23 ديسمبر، 2024 12:46 ص

1
بينما
يتسابق الفجر للنافذة
بينما الوردة
تبحث عن ذريعة
لتسكب دمعة متعلّلة بالندى
وبينما إديث بياف
تزاحم فيروز عندي
‏Non Je Ne Regrette Rien
” لا، لا، لا، لست نادمة على أي شيء
لأن حياتي، أفراحي
اليوم تبدأ معك”
إديث بياف أم كلثوم أهلها
الذي يأتي من وطنها التبغ
لأوطاننا لننفث غيظاً
من حروب نُفَلسِفُها
بانتصارات زائفة
وفي حين انقرض
صرير القلم
وغابت رائحة الورق
ولم يتبقّى إلا رتم
موسيقى لطقطقات
حاسوب أصافح به العالم
أعانق كامناً بالروح
أنزفه قطرة فقطرة
كنبيذ مُعتّق
وعقد عشق لكائن ينمو
ومُدخلاً رائقاً لقصيدة نثر

2
أشرعة بالية وقوارب
من طوفان ناجية
وفناراتٌ تبرقُ للبعيدِ
وهذا العبق الآتي
من صوب البحر
وبحارٌ قديم
يحمل عمره
فوق راحتيه
يسبقه الفجر
يحمله على كتفه
الوقتُ لديه ينفذ
لما جنّ ليلهُ
تركَ شِباك صيدهِ
على الشواطئ ومرق
ينتظرُ إشراقة نهار آخر
لصيدٍ وفير بتميمة حظ

3
‎رغم صخب المدينة حولي
‎مُبتلاة بالبوح
‎يتلبسني كجان
‎وأعيش معه النقيضين
‎فتارة أنا تلك الطفلة الهادئة
‎وأخرى امرأة تعيش جرح وطن
‎ يبث بي صوراً تربكني الكثير
‎ فأتوحد به كسوار بيد
‎أحاول هَجرهُ تتآكل أصابعي
‎وألوذ كعصفورة يقتلها الصقيع
‎أو نجمة تاهت عن مجرتها وقمر
‎أقف بمحاذاة الحنين غيمة مُمطرة
‎يخذلني الفرار وأعود إليه كقدر
‎أحبه حِكاية مسطورة على ورق
‎أفضي إليه بخباياي دون وجل
‎ضوؤه ينسج حولي انبهاراً
‎وعبير برائحة الزنبق

4
ربما يغدو المكان
كعنق زجاجة
أو العالم كمنطاد كبير
تلغي به
قوانين الجاذبية ونيوتن
لا يهم
فهناك من سيطرق
بابها بعد لحظات
وبإضمامةِ ورد
وبلياقة الفرسان
يحتفي بمولدها
وعلى ضوء شموع خافتة يخاطبها
بكفّـيك الناعمتين
يُزهر كل شيء
حتى الماء الذي
يُخال إليّ حين يلامس كفيكِ
يتضمّخ بماء الورد
أي امرأة ؟؟
يحدثني قلبي
بأنكِ شُعاع ضوء
مر على خميلة ورد
فأورق قوس قزح
كل ما يهمها الآن
ليس الهدايا التي لم تُفَض
كل ما يهم أنها
سوف تعيش في عالم مُتردي
بعض من لحظات جنون
عابرة
تتغنى بكلماتها
لا يشقى من يخفق قلبه مع قلب آخر *

كلمات للأديبة فرانسواز ساغان*
شاعرة من العراق مقيمة في الإمارات