23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

يوم 8 /8 حد فاصل بيت عتو صدام ومكابرة الخميني

يوم 8 /8 حد فاصل بيت عتو صدام ومكابرة الخميني

حرب الثماني سنوات بين العراق وايران لم تكن نزوة او حماقة مجردة ارتكبها حاكم مغرور وانما كانت نتيجة حتمية لمتغيرات عدة حدثت في الاقليم كان ابرزها سقوط عرش الطاووس وانتهاء حكم رجل امريكا القوي في المنطقة وما اطلق عليه (شرطي الخليج ) هذا السقوط الذي نتج عنه الاطاحة بالرئيس العراقي احمد حسن البكر وذبح اعضاء القيادة القطرية على يد رفيقهم صدام حسين الصاعد الى دست الحكم بارادة خارجية لضمان التعادل بين كفة حكام ايران الجدد (الملالي ) وطموح امريكا بأن يكون لها شرطي في المنطقة بكفاءة شرطيها السابق ( الشاه ) لاستمرار سيطرتها على المنطقة وثرواتها الطبيعية وموقعها الستراتيجي والذي بامكانه حرمان الاتحاد السوفياتي من الوصول للمياه الدافئة . وكما ان اول الغيث قطر كانت البداية حرب اعلامية تحثت عن تصدير الثورة او هكذا صورها الاعلام المعادي لحكومة ايران الجديدة وكان وضوح اهداف الثورة الايرانية وصراحة القائمين بها وطريقة (السلام على من اتبع الهدى ) هي التي قربت المنازلة واججت الصراع وكانت العلاقات العراقية الامريكية تعاني من قطيعة في الظاهر الا ان (بريجنسكي ) كان دائم التواجد في العراق او الاردن او عند نقطة ما على الحدود بينهما وبعد مضي سنة ونصف تقريبا على الثورة في ايران وقرابة سنة من حكم صدام تم الغاء معاهدة الجزائر التي عقدها صدام حسين نفسه مع شاه ايران عام 1975 والمطالبة بـ( سيف سعد . زين القوس . هيله وخضر والغاء خط التالوك ) وتم دفع القوات العراقية لاستعادتها واحتلال اراض ايرانية غيرها واندفع الجيش العراقي فعبر قصر شيرين واصبح على مشارف كرمنشاه وديزفول والاحواز وعبادان من دون مقاومة تذكر وتعالى الضجيج الاعلامي وانقسم العالم الى معسكرين قسم يقف بكل ثقله خلف العراق واخر خلف ايران وكثر النزوح والمدن المدمرة والموت والعاهات ومارست ايران الصمت والعض على النواجذ وامتصاص صدمة الهزيمة وبعد مرور سنة او اكثر قليلا بدات ايران تظهر بوضوح في ساحة المعركة تنتصر في معركة وتخسر في اخرى حتى تسنى لها في مطلع عام (81 ) خوض معركة في الخفاجية والانتصار بها ثم كررتها وانتصرت في معركتين في نفس المنطقة كانت اخرها في شهر ايلول من عام 1981 وفي مطلع عام 1982 تعادلت الكفة بل وبدات تظهر تفوق ايراني في عدة جبهات في الشمال والوسط والجنوب وفي يوم 30 نيسان 1982 شنت ايران اكبر هجوم في هذه الحرب استعادت على اثرها اغلب ارضها التي احتلها الجيش العراقي في سنوات الحرب الاولى وعلى اثر خسارة الجيش العراقي معركة ( المحمرة ) وكثرة التضحيات قرر صدام حسين سحب القوات الى الحدود الدولية وقبول التفاوض من خلال (لجنة المساعي الحميدة ) بل ذهب ابعد من ذلك وقدم تسهيلات وتنازلات من اجل انهاء الحرب لكن خميني المنتشي بطعم نصر قريب تمثل بخروج كافة القوات العراقية من الاراضي الايرانية ودخول بعض القطعات الايرانية اراض عراقية مما صلب موقفه وجعله لم يضع شروطا وانما رفض رفضا قطعا مناقشة وقف اطلاق النار الا بعد سقوط حكومة بغداد وصدام حسين . وهكذا قاد عتو صدام حسين وحماقته الى حرب لاضرورة لها اكلت الاخضر واليابس ومئات الالاف من البشر ويتمت الاطفال ورملت النساء وكلفت خسائر مادية يصعب احصاؤها وكذلك ادى عناد خميني الى استمرارها ست سنوات اضافية عبرت خسائرها المليون قتيل ونصفه من المعاقين وتدمير تام لمدن وقرى عدا الخسائر المادية التي لاتحصى واليوم نستذكر تلك الحرب بغياب من عتا ومن كابر لكن بحضور مرارة تلك الحرب التي لازالت عالقة بافواهنا وذاكرتنا حتى اليوم .