بعد المطاولة غير العادية التي أبداها النظام الايراني في الاعتراف بأن فايروس کورونا قد إنتشر في البلاد في فترة سبقت تلك التي أعلن فيها عنها، وبعد التضارب والتناقض والتخبط في المواقف والتصريحات المرتبطة بذلك، فقد أذعن النظام کما يبدو ولو بشکل ضمني وإعترف بحقيقة أن فايروس کورونا قد تفشى في إيران خلال شهر کانون الثاني/يناير المنصرم، وإنه کان على علم بذلك”وهذا هو الجزء والجانب الاهم من الاعتراف”، ومع إنه قد ساق کعادته تبريرات ومسوغات غير مقنعة بل وحتى غير منطقية لتستره على إنتشار الفايروس والحد من إنتشاره کالحجر على مدينة قم المرکز الاول الرئيسي لتفشي الفايروس مثلا وإعتباره ذلك غير ممکنا أو بعدم إستطاعته ذلك، لکن تبريراته هذه لم تکن مقنعة للشعب الايراني بصورة خاصة وللمجتمع الدولي بصورة عامة.
النظام الايراني الذي تستر على الفايروس حتى يتمکن من إجراء الاحتفالات السنوية المعهودة له في 11 شباط من کل عام وکذلك إجراء إنتخابات مجلس الشورى والتي جرت أيضا في شهر شباط الماضي وحرص النظام على هندستها وجعلها في صالح جناح خامنئي، غير إن النظام کما هو حاله دائما إرتطم بمنظمة مجاهدي خلق التي وقفت وتقف دائما له بالمرصاد عندما أعلنت منذ البداية عن تستر النظام على الفايروس القاتل وإنه فعل ذلك من أجل مصلحته الخاصة من دون مبالاته بمصلحة الشعب الايراني وکذلك بمصلحة شعوب المنطقة ولاسيما تلك التي تشارك الحدود مع إيران، وقد رفض القادة والمسٶولون في النظام ذلك ودأبوا على لمز المنظمة التي کانت تصر على تلك الحقيقة بتعبيرات ومصطلحات نظير”المنافقون”و”الذين يتواجدون في ألبانيا”و”أعداء الثورة”، ولکن قيام النظام الايراني ب”لحس”کافة مواقفه السابقة المعلنة بشأن فترة إنتشار وتفشي الفايروس ودحضها وتفنيدها بنفسه بما يتوافق ويتناسب مع ماأعلنته مجاهدي خلق فإن هذا الاعتراف”اللحسي”، سيضيف وبصورة واضحة نصرا سياسيا مبينا آخرا للمنظمة على النظام، وهذا ماسيدعو المراقبين والمحللين السياسيين المعنيين بالشأن الايراني وکذلك الاوساط السياسية والاعلامية بأن تضع مصداقية مجاهدي خلق فيما يتعلق بالاوضاع في داخل إيران بنظر الاعتبار والاهمية خصوصا وإنه اليست المرة الاولى، ولکن يبدو إن النظام الايراني الذي يتعامل مع هذا الامر بطريقة النعامة يتصور بأن لايلاحظ العالم ذلك وإن الامر قد إلتبس عليهم خلال المطاولة التمويهية التي قام بها من أجل إخفاء الحقيقة طوال الاسابيع الماضية!
أزمة کورونا ليست کأية أزمة أخرى واجهت هذا النظام، خصوصا بعد ثبوت تورط النظام بالتستر على تفشيه وعدم مبادرته لإتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة من أجل الحد من إنتشاره، وإن هذه الحقيقة المرة والفضائحية جدا بالنسبة للنظام لايمکن أن تعدي على خير لأنها أثبتت للشعب کيف إن هذا النظام مستعد لکي يعمل أي شئ من أجل مصالحه وبقائه حتى وإن کان على حساب إبتلاء شعبه بوباء قاتل!