کثيرة هي المواقف و التصريحات الغريبة الصادرة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و التي تحفل بالکثير من المفارقات و التناقضات التي تدعو العديد منها الى السخرية و الاستهزاء، خصوصا عندما يرتبط الامر بدول تخالف سياسات و نهج النظام أم بأطراف معارضة له نظير المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.
هذا النظام الذي يسعى دائما للإيحاء بأنه نظام نموذجي و مثالي و له مبادئ و قيم و أفکار مميزة يمکن أن يحتذى بها من جانب دول المنطقة و العالم، و يٶکد على إنه يمتلك قاعدة شعبية عريضة لاتوجد أية معارضة ضده، والانکى من ذلك يزعم و بصورة مستمرة من إنه يساهم في إستتباب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم، لکن الذي جرى و يجري دائما هو سياق يختلف کل الاختلاف مع مايدعيه و يزعمه و يٶکده هذا النظام.
إستصغار شأن الدول التي تعارض أو لاتتفق مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في نهجها و سياساتها و کذلك إنکار وجود معارضة له و تهميشها و إستصغار دورها، نهج يتبنيه هذا النظام منذ تأسيسه و لحد يومنا هذا، وهو ليس يرفض الاعتراف بمعارضة داخلية لها وجود وانما يرفض أيضا وجود دول في المنطقة تعارضه و تخالف سياساته و نهجه التوسعي، ولذلك، فإن ردود الفعل العنيفة جدا لهذا النظام على النجاح و الصدى الکبير الذي نجم عن التجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية في باريس، يجب قراءته و التعامل معه وفق هذه الرٶية.
الخبر الذي نقلته وکالة فرانس برس في 12 تموز 2016، بخصوص إن إيران أدانت تجمع في فرنسا في اواخر أيام الاسبوع من جانب معارضة في المنفى وصفتها بأنها”جثة نتنة” وقالت بأنها ستدين أية دولة تدعم هذا التجمع. محمد باقري نوبخت، الناطق الرسمي بإسم الحکومة أکد لوکالة الانباء الرسمية إيرنا”سوف تستمر الجمهورية الاسلامية الايرانية في المواجهة مع هذه المجموعة المنافقة و ستقوم بإدانة أية دولة تدعمها.”، فيما نقلت صحيفة التايمز تصريحا عن وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف في 12 تموز 2016 أيضا على خلفية مشارکة الامير ترکي الفيصل في التجمع، مفاده أن” السعودية تربط مصيرها بالارهابيين”.
هذه التصريحات لو أمعنا النظر و دققنا فيها، لوجدنا إنها تحفل ليس بالتناقض الصارخ فقط وانما محشوة أيضا بالکذب و الخداع و التدليس و قلب و تزييف و تحريف الحقائق، وإن طهران عندما تصف منظمة مجاهدي خلق بالجثة النتنة کتعبير على إنتهاء دورها في إيران، فإنها بنفسها تعود و تناقض موقفها هذا عندما تٶکد من إنه”سوف تستمر الجمهورية الاسلامية الايرانية في المواجهة مع هذه المجموعة المنافقة و ستقوم بإدانة أية دولة تدعمها.”، ولاندري منذ متى يخوض
الاحياء مواجهة و حربا مع موتى ذوي جثث نتنة؟!! ولماذا تشغل طهران نفسها بمتابعة شأن من مات و أکل عليه الدهر و شرب؟!
الولايات المتحدة الامريکية و الدول الاوربية، على الرغم من إنها عقدت الاتفاق النووي مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لکنها لازالت تٶکد تورط طهران بدعم الارهاب و دعمه و إحتضانه، کما إن دول المنطقة صارت تدين علانية دور إيران في دعم و تمويل التطرف و الارهاب المنظم في المنطقة ضد دولها، ومن هنا فإن تصريح ظريف بشأن أن” السعودية تربط مصيرها بالارهابيين”، هو کلام فارغ جملة و تفصيلا ذلك إن هذا النظام بنفسه متورط بتصدير التطرف الديني و الارهاب و له تأريخ و سجل أسود بهذا الصدد وإنه و عندما يتهم السعودية کذبا و زورا فإنه و من دون أدنى شك ينطبق عليه البيت الشعري المعروف(لاتنه عن خلق و تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم)!
السٶال الذي يحيرنا و يدعونا للتعجب کثيرا هو: لماذا يصاب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بکذا نوبة”حمى”، من التصريحات المتناقضة على خلفية تجمع ينعقد على بعد 6000 ميل عنه؟!
[email protected]