23 ديسمبر، 2024 10:51 ص

يوم المرأة الشرقية…رحمها الله….

يوم المرأة الشرقية…رحمها الله….

تابعت بصمت في الأسابيع الماضية الاحتفال العالمي الواسع بيوم المرأة…وسكت على مضض وانا استمع الى مختلف التهاني والأمنيات..وربما حمدت الله في سري إن هنالك مناسبة مثل هذه تتذكر المرأة وتشكرها على تواجدها طوال العام… ولكأن تلك المخلوقة ليس لها دور في الحياة سوى يوم واحد فقط…تخرج فيه من سردابها لتحتفل صوريا …ثم تعود راضية.
ولكن جل ما أثار اهتمامي هو إحتفال الأوساط الشرقية بيوم المرأة العالمي..ولا ادري حقا كيف يحتفلون بشئ ليس له وجود فكأنهم بهذا يقيمون حفلة ميلاد لشخص متوفى..ولكن يبدو ان تقليد الغرب وتقليعاتهم امتد الى هذه المناسبات التي
يفتخر الشرقيون بتذكرها محاكاة ومحاباة للغرب فحسب مثل التلهف على البوم بيونسيه او شاكيرا الجديد.
كيف تحتفلون بالمرأة وانتم تدفنونها في كل يوم..وتخنقون احلامها وتأتيكم الجرأة للأدعاء انها قد نالت كل حقوقها….
هل تكمن حقوق المرأة فقط في نبذ الحجاب…والسماح لها بالتدخين في الأماكن العامة…او ربما تسليمها مناصب ادارية مهمة..ولو شكليا….؟
او قد تتصورون ان حريتها تكمن في اعطاءها المجال للتتحدث وتكتب وتتشر ماتشاء من افكار حول السياسة او الحب..او الجنس ربما….ثم تتفاخرون بأن نساءكن متحررات……
والى كل الشرقيين اقول…..لن تتحرر المرأة ولن تكون كيانا مستقلا حتى تتوقفوا عن النظر اليها كجسد وحسب…ويتوقف لعاب رجولتكم عن السيلان
لمجرد قراءة اسم انثى في دليل الهاتف…..
ونتوقف نحن عن تمثيل دور الجواري فما عاد هذا الدور يليق بعصرنا….وننبذ بإرادتنا عطورنا ومساحيق تجميلنا….ونستعيض عن جمال الشكل بإكتمال العقل…فكيف نرجو من الذكور ان يتناسوا جنسنا ونحن ننتقل كالفراشات الكسلى ناثرين عبير انوثتنا في الأرجاء……..
فمتى ماتوقف الرجل عن ملاحقة شكل الانثى قبل عقلها ومتى ما إهتمت هي بعقلها قبل شكلها…يمكننا عندئذ الاحتفال بعيدها…بل سيكون كل العام هو كرنفال للفرح والمساواة بين الجنسين…