17 نوفمبر، 2024 12:31 م
Search
Close this search box.

٢٣ آب مئوية تأسيس الدولة العراقية

٢٣ آب مئوية تأسيس الدولة العراقية

بقي العراق بلا عيد وطني، فسقوط الديكتاتورية في ٩ نيسان ٢٠٠٣ كان مرشحا ليكون اليوم الوطني للعراق، لو كنا قد بنينا على أنقاض الديكتاتورية دولة ديمقراطية حديثة، ولولا اقتران هذا اليوم بالعملية السياسية السيئة التي أسست من بعده، بقطع النظر عن الاختلاف فيما إذا اعتبرنا التاسع من نيسان يوم التحرير أم يوم الاحتلال، أو يوم التغيير، أو يوم سقوط الديكتاتورية.

ومن المرجح أن نختار للعراق يوما وطنيا، بعيدا عن الأنظمة التي توالت عليه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة حتى يومنا هذا.

هناك من العراقيين من يحتفل بالرابع عشر من تموز، باعتباره يوم تأسيس النظام الجمهوري، بعد الانقلاب العسكري الذي أسقط النظام الملكي بعد سبع وثلاثين سنة عام ١٩٥٨، لكن بقي هذا اليوم لا يحتفل به إلا الشيوعيون والمحسوبون على الاتجاه المسمى بالوطني أو القاسمي، ولذا فهو يوم لا يتمتع بتوافق واسع.

من هنا نجد أمامنا يومين فقط مرشحين ليكون أحدهما اليوم الوطني للعراق، وهما الثالث والعشرون من آب والثالث من تشرين الأول، الذي يمثل دخول العراق عضوا في عصبة الأمم (الأمم المتحدة لاحقا)، ذلك عام ١٩٣٢.

شخصيا أرى أن نتخذ ٢٣ آب يوما وطنيا للعراق، باعتباره يوم تأسيس الدولة العراقية الحديثة، بعد انتهاء الاحتلال العثماني الذي دام ٣٨٦ سنة من ١٥٣٤ لغاية ١٩٢٠، وهذا لا يعني احتفالا بتأسيس المملكة العراقية الهاشمية بقدر ما يمثل تأسيس الدولة العراقية، بما هي الدولة بمعناها الحديث، ذلك بعد انتهاء الاحتلال العثماني.

وقد علمت أن مواطنينا الكرد قد لا ينسجمون مع هذا اليوم كيوم وطني للعراق، لارتباطه بتطبيق خارطة سايكس پيكو، وبالتالي يذكرهم بنكث بريطانيا بوعدها لهم أن تكون لهم دولتهم. وفي الوقت الذي أتضامن شخصيا معهم في حلمهم الذي بقي يراودهم وفي حقهم بتقرير المصير، وإدانة الاضطهاد القومي الذي وقع عليهم من قبل دول المنطقة الثلاث التي تمتد فيها كردستان الكبرى، لكني أقول هذا لا يمنع من اتخاذ الثالث والعشرين عيدا وطنيا للعراق.

ولو إننا نتطلع إلى ذلك العيد الوطني، عند إقرار دستور دولة المواطنة، كدستور علماني للعراق الديمقراطي الاتحادي الواحد، ويوم يحصل التغيير الجذري الشامل للعملية السياسية، بإلغاء دولة المكونات وإنهاء المحاصصة والفساد المالي والتبعية لدولة ولاية الفقيه، ومقاضاة قتلة الشعب العراقي وسراق المال العام، وحظر الأحزاب غير القائمة على أساسي المواطنة والعلمانية، من أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب المغلقة على أتباع هذه أو تلك الطائفة، والأحزاب التي مارست العنف والفساد المالي، أو تلك التي تعاونت مع الإرهاب أو مع حزب البعث المحل.

إلى حين تحقق ذلك الهدف، أجد شخصيا أن نتخذ الثالث والعشرين يوما وطنيا، وهو في كل الأحوال يتسحق استذكاره باعتباره يوم تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وكان يستحق أن يحتفل به على نحو مميز.

أحدث المقالات