بين فترة واخرى تثير وسائل الاعلام الدولية والاقليمية والمحلية زوبعة اخبار عن تشنج العلاقات بين الولايات المتحدة الاميركية وايران وتأزمها والتلويح بقرب تعرض المواقع الايرانية خاصة النووية منها ، الى ضربة اميركية صهيونية وتوقع استهداف مواقع فصائل مسلحة في سوريا والعراق بتهمة الولاء المطلق الى طهران . وعادة ما يصاحب او يسبق هذه الاخبار تحركات عسكرية اميركية و تحشيدات لقواتها واجتماعات وتصريحات لقادتها العسكريين والامنيين وتوصيف وتسميات مثيرة للعمليات اخرها اطلاق اسم ” يوم القيامة ” على عملية عسكرية ضد ايران تنفذ بعد ايام !.فهل فعلا سيقوم ترامب بشن حرب ضد ايران وهو الذي لم يبق على بقائه في البيت الابيض غير ايام ؟!
لا ننكر ان كل المؤشرات والدلائل تدفع للاعتقاد بقيام حرب اميركية او اميركية صهيونية ضد ايران ، غير ان تجاربنا مع ترامب وحكام ايران في السنوات السابقة تؤكد ان الطرفين غير جادين في اتخاذ قرار الحرب مع قناعتهما بابقاء حالة التوتر والحرب الكلامية فقط فهذا ما تقتضيه مصلحتهما معاً . فايران قوية في المنطقة وجعلها بعبع لتخويف الانظمة وخاصة الخليجية يصب اولا واخراُ في صالح اميركا والكيان الصهيوني .. وكلنا يتذكر كيف كانت اميركا ترعب هذه الانظمة وتثير هلعها تحت ما يسمى بخطر الشيوعية . ومن الطبيعي ان تبحث عن خطر فزاعه اخرى