هرط: خلط وسفسف بالكلام.
وفي بعض اللهجات المحلية تستعمل كلمات “هرطه” , ” يهرط” لوصف الذي يتكلم كثيرا دون جدوى.
الواقع المُدان يهيمن عليه الهرّاطون بألسنتهم وأقلامهم , فلا فائدة مما يقولون ويكتبون , وكأنهم يصبون الزيت على النار , ويحسبون ما يأتون به طيبا ومفيدا للمتلقين.
الأقلام تهرط في المواقع والصحف ووسائل الإعلام المتنوعة.
وعلى المنابر يهرط المتاجرون بما يشاؤون.
والناس في حيرة , بعد أن أترِعَت رؤوسها بعبارات الدجل والتضليل والبهتان المُعيب.
الهرّاطون يتكاثرون , حتى فقدت الكلمة قيمتها وأهميتها , وصار أي كلام “مجرد كلام”!!
فما نفع الكتابة وهم يهرطون , وبهراطهم يتسيّدون , وعلى الناسيتحايلون , فيغفلونهم ويضللونهم , ويسوقونهم إلى سوء المصير , وجحيمات سقر , وفقا لتخريجات هراطية ذات نتائج مأساوية.
“عوفه هذا يهرط” , أي إتركه لأنه “يخيط ويخربط” , فهل وجدتم مَن يستمع لمِن “يهرط”؟
أقلامنا “تهرط” , و” الخرط ماله والي” .
فما أرخص الكلام !!
وما أحط الأقلام المأجورة صاحبة الهرط المستدام!!
فلماذا تكتبون؟
ولماذا تضيّعون الأوقات في بحيرات الأوهام؟
الهرط إمام , ودعاته يتربعون على عروش المنابر والكراسي , ويحلون لأنفسهم , ما يقولون عنه حرام!!
مجتمعات الهرط لا تعترف بالعزة وتنكر الأباة والكرام!!
المواعظ هرط , لأنها ترائي وتحابي وتجيد تأجيج الخصام!!
فأين العدل والحق وقيمة الإنسان والأمن والسلام؟!!