إن قلنا أن الخطر القادم والحرب التي أعدت لنا في المستقبل القريب هي حرب تلك الأفكار المنحرفة وسلاحهم الجريمة والشذوذ والإنحراف الأخلاقي ، فمع هذا السيل الجارف من الفضائيات المبتذلة والغرق بعالم الأنترنت ومع عدم وجود محددات وقوانين صارمة سيكون شبابنا هم الضحية الأولى والتي بانت علائمها في بعض مناطق العراق، فالخطر قادم لتحطيم تلك المنظومة الأسرية التي حافظنا عليها لقرون عديدة، الا اذا كانت هناك وقفة جادة لتحويل ذلك المسار وابعاد خطره عنا، والتي تبدأ منكم أيها المثقفون.