23 ديسمبر، 2024 11:32 ص

يوم خميني الظلامي

يوم خميني الظلامي

«هل هذا ضريح إمام المستضعفين أم قصر  فراعنه »؟!- صحيفة كيهان – هذا السؤال وجهته صحيفة كيهان المقربة من خامنئي في اليوم الظلامي للمقبور خميني ليكشف زيف اسطورة امام المستضعفين ،وفي ذات الوقت يكذب روحاني بدجل مفضوح قائلا

«لن يتخلى شبابنا عن الإمام ونهجه ودرب خاضه!». وهذه هي كلمته  في يوم المقبور خميني ،بينما شبيبة ايران تصول وتجول منددة بالنظام الذي خلفه خميني لملالي الشر والقمع والاعدامات التي تجاوزت الحدود ، والسلب والنهب ،ويقول تقريرمن الداخل الايراني ان خطباء الجمعة المؤقتون للنظام تشدقوا الاسبوع الماضي تحت عنوان «يوم الشباب» بـما وصفوه بـ «أرصدة الجيل الشاب» وما يلعبه من دور هام في مختلف الظروف التي عاشها النظام!  فقد أكد الملا سعيدي  قائلا : «يعد الشباب ثروات يكرس عليهم أولياء الدين ويستهدفهم الأعداء». وخطيب صلاة الجمعة المؤقت في مدينة كرمان هو الآخر  قال «قدم الشباب كثروات رئيسية للبلاد ممن لهم دور مؤثر ومستدام!».

 بينما كتب عباس عبدي وهو من عناصر ما يسمى بجماعة الإصلاحيين يوم 1حزيران/ يونيو مقالا في صحيفة «شهروند» الحكومية ، اعلن فيه عكس ما يقوله الملالي  ان النظام فشل في السيطرة على أفكار الجيل الشاب مطالبا بإجراء تحقيق مع أبناء «الأصوليين الأصليين» ممن يخضعون «ومن كل جانب للأجواء والتأثير العائلي الأشد وذلك بموجب القيم التي يدعو إليها النظام من الناحية الدينية ومن ناحية وسائل الإعلام والنظام التعليمي والمؤسسة الدينية».

وتابع عباس عبدي وهو من العناصر المتساقطة في النظام بحسب التقرير  مستنتجا:

«وإذا أثبت التحقيق أن الأبناء المذكورين ومن ناحية القيم المطلوبة هم أكثر التزاما بالدين والقيم والثورة بالمقارنة بآبائهم وأمهاتهم أو في مستوى واحد ومماثل معهم على الأقل»؛ فبإمكانكم أن تترجوا خيرا في تأثير تلك القيم والأفكار… والا فاغسلوا ايديكم ؟؟

هذه هي حقيقة مواقف الشبيبة التي يروج النظام  لكذبة انها على درب خميني ،ويتساءل بسببها عبدي((«أليس من المعقول أن يظنوا أنهم وباستخدام جميع الأدوات الاجتماعية لم يتمكنوا من أن يجعلوا أبناءهم ينتهجون سبيل القيم المطلوبة؛ فكيف يمكن التوقع أن يرشد أبناء باقي المواطنين إلى هذا السبيل؟».

 غير أنه وفي الوقت نفسه يعد هذا جانبا ضئيلا من الحقيقية التي يماط اللثام عنها جراء الصراع الفئوي. ولكن الحقيقة التي لا تقبل جدلا هي مواجهة متواصلة على قدم وساق للجيل الشاب والواعي والمتحمس في المجتمع ووقوفه في وجه الأفكار البالية والعائدة إلى القرون الوسطى في نظام ولاية الفقيه مما جعل الملالي وأجهزتهم القمعية يصابون بالفزع والذعر.

وفي تقريراخر كشفت حقائق مذهلة بمناسبة يوم خميني والاحتفال به حول الانفاق الفلكي على الاحتفالات بهذا اليوم المشؤوم والانفاقات على قبره والمراسم التي نظمت بهذه المناسبة بمبالغ هائلة. وشهدت هذه المراسم عنصرين لافتين بحسب التقرير :

الأول، من الناحية السياسية، حيث شهدت المراسم على قبر الخميني توترا ومشاحنات تواصلا للصراعات والنزاعات الدائرة بين العصابات الحكومية.

