19 ديسمبر، 2024 2:56 ص

يوم عاشوراء يوم مصيبة اهل بيت النبوة

يوم عاشوراء يوم مصيبة اهل بيت النبوة

انه يوم ليس كسائر الايام , انه يوم الحسين , قال فيه ابو عبد الله الصادق (ع ) : لا يوم كيومك يا اباعبد الله ,,, نعم لايشبهه يوم في مسيرة الزمن , اذ هو اليوم الذي صرع في جميع انبياء الله بما فيهم الخاتم (ص ) , او ليس الحسين وارثهم جميعا ؟ فلم لايكون مصرعه مصرعهم جميعا ؟ .

في هذا اليوم امتاز الاخيار من الاشرار , وامتاز الحق من الباطل , فكانت كربلاء جبهتين متقابلتين متقاتلتين ابد الدهر , تتكرر في كل ارض وفي كل زمان . جبهة الاخيار ترى في يوم عاشوراء يوم المصيبة العظمى , تبكي الحسين بالدموع والحسرات , وتندبه بياليتنا كنا معكم , يعزي بعضهم بعضا بالمأثور من القول : اعظم الله اجورنا بمصابنا بالحسين (ع) وجعلنا واياكم من المطالبين بثأره مع وليه الامام المهدي من ال محمد , جبهة اتخذت الحسين عِبرة وعَبرة .

وجبهة الاشرار اتخذت من يوم عاشورا يوم بركة وزينة وعيد , ورد في زيارة عاشوراء : اللهم ان هذا يوم تبركت به بنو امية , وكان بنو امية ومن على ملتهم يصومون هذا اليوم شماتة بالحسين وتبركا بقتله (ع) , وقد وضعوا احاديث افتراءا على رسول الله في فضل التاسع والعاشر من المحرم وفضل صيامهما , وكانوا يسعون فيه للعمل وقضاء الحوائج , فتصدى ائمة اهل البيت (ع) لمفتريات الامويين والنواصب , فقد روي عن الرضا (ع) : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة , ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره ” .

كان من مظاهر تبرك بني امية ومن سار بسيرتهم في يوم عاشوراء انهم يعدونه عيدا يخطبون فيه وافتروا على الناس ان هذا اليوم فيه اخماد نار النمرود , ورسو سفينة نوح , وغرق فرعون , ونجاة عيسى من الصلب .

روى الشيخ الصدوق (ره) , عن جبلة المكية , قالت : قلت لميثم التمار : كيف يتخذ الناس ذلك اليوم عيدا ويوم بركة ؟ فبكى ميثم وقال لها – عن امير المؤمنين (ع) – سيزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذي تاب الله فيه على ادم , وانما تاب عليه في ذي الحجة , ويزعمون انه اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من جوف الحوت وانما كان ذلك في ذي القعدة , ويزعمون انه اليوم الذي استوت في سفينة نوح على

الجودي وانما استوت في العاشر من ذي الحجة , ويزعمون انه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى وانما كان ذلك في ربيع الاول .

هكذا تصدى اهل البيت (ع) وجبهة الاخيار لمفتريات الامويين والنواصب في سعيهم لمحو ذكر الحسين من صفحات التاريخ وجعل يوم مقتله يوم بركة ويوم نجاة الانبياء , ولكن من العجب الذي لاينقضي ان يدس في دعاء من الادعية التي يتم تداولها على الالسن فقرات من الافتراءات الاموية , فالدعاء المشهور : ” سبحان الله ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش …. واضيف الى هذا الدعاء قولهم :

” يا قابل توبة ادم يوم عاشوراء , يارافع ادريس يوم عاشوراء الى السماء , يا مسكن سفينة نوح على الجودي يوم عاشوراء , ياغياث ابراهيم من النار يوم عاشوراء ” .

سيظل يوم الحسين رغم كل المفتريات والمفترين قديما وحديثا ليس كمثله يوم لانه يوم الوتر في الخالدين الى الان لم يشفع .

” السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين (ع) ” .

أحدث المقالات

أحدث المقالات