خلال الاشهر و الاسابيع الاخيرة، تناقلت وکالات الانباء تقارير من إيران فيها معلومات ملفتة للنظر و غير عادية بالمرة، منها على سبيل المثال لا الحصر إن التجمعات و النشاطات الاحتجاجية من جانب الشعب الايراني قد إرتفعت بوتائر غير مسبوقة بحيث إنها و بحسب آراء أوساط سياسية و إعلامية مطلعة بالشأن الايراني باتت تتسم بنبرة و خطاب حاد غير مسبوق، حيث إن الشعارات التي باتت تطلق في الاحتجاجات تتخذ سياقا سياسيا محضا يدين نهج النظام داخليا و خارجيا وليس هذا فقط وانما باتت تحدث حالات إشتباك مع القوات الامنية تتطور الى حد ملاحقة العناصر الامنية و ضربها بل وإن الامور قد تطورت الى درجة قيام المواطنين بتحطيم باب مقر الباسيج للمجلس البلدي في طهران و قاموا بالعبث بالممتلکات وسرقة المعلومات والملفات.
الشعب الايراني إذ يطلق شعارات من قبيل: :” اتركوا سوريا وفكروا في حالنا”، وکذلك شعارات من قبيل:” ماذا فعلت الأيادي الخفية بأموالنا؟” و”الحكومة تحكم باسم الله والأمة تتسول” و”بلدنا مركز اللصوص، وأصبح انموذجا في العالم” کما وتکتب على الجدران شعارات من قبيل: يسقط نظام ولاية الفقيه، الموت للخامنئي، تعيش مريم رجوي، فإن الذي نلاحظه في العراق بسکل خاص و تزامنا مع إرتفاع نسبة رفض و کراهية النظام الايراني إقليميا، هو الدفاع عن هذا النظام و السعي للسير وفق هدى سياساته الرعناء التي کبدت الشعب الايراني الکثير و أوصلته الى حافة الفقر و المجاعة.
شخصيات سياسية عراقية و الميليشيات الشيعية المٶسسة من جانب فيلق القدس الارهابي، تحاول و کما يبدو أن تکون أکثر إيرانية من الايرانيين أنفسهم عندما يبادرون الى دفاع مشبوه و إظهار محبة”ممجوجة” لنظام إستبدادي لم يکتف بقتل و ذبح شعبه بل و بادر الى القيام بإرتکاب جرائم و مجازر دامية ضد شعوب المنطقة أيضا عن طريق عملائه و تحت إشراف فيلق القدس الارهابي بقيادة الارهابي المطلوب قاسم سليماني، وإن هذا الموقف المرفوض و المعادي للشعب الايراني نفسه قبل أي طرف آخر، إنما هو دليل عملي على إن النظام الايراني قد وصل الى ذروة أزمته بحيث لم يعد له في داخل من قاعدة جماهيرية و صار يسعى ومن أجل التمويه على شعبه تحريك أدرعه في المنطقة عموما وفي العراق خصوصا لکي يظهروا محبتهم”المفرطة”له و تمسکهم بنهجه”الخائب”و”الفاشل” لکن من الواضح إن هکذا لعبة لاتنطلي على الشعب الايراني مثلما إنها مرفوضة و مدانة من جانب الشعب العراقي، فالحقيقة کل الحقيقة في موقف الشعب الايراني من نظامه وبقية المواقف إنما مجرد هواء في شبك!