أما العنصر الثاني فهو توسيع ضريح الخميني وإضافة كثير من المنشآت ألاخرى إليه ومد ساحات خضر فيه وتذهيب القبة والمنارات والضريح وما شابهها… ليسبق هذا الضريح قصور الملوك في الزخرفة؛وهو أمر تذعن به وسائل الإعلام التابعة للنظام.

وخلال مقابلة أجرتها معه القناة 2 لتلفزيون النظام يوم 2حزيران/ يونيو أكد الملا أنصاري مدير تشييد ضريح الخميني على أنه ترك ومنذ سنوات الوعظ والخطاب ومهنة الملا ووضعها  جانبا ليعمل على توسيع قبر الخميني؛  لانه يحصل على مبالغ أكثر جراء هذا المشروع. ولكنه يتملص في نفس الوقت من ذكر دخله وما  حصل عليه من اموال واوجه  صرفها للمشروع حيث يؤجل القضية إلى «موعد مناسب آخر إن شاء الله».

ورغم أن الملا أنصاري الذي يظهر إلى دائرة الضوء بسترة يرتديها في الوقت الحاضر يتملص من الإشارة إلى تكاليف صرفت لتوسيع الضريح ولكن كون التكاليف منفلتة جعل العصابات تعلن عن احتجاجها إزاءها حيث وصل الأمر إلى حد نشرت فيه صحيفة كيهان المحسوبة على الخامنئي عنوانا يقول: «هل هذا ضريح إمام المستضعفين أم قصر الملوك»؟!

وهكذا يرد الملا أنصاري على التهم والأسئلة المطروحة في هذا الشأن: «وفي هذا العام يكاد أن يكون جميع ما شيدناه في محيط الحرم لتلبية حاجيات المواطنين… وبجانب الحرم تم تشييد 25مركزا يختص بتقديم الخدمات للمواطنين. منها المستوصف ومكان توقف الزوار ودورة المياه، والحمامات والوسائل العامة للمواطنين ومخفر للشرطة والأجهزة الخاصة للحماية وما شابهها… وعندما ينظر الناس يظنون أن حرما بهذا الاتساع وبهذا المستوى وبهذه الأجواء هو حرم الإمام جملة وتفصيلا. وليس الأمر هكذا. وإنما تم توفير هذه الأجواء لـ25 هدفا حيث تخدم إمكانيات في هذه الأجواء المواطنين منذ 20عاما كما تم تأسيس أول الأسواق المركزية المتسلسلة لـ «رفاه» في طهران بحرم الإمام…».بمعنى ان ضريح خميني استغل ليتحول الى مركز تجاري ؟؟

وهكذا تلاحظون كيف يذبحون المواطنين المساكين الذين يضطرون إلى بيع كلاهم وأكبادهم، حتى يستغلوا حرمانهم ليجروهم على قبر ذلك الدجال السفاح والمصاص للدماء من أجل الدعاية له. ولكن لا تقتصر صفاقة الملا أنصاري على هذا الحد وإنما يضن على المواطنين بذكرتكاليف تقيمها بعض المصادر بأنها تبلغ ملياري دولار  ويمن عليهم بانفاقها حيث يقول: «لقد وفرنا هناك الغاز والكهرباء والماء واجهزة التكييف وعملنا الساحات الخضر والغابات وما شابهها… ومما أنجزته لطهران _ ناهيك عما  قمت به من أجل الإمام _ هو إنقاذي لمنطقة تتراوح مساحتها بين 5و6ألف هكتار كانت معرضه لأنواع الأضرار والأخطار لحالات التشييد المدمرة… وعملت هناك غابات وشيدت للمواطنين متنزهات…».

هل يمكن لهذه التصريحات التي أتت بمنتهى الصفاقة أن تقنع المواطنين الفقراء المحتاجين إلى لقمة عيش ورغيف خبز؛ أم سيزيد من لهب نيران غضبهم وحقدهم؟

سينجلي الجواب عاجلا أم آجلا، تتقدمه مواجهات الشبيبة وعموم فقراء ايران ومعارضة الشعب المتصاعدة للنظام السرطاني الفاشي