غريب أمر البعض من الذين لايزالوا يصدقوا بمزاعم الاعتدال و الاصلاح في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وإن هناك تيار إعتدالي إصلاحي يمکن الاعتماد عليه، لکن و عندما نتمعن في مجريات الامور في ظل الاحداث و التطورات الجارية في إيران و المنطقة، فإننا لانجد هناك مايثبت بأن هناك شئ إسمه الاعتدال او الاصلاح.
البعض الذي يزعم بأن إدارة الرئيس الايراني حسن روحاني، تسلك نهجا مغايرا لذلك الذي يسلکه التيار المتشدد في النظام، بل و يسعون للقول بأن هناك خلاف بين الحرس الثوري و بين تيار روحاني، لکن التصريحات الاخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية محمد جواد ظريف، تٶکد و بصورة قاطع کذب و زيف کل ذلك وإنه هناك تعاون و تنسيق بين الطرفين ولاسيما بين الحرس الثوري و ظريف نفسه من أجل تنفيذ المخططات الايرانية في دول المنطقة.
التصريحات التي أدلى بها ظريف في لقاء له مع”وقائع إتفاقية”، والتي أکد فيها وجود التعاون بين وزارة الخارجية و الحرس الثوري في مجال تنفيذ السياسات الخارجية في سوريا و العراق و غيرهما و التي وصف فيها قائد قوة القدس”قاسم سليماني”، بـ”القوة الميدانية”، مشيرا إلى علاقة جيدة عمرها 20 عاما بهذا الجنرال الذي يهندس التدخل الإيراني في المنطقة. وکشف ظريف النقاب عن إنه: “بمساعدة سياسة الحكومة (حكومة روحاني) وتواجد القوى الميدانية (فيلق القدس وميليشياته) ونجاحات حكومة بشار الأسد باتت إيران تلعب دورا حاسما على الصعيدين الميداني والسياسي السوري”..
هذه التصريحات التي تأتي متزامنة مع إجراء الانتخابات الايرانية و التي شهدت مقاطعة واضحة من جانب الشعب الايراني، تٶکد مرة أخرى صحة و مصداقية التحذيرات و التوضيحات التي أطلقتها المقاومة الايرانية بشأن کذب و زيف مزاعم الاعتدال و الاصلاح وإن کلا الجناحين يعملان من أجل المحافظة على النظام و ضمان تنفيذ مخططاته ولاسيما من حيث تصدير التطرف الديني و الارهاب و التدخل في دول المنطقة و العالم.
الاوضاع المزرية التي يعاني منها الشعب الايراني و أوصلته الى أسوء مايکون و کذلك المشاکل و الازمات و المواجهات الدامية الجارية في دول بالمنطقة، إنما کلها بسبب من سياسات النظام الايراني و التي لم تتوقف ولو لوهلة واحدة أيا کان الرئيس، بل وإن المثير للسخرية هو إن الاسوء ماقد جرى تنفيذه من مخططات مشبوهة في عهد روحاني نفسه، وفي کل الاحوال فإن خلاصة القول هو إنه لايوجد أي فرق بين تياري النظام فکلاهما وجهان لعملة واحدة.