23 ديسمبر، 2024 10:23 ص

​بعضهم يعشق الخراب

​بعضهم يعشق الخراب

دائما ..اتابع ما يقوله العراقيون ومايكتبونه عن السياسة التي هي موضوعهم الاول في كل مكان وفي كل زمان .
تعدد الاراء علامة تفاعل يومي مع الاحداث ودليل نضج فكري ، فالشعوب الحية هي التي تقرأ احوالها دائما وتكوّن وجهات نظر خاصة بشأنها .
وشعب كالعراق ظل متواجدا عبر الوف السنين من الاحتلالات المتعاقبة والطغيان المتواصل والمشاكل المتناسلة هو بلاشك شجرة معمرة قاومت عوامل الموت والفناء وبقيت على قيد الحياة رغم وجود كل مبررات الذبول .
غير ان ثمة بعض الفروع اليابسة في هذه الشجرة العظيمة استهواها موتها المزمن ، لذلك نجدها تتحين الفرص في كل وقت ، فتحاول اصابة الاغصان الحية بعدوى لونها لكي تسحبها الى عالم الموت .
هذه الفروع لايسرها سماع بشرى تؤكد على وجود مطر قادم او خبر عن ربيع سوف تكبر فيه الزهور وتطرح ثمارا يانعة ، ففي هذا الامر نهاية حقيقية لها ولهذا السبب نراها تحارب بكل قواها من اجل نشر ظلام اليأس الداكن في كل تفاصيل الحياة .
على الفروع الخضراء الحية المثمرة ان لاتتأثر بجيرة هذه الاعواد الجافة من خلال سماع اصواتها الضعيفة وهي تتقاوى مستعينة بماتبقى من ريح الخراب التي ولى معظمها وانتهت شدة عصفها .
عليها ان تتمسك بمالديها من اخضرار وان تقبل نحو الصباحات الاتية بقوة لكي تشرب من شمس الحياة جرعات رائقة تخلو من شحوب غيوم الامس ، فمامن شجرة تستمر وتزدهر وتثمر بدون ان يسري ضوء الشمس في جميع عروقها .