هناك جدل دائر في المنطقة و العالم بخصوص قضية إدراج جهاز الحرس الثوري الايراني في قائمة الارهاب الدولية، لکن الملاحظ في هذا الجدل، إن المعارضون ليس لديهم إعتراض على علاقة هذا الجهاز بالارهاب، لکنهم يسعون الى إدراج الجناح الخارجي له”فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني”، في قائمة الارهاب فقط بإعتباره من يقوم بالاعمال و النشاطات الارهابية، لکن الطرف الآخر يرى بأنه طالما کان الجناح الخارجي تابع للحرس الثوري و إنه مجرد تابع له و مٶتمر بأمره، فليس هناك من معنى لإدراج الفرع في قائمة الارهاب و ترك الاصل و الاساس طليقا!
الحرس الثوري الايراني الذي شکل و منذ الايام الاولى لتأسيسه خطرا يهدد أمن و إستقرار دول المنطقة خصوصا مع کونه الجهاز الذي يقوم بمتابعة مسألة مايسمى ب”تصدير الثورة”، والاشراف عليه الى دول المنطقة و العالم و الذي ليس هو في الحقيقة إلا تصدير التطرف الديني و الارهاب، بل يجب أن لاننسى بأن مجمل الاعمال و النشاطات الارهابية التي وقعت في أعوام 1982 و 1982 و 1983، و 1984، في لبنان والکويت و السعودية و الارجنتين، کانت کلها و بموجب عدد کبير من الادلة و المستمسات القانونية، بتوجيه من الحرس الثوري الايراني و إشرافه.
الاحزاب و التنظيمات و الميليشيات المتطرفة في دول المنطقة، أما قام جهاز الحرس الثوري بإنشائها أو إنه قد إخترقها و جعلها تدور في فلکه، ولذلك فإن هذه الاحزاب و المنظمات و الميليشيات ليست سوى مجرد أذرع و أيادي طويلة للحرس الثوري و من ورائه نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل العبث بأمن المنطقة و إستقرارها لتحقيق الاهداف و المرامي الايرانية الخاصة.
ليس هناك من لايعلم تماما بأن الحرس الثوري من ألفه الى يائه عبارة عن جهاز متطرف إرهابي يسعى من أجل تنفيذ مخططات مشبوهة لطهران من أجل تحقيق المشروع الايراني الکبير في المنطقة بإقامة إمبراطورية دينية على حساب المنطقة، ومن أهم و أخطر ماستقوم به هذه الامبراطورية هو تغيير ديموغرافي في شعوب المنطقة، والذي نشهد فصولا و جوانب منه ليس في العراق و سوريا و اليمن بل و حتى في مصر و السودان و بلدان المغرب العربي و بلدان أفريقية!
الحرس الثوري الذي يکاد أن يسيطر علىة زمام الامور في إيران على کافة الاصعدة ولايخشى أحدا سوى المرشد الاعلى الذي يخضع له مباشرة و يأخذ أوامره و توجيهاته منه، ولذلك يجب أن نعرف مدى خطورة ليس هذا الجهاز فقط وانما نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و إستحالة التأقلم معه وإن إدراج الحرس الثوري أمر يخدم المصالح العليا لبلدان المنطقة خصوصا و العالم عموما.