12 ديسمبر، 2024 2:35 ص

يوم النصر.. والسلم المجتمعي!!

يوم النصر.. والسلم المجتمعي!!

طوبى لدماء الشهداء في عموم صنوف القوات المسلحة وتلك الاستجابة الشعبية لفتوى الجهاد الكفائي التي تحولت من استيعاب التطوع في الجيش والشرطة إلى تشكيل الحشد الشعبي.
وطوبى لكل رصاصة أطلقت دفاعا عن عراق واحد وطن الجميع.. من دون أن تمنن على العراقيين ما دام الدم الطاهر يستصرخ هيهات منا الذلة.
تحمل الذاكرة مما نشرته في تلك الأيام ليس فقط الفخر بهذا النصر.. بل التذكير بمبدأ استراتيجي لاستثمار النصر.. وتوظيفه سياسيا واقتصاديا بطرح رؤية متجددة للسلم المجتمعي وفق تصور لعراق ٢٠٥٠.. بحكم رشيد يعتمد مباديء الجودة الشاملة في العدالة والانصاف لتوزيع الثروة الوطنية بما يساوي بين المنفعة العامة للدولة والمنفعة الشخصية للمواطن… في دولة مدنية عصرية متجددة.
هذا المضمون الذي أشار اليه بيان المرجعية الدينية العليا مؤخرا واعلنه الممثل الاممي في ايجازه امام الأمم المتحدة.
هذا البيان الذي ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وبرامج التوك شو.. بالافصاح عن بيانات مختلف الأحزاب السياسية المؤيدة لما ورد فيه من ثوابت الحكمة الجهادية في النصح والإرشاد الذي اعتمدته المرجعية الدينية العليا.
فيما لم تحاول الكثير من القوى السياسية مغادرة النموذج الهابط في التعامل مع تلك الدماء العزيزة واستثمارها في الحملات الانتخابية ناهيك عن ظهور مفاسد المحاصصة من دون أن يتطابق المنهج المحقق مع تلك الثوابت الجهادية للمرجعية الدينية العليا.
اليوم وكل العراق الواحد.. وطن الجميع بستذكر تلك الثوابت في بناء السلم المجتمعي والانتهاء من مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب السياسية المتاجرة بدماء الاحرار.. فهل ثمة مدرك لمتغيرات الواقع الإقليمي والدولي بما يمكن أن يكون لتطابق تلك الدماء العراقية الطاهرة مع ثوابت المباديء الجهادية في بيان المرجعية الدينية العليا في النصح والإرشاد.. الجهاد الكفائي موقف متواصل للحفاظ على السلم المجتمعي… لا ان يبح صوت المرجعية الدينية العليا في النصح والإرشاد من دون التزام يبدأ اولا من قيادات الفصائل المقاتلة تحت خيمة فتوى الجهاد الكفائي.. ويتواصل في ترسيخ ثقافة السلام المجتمعي.. ويكشف زيف ازدواجيات المواقف الحزبية في مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب..
نعم طوبى لدماء الشهداء في عراق واحد وطن الجميع.. ومحتوى هابط لكل من ساهم ويساهم في مفاسد المحاصصة وامراء عوائل الأحزاب فالمال السياسي حرام.. والتمنن على العراقيين بالانتصار على عصابات داعش بلا قيمة.
الأمر الآخر في هذا الاستذكار.. فهم جميع من وقع في مطب حواضن الإرهاب الداعشي.. مضمون ارتقاء تلك الدماء دفاعا عن عراق واحد وطن الجميع.. والذي لابد أن يكون أكثر وضوحا على المنابر الدينية والسياسية.. والاندماج في السلم المجتمعي قولا وفعلا تلك مسؤولية كبيرة ما زالت تشهد تعثرات واضحة.
واخيرا.. ما زالت الذاكرة العراقية بمرارة العلقم تبحث في أهمية إحالة القيادات الحزبية المتصدية في السلطة إلى القضاء العراقي لتشهد تلك الدماء الشهيدة محاكمة المسؤولين عن انهيار القوات المسلحة العراقية المدججة بالسلاح امام أفراد عصابات اجرامية.
من دون محاكمة أولئك المسؤولين في محكمة علنية لقضاء عراقي متجدد… يسكن غضب أرواح الشهداء ويخفف الآلام لذوي الشهداء واهالي تلك المناطق التي واجهت جرائم داعش.
ليست الذكرى جرسا يدق في عالم النسيان بل استذكار لأهمية الالتزام بروح المواطنة الفاعلة وتلك الثوابت الجهادية للمرجعية الدينية العليا.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!