22 ديسمبر، 2024 7:38 م

‏تاريخ تطور العملة

‏تاريخ تطور العملة

‏بدأت التعاملات التجارية في المجتمعات البدائية التي كانت تمتهن ‏مهنة الصيد للحصول على ما يحتاجه من المأكل عن طريق المقايضة والتبادل بالسلع (الصيد ) الذي يتم الحصول عليه .ولتنوع الصيد واختلاف طريقة الحصول على الفرائس ، واختلاف انواع ‏الأسلحة المطلوبة للحصول على الصيد ، تم إيجاد نظام يعتمد على ندرة الصيد أو درجة المجهود في الحصول على الفريسة كأساس في المقايضة ما بين السلع .

ولتطور المجتمع وظهور أنشطة أخرى بمرور الزمن وظهور تخصصات و مهن جديدة مثل صيد الأسماك ‏وصيد الطيور والزراعة وتوسع حاجة الإنسان الى السلع المختلفة ، ظهرت الحاجة الى ضرورة إيجاد نظام يكفل ويسهل جميع التعاملات التجارية ، وأصبحت الحاجة ملحة الى إيجاد مقياس موحد ما بين السلع والأنشطة المختلفة فظهرت وللمرة الأولى العملة على شكل قواقع ‏بحرية ملونة لكونها نادرة الوجود في الطبيعة وأصبحت العملة الموحدة التي تؤمن تبادل مختلف السلع التجارية . ولتوسع الأنشطة التجارية لاحقاً ما بين المدن ظهرت الحاجة إلى الاعتماد على عملة تحمل نفس المواصفات (نادرة وثمينة) وتتواجد في كل المدن فتم اللجوء إلى ‏المعادن النادرة ، وكانت البادرة في استخدام العملات الفضية ثم لحقها التعامل بالعملات الذهبية لندرتها اكثر من الفضة .

ولسهولة التعامل بالذهب تم عمل قطع الذهب على هيئة إسطوانات صغيرة يتم التعامل على أساس عدد القطع والأوزان في التعاملات التجارية .

ثم ظهرت فكرة تقطيع الإسطوانات الى أقراص صغيرة لتفي هذه القطع في التعاملات التجارية الصغيرة .

وبعد توسع انتشار العملات الذهبية بدأت حالات الغش في تصنيع الأقراص الذهبية من خلال خلط معادن أخرى مع الذهب مثل النحاس ، وظهرت الحاجة إلى فصل العملات الذهبية النقية عن العملات الأخرى المخلوطة بالشوائب والعملات المغشوشة ، حيث بدأت عملية وضع علامات وأختام عليها ، فاستغلها الحكام والملوك لصالحهم ، وبدأ عهد جديد لصك العملات المحلية المختلفة الخاصة لكل مملكة .

ولتوسع الأنشطة التجارية ما بين الدول والمدن البعيدة ظهرت الحاجة إلى إيجاد وسيلة لنقل الأموال الطائلة اللازمة للأعمال التجارية الكبيرة ، فظهرت الحاجة إلى توديع العملات الذهبية لدى جهات ‏أمينة ، وكانت المعابد والكنائس افضل مكان في تلك الفترة ( كون رجل الدين والقس أكثر شخص يمكن الوثوق به داخل المجتمع ) ليقوم المعبد بمنح سندات مقابل الأموال المسلمة ، لتعتمد هذه السندات في التعاملات التجارية .

وظهرت مهن جديدة لاحقاً ، وهي مهنة المصرفي ( banker ) الذي يقوم بأصدار سندات معتمدة مقابل العملات الذهبية تعتمد في ‏التعاملات التجارية .

وبمرور الزمن ظهرت جهات متعددة تمنح سندات متنوعة ، دعت الضرورة الى توحيد هذه السندات ‏لكي تعتمد في كل المدن وكافة الأنشطة التجارية ، مع ضرورة وضع الأموال والعملات الذهبية في أماكن أمينة فظهرت فكرة إنشاء البنك المركزي الذي يدير هذه الأموال والسندات .

ولتوحيد هذه السندات المتنوعة ظهرت فكرة إصدار العملات الورقية التي تغطي جميع الأنشطة التجارية مع أمكانية تحويل هذه العملات الورقية إلى عملة ذهبية ‏عند الحاجة .

وبمرور الزمن ودخول الدول في حروب وصراعات تعرضت الدول إلى مشاكل اقتصادية مثل التضخم ، وعدم أستقرار الأسعار ، وإصدار عملات ورقية اكثر من رصيد الذهب ، فأقتُطعت العلاقة ما بين العملة الورقية وما يقابلها من رصيد الذهب وبدأت الدول بإصدار عملة محلية خاصة بها تعبر عن قوة النشاط الاقتصادي لتلك الدولة ، فاصبحت لكل دولة عملة محلية خاصة بها ‏.

ولأختلاف قوة النشاط الاقتصادي لكل دولة ظهرت المنافسة ما بين العملات المحلية المختلفة في ساحة الأنشطة التجارية ، ولتأمين النشاط التجاري المستقر ما بين الدول ظهرت الحاجة إلى عقد اتفاقات دولية لخلق أنظمة تجارية متطورة ، وخلق أسس تنافسية جديدة فظهرت البورصات العالمية التي بدأت تتطور شيئا فشيئا مع تطور تكنولوجيا الاتصالات فاصبحت التعاملات على مدار ‏الساعة ما بين مدن العالم وظهرت أنظمة وبرامج جديدة تؤمن السلامة والتعامل الأمين ما بين مدن العالم وبورصاتها جميعا ، فظهرت الحاجة إلى التعامل بعملة مقبولة من جميع الجهات ، ويمكن تحويلها الى اية عملة محلية عند الحاجة ، فظهرت العملة الإلكترونية والتي تطورت لاحقا إلى أن تكون عملة موحدة مقبولة في جميع أنحاء العالم ومستقلة عن أية جهة محلية ومتحررة من قيود المؤسسات المالية المحلية ، ‏فظهرت عملة الـ( بيتكوين ) التي أحدثت انقلابا في عالم الاقتصاد الحديث .