لو کسرت أقلاما و ليس قلما، وحطمت مساجدا و کنائسا و ليس مسجدا او کنيسة، لو عاد الشعب الشعب العراقي الى العصر الحجري و ليس الى القرون الوسطى، فإن نوري المالکي عائد رغم أنفنا جميعا بمنصب رئيس الوزراء لولاية ثالثة!
الولاء هو للوطن أم الطائفة؟ حب الوطن من الايمان أم من الطائفة؟ حقائق أفرزتها و بصورة غير مألوفة التدخلات غير العادية للنظام الايراني في الشؤون الداخلية العراقية، هذا النظام يتحدث و بکل صلافة و بمنتهى الحقارة و القذارة عن وحدة”البيت الشيعي”، ونحن لم نسمع يوما ومنذ إستقلال العراق کدولة في عام 1921، عن بيت سني او بيت شيعي او بيت مسيحي، وانما کان هناك بيت عراقي يجمع الکل بين جدرانه.
نصرة الطائفة الشيعية التي تبجح و يتبجح بها النظام الايراني، هي مجرد کذبة و خدعة يستخدمها هذا النظام من أجل الوصول الى أهدافه و غاياته، وان ماإقترفه من جرائم و مجازر في سوريا و العراق و لبنان بحق شعوب هذه البلدان الثلاثة، يؤکد بأن هذا النظام قد فاق ميکافيلي في وصوليته و إنتهازيته و طرقه الملتوية، وان دعمه للمالکي يأتي من باب أنه حاليا الافضل و الاجدى و الانفع لتنفيذ مشاريعه و مخططاته في العراق و المنطقة، خصوصا وان المالکي مستعد لتقديم کل شئ و قبول أية شروط من أجل أن يحظى بولاية ثالثة، ولاسيما وبعد أن صارت مفاتيح العراق کلها وللأسف البالغ بيد النظام الايراني.
سياستي الترغيب شراء الذمم و النصب و الاحتيال و الطرق الملتوية، وسياسة الترهيب من خلال الترويع و التخويف و ماإليها، هي السياستين اللتين يقوم المالکي بتطبيقهما بحذافيرهما بنائا على توجيها إيرانية، ولاريب من أن المالکي الذي مهد النظام الايراني الطريق له و جعلها سالکة کي يسير بإتجاه ولايته الثالثة، والتي سنشهد العصر(الماسي)لنفوذ النظام الايراني في العراق بعد أن کانت الولاية الثانية العصر الذهبي لها، ولذلك فإن على العراقيين أن ينتظروا منذ الان الويلات و المصائب من الولاية الثالثة و التي سجعل العراق مجرد ظل للنظام الايراني.
في الولاية الثالثة(وقى الله العراقيين من شرورها المستطيرة)، ستکون ولاية تصفية الحسابات مع الذين عارضوا او يعارضون مشاريع و مخططات النظام الايراني في العراق، تمهيدا لجعل الکلمة العليا و الاخيرة و بصورة واضحة لالبس عليها للنظام الايراني دون غيره، وخلالها سيکون القرار السيادي
العراقي مجرد حبر على ورق و سيکون القرار الاول و الاخير يبت فيه في طهران.
في الولاية الثالثة، سنشهد المزيد و المزيد من المخططات السوداء و المشبوهة ضد الشعب العراقي بمختلف مکوناته، مثلما سنشهد فيه أيضا البدء بسلسلة هجمات دامية على المعارضين الايرانيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق في العراق والذين يتواجدون في مخيم ليبرتي، خصوصا وان المجتمع الدولي صار يهتم لأمرهم و يطالب بحمايتهم من الاخطار و التهديدات المحدقة بهم.
نوري المالکي الذي للأسف البالغ لم تنجح الاطراف العراقية المختلفة في الالتزام بنهج و اسلوب و آلية صارمة واضحة يحول دون ذلك، صار في حکم المؤکد عودته لأن النظام الذي يحتل العراق حاليا(ونقصد النظام الايراني)، هو الذي يدعمه و يريد ذلك!