22 ديسمبر، 2024 8:35 م

14 تموز: ثورة وزعيمً…

14 تموز: ثورة وزعيمً…

1 ـــ كانت لنا ثورة, وزعيم, نزيه كفوء مثقف وشجاع, بيته مكتب في وزارة الدفاع, وسرير يفترشه ليلاً على ارضية المكتب, ومطبخه (سفرطاس) تبعثه اخته, كان في ظلام النظام الملكي الطائفي, يغزل في خلوته ثورة لتحرير فقراء العراق من كوارث العوز والجهل والأذلال والأوبئة, فأيقض صمت البركان العراقي, ثورة تموزية, اعادت بناء دولة كاملة السيادة, وحكومة تبني ولا تصرح, والعراقيون مشغولون بأكمال حلمهم, بعد اربعة اعوام فقط, استعاد العراق حقيقته, انجازات وطنية, على اصعدة الحريات والأزدهار والممارسات الديمقراطية.

2 ـــ تجمعت حثالات الداخل, في هجين ولا اوسخ منه, وفي قطار امريكي معبأ بقوى الشر والعمالة والخيانات الوطنية, قوميين عرب وبعثيين ومثلهم عشائر كردية, واحزاب ومراجع شيعية سنية, انفجر قطار الردة عن مجزرة شباطية سوداء, مدعومة بوحشية امريكية, واطماع انظمة جوار منحطة, وصفقات مشبوهة بين الغرب الأمريكي وشيعوعية الأتحاد السوفيتي انذاك, ادواتها سيافين بعثيين وقوميين عرب, وافتاء اسلامي مشبع بالغدر, واكراد متوحشين لصيد الغنائم, وخذلان حزب شيوعي بلا شيوعية, عملية اغتيال وطن, وتصفية زعيم وطني لا يتكرر, وحكومة وطنية لا تتكرر, وثورة وطنية ستتكرر.

3 ـــ استشهد الزعيم الخالد, حاول الأراذل ان يجدوا ثغرة في شخصيته الوطنية, فوجدوا في جيب نزاهته دينار وربع الدينار, ومديونية تقدر بثلاثة دنانير, وحياة واحدة اهداها لشعبه ووطنه, ولو كان يملك اغلى منها, لأهداها لفقراء العراق, شهود عيان نقلوا عنه, عندما وجد نفسه وحيداً مع قلة اصدقاء منهكين, قال لهم اذهبوا لعوائلكم, وخرج يواجه موته, حليقاً وسيماً مبتسماً بأعلى درجات السمو والشجاعة, وهو في سيارة المتأمرين, وعلى الجسر ودع دجلة على موعد يعود عبر ارادة الأجيال, وليس صدفة ان يكون قبره في ما دجلة الخير.

4 ـــ مفارقة طريفة: عندما هاجمت قوات البعث, ضريح الأمام الحسين في كربلاء, وافرغوا رصاص غدرهم في قبته, لم يدافع عنه مرجع او رئيس حزب شيعي واحد, ولم تسقط حتى ولو عمامة او ماسة عن خاتم ثمين, جميعهم هربوا واخفوا رؤوسهم تحت رمال التقية, ولو كان الأمر يتعلق في دسم الفساد, لرقصت وتمددت اللحا, لتشرب نصيبها من برك الفرهود, فأين الثرى من الثريا, وتلك الكيانات من زعيم كان للعراق.