17 نوفمبر، 2024 4:25 م
Search
Close this search box.

يوم حلو .. ايام مرّة

يوم حلو .. ايام مرّة

كما كان يوم تطبيع العلاقات بين بعض الانظمة العربية الرسمية واسرائيل العام الماضي مرّاً علقماً على كل انسان يرى الحق بوضوح ويزنالامور بميزان العدل لا العواطف، فان زيارة وزير خارجية الامارات الاخيرة لسوريا كان يوماً حلواً بمعنى الكلمة وبارقة امل .

إبتداءً ليس هذا دفاعٌ عن نظام الحكم في سورية ، الذي اصبح بين ليلة وضحاها قبل عشرة اعوام في نظر بعض العربان دكتاتورياً وقمعياً ،وهل هناك نظام واحد في المنطقة والعالم ليس دكتاتورياً او قمعياً ؟ هل تدلوني على نظام واحد قابل المتظاهرين واصحاب الحقوق بالورودوالرياحين والقُبل ؟؟ .

شعب سوريا ياسادة لايستحق ابداً ما جرى له ، فهو تائه بين نظام شمولي ، وجماعات ارهابية ظلامية جاء افرادها من اقاصي الارض ،وبين احقاد واطماع استعمارية قديمة اضافة الى دويلة تعادي كل من يتطلع الى الكرامة والوحدة والتفوق وبين جماعات تصفي حساباتهافيما بينها على الارض السورية .. فكانت نتيجة عشرة اعوام من التدمير والقتل والخراب باسم حقوق الانسان والديمقراطية و( الربيع العربيوهو خراب بامتياز ) ان ظل شعب هذا البلد وحده يتلقى الضربات المتلاحقة و يداوي جراحه بيديه والكل يتفرج عليه حتى ارتمى النظام فياحضان ايران وروسيا فاوقفاه على قدميه فعلاً واستعاد النظام اجزاء واسعة من الارض كانت تحت رحمة الارهاب .. فيما ظل الشمالوالشرق السوري حتى اليوم رهيناً للقوى الانفصالية الكردية، ومسرحاً للقوات الامريكية والتركية وهي تسرق خيرات البلد علناً جهاراً ونهاراً ..

ماذا كان يتوقع اولائك الذين أداروا ظهورهم لسوريا غير ان يلجا النظام الى من يحميه .. وبدل من ان يمدوا يد العون للشعب السوريالمظلوم فقد طردوا سوريا من جامعة الثول العربية واذعنوا بل وساهموا في الحصار الامريكي والغربي الخانق براً وبحراً وجواً ، وصارواادوات لقانون قيصر سيء الصيت لخنق المواطن السوري البسيط الذي افتقد ابسط مستلزمات العيش الكريم طيلة عشرة اعوام وحورب فيخبزه وقوته اليومي .

مشكلتنا كانظمة عربية اننا نفكر ونعمل فقط باسلوب ردات الفعل الانفعالية ، وليس لنا ابعاداً او خططاً ستراتيجية كما يخطط الاخرون سرّاًوعلانية وننصاع الى هذا الطرف او ذاك حفاظاً على الكراسي والانظمة .. وقد ابتلانا الله بكيان ميت هو جامعة ( الثول ) العربية التي لاتعرف غير الشعور بالقلق وأصدار بيانات الادانة والشجب والاستنكار لارضاء هذا النظام او ذاك شريطة ان يدفع هذا وذاك لامينها العامونوابه ومستشاريه وموظفي المكاتب والعاملين في الجامعة وهم بلا عمل داخل مصر وخارجها !! وبالدولار وليس غير الدولار ، والا فماذاقدمت الجامعة منذ ان انشاتها بريطانيا قبل اكثر من سبعين عاماً ؟

خطوة الامارات ايجابية بكل تاكيد وينبغي ان تكون بداية لعدد اخر من الخطوات من قبل دول آخرى .. ويجب التاسيس عليها من اجل انهاءعقد من التدمير الممنهج لهذا البلد ووضع حد لمحنة شعب سوريا الابي .. علينا جميعاً ان نقول كفى .. لقد اتضح كل شيء ، فليس هناكبشّر احنّ على الاخ الا اخيه .. فاذهبوا الى سوريا وقولوا لحكامها هذا خطأكم وتداركوه ، واعيدوا سورية الى حضنها ومحيطها العربيفالذئاب والضواري والدببة والضباع ( القريبة والبعيدة !! ) والتي نهشت لحم اخوانكم شعب سوريا مازالت توغل في جرائمها ، ومثلماهرولتم وتهرولون بدفع من الصهيونية العالمية والادارات الامريكية بانواعها الى التطبيع مع اسرائيل وهي مازالت تحتل القدس واراضيالفلسطينيين والعرب وترفض ابسط حقوقهم ، فالاولى بكم ان تهرولوا الى سوريا فرادى او جماعات وليس فقط اعادة مقعد سوريا فيالجامعة العربية الذي لا يسمن ولا يغني .

ساعدوا سوريا في اعادة اعمار ماخربه الارهاب والحروب بالنيابة ، اعيدوا الملايين التي هاجرت او هجّرت الى ديارها ، اضغطوا على العالملكي توقف اسرائيل حربها اليومية على ارض وسماء سوريا ، اجمعوا السوريين على مائدة واحدة وساعدوهم وتوسطوا بينهم ليحلوا مشاكلهمبانفسهم بعيدا عن تدخل أيٍ كان ، واعتذروا لشعب سوريا وليس لنظامها السياسي على ما اقترفتموه من تجاهل وابتعاد سهّل لـ. ( آخرين!! ) ان يأخذوا دوركم ، واثبتوا للعالم برفضكم الحصارات وادواتها القذرة بانكم ابناء امة حيّة .

 

أحدث المقالات