ما يجري هذه الايام يعتبر نضوج سياسي كبير، وان ظهر بزي اخر على شكل صراع او تنافس ولكنه جزء من عقلنة التجربة السياسية العراقية !
الوجه الاخر للوضع السياسي العراقي في ٢٠١٨ واهم مميزاته :
١- هنالك قناعة بوجوب ذهاب طرف او عدة أطراف الى المعارضة وعمل مشاركة الجميع .
٢- وجود قناعة بان مشاركة جميع الاحزاب شيء، ومشاركة جميع المكونات شيء اخر .
٣- تشكل محاور وتحالفات قائمة على اساس الاشتراك في رؤية سياسية لإدارة الحكومة وفق رؤية مشتركة، عكس الفترات السابقة التي كانت تتميز بالصداقات او العداوات الشخصية التي ميزت المشهد السابق .
٤- وجود قناعة مهمة بعدم العودة الى المربع الاول القائم على التخندقات الطائفية والقومية .
٥- رفض الشارع للخطاب الطائفي والتحريضي وابتعاد اغلب الكتل السياسية عن هذا الخطاب المذموم، واعتماد مبدأ المواطنة في التعامل مع الجميع .
٦- الكثير من القوائم تتفاخر بوطنيتها من حيث مرشحيها وخطابها، اذ اغلب القوائم الكبرى تتكون من مرشحين شيعة وسنة واكراد وأقليات وهذا يعتبر نضوج في العمل السياسي .
٧- تفكير بعض الكتل السياسية بخيار المعارضة نظراً للتحديات التي تواجه الحكومة، وتقديرها لحجم هذا التحدي الذي قد تكون بعض الكتل غير قادرة على مواجهته .
٨- الضغط الجماهيري ليس على الخدمات والأمن وغيرها من الاحتياجات، وانما بدأ الجمهور يتدخل حتى في مسالة المفاوضات وتشكيل الحكومة .
٩- التغيير الكبير لأغلب الوجوه حيث فاز اكثر من ٢٣٣ نائب جديد في هذه الانتخابات .
١٠- ترجيح لغة الخطاب والقرار الوطني، بعدما كان البعض يتفاخر بالدعم الإقليمي من ( س او ص )، حيث الان بات الدعم الخارجي معيباً على من يتلقاه حتى من قبل جمهور هذه الجهات، او على الأقل اصبحت هذه الجهات تحاول إخفاءه بكل الوسائل والطرق الممكنة .
١١- الايمان بضرورة الانفتاح على جميع الدول المجاورة بغض النظر عن اسمها او دينها او توجهها السياسي، لان الأصل هو الانفتاح على دول الجوار .
١٢- تشكل ملامح تحالفين او جبهتين لكل واحدة متبنياتها ورؤيتها، ولكل واحدة جمهورها الخاص المؤمن برؤيتها .
١٣- استحسان واعتماد العديد من الكتل السياسية للوجوه الشابة التي تصدت حديثاً للعمل السياسي، وهذا معناه ان الكتل السياسية بدأت بتطوير نفسها وضخ المزيد من الدماء الجديدة لاحزابها، وهذا الامر يترتب عليه التخلص من العديد من العقد الشخصية التي كان يعاني منها المتصدون السابقون .
١٤- احتراف العمل السياسي من قبل العديد من الاحزاب والتيارات بعدما كانت غير منظمة ومربكة ومتلكئة .
١٥- التركيز الواضح من قبل الاحزاب السياسية على تطوير ملاكاتها وافرادها بما ينسجم والتطور الواضح في العمل السياسي داخل المنظومة السياسية العراقية .
١٦- انشغال اغلب دول الاقليم بأزماتها الداخلية والخارجية يمهد لفرصة عراقية حقيقية لإدارة أزمته الداخلية بحرية اكبر من المعتاد، والتخلص من الضغوط السابقة .
١٧- الوعي السياسي المتزايد للشباب العراقي، الذي دفع العديد من الشباب العراقيين للانخراط في العمل السياسي من خلال الانخراط في الاحزاب والتيارات السياسية تارة، وتارة ممارسة الانتقاد والتقويم كناشطين سياسيين مستقلين من جهة ثانية، وهو ما يمهد لانتقالة نوعية في الوعي السياسي للشباب .
١٨- المشاركة المتزايدة للمرأة في المشهد السياسي نتيجة زيادة الوعي السياسي لها، وهو أيضا يفتح أفق واسع امام تغيير العديد من الوجوه التسائية السياسية لتوفر البديل الجاهز لشغل هذا الحيّز .
١٩- اعتزال العديد من الوجوه السياسية التي خاضت التجربة الجهادية والسياسية لفسح المجال للدماء الشابة، واعتكافها لكتابة وتوثيق تجربتها الجهادية والسياسية وكواليسهما وهو ما يحضى بالأهمية الكبيرة للاطلاع على كواليس المراحل السابقة والظروف المحيطة بها لزيادة خبرة المتصدين الحاليين .
٢٠- وضوح التأثير الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً تويتر، ودخول الجماهير والمتابعين على هذا الخط، مما خلق حوارات جادة ومباشرة مع السياسيين باسمائهم الصريحة مما يساهم في تقويم الأداء السياسي للمتصدين، وممارسة الضغط الجماهيري بشكل واضح وصريح، وان شاب ذلك بعض السلبيات بسبب بعض الجيوش الالكترونية الموجهة، لكن ذلك لا يلغي ايجابية وتطور ما يحصل .
٢١- التطور الكبير في الخطاب السياسي للأحزاب والتيارات السياسية نتيجة زيادة الوعي الجماهيري، مما أدى الى تبنيها لخطابات اكثر وضوحاً ونضوجاً قائمة على أساس أولويات واضحة واليات تنفيذ هذه الاولويات وفق مدد محددة والابتعاد عن الخطابات الروزخونية لبعض الاحزاب والشخصيات السياسية سابقاً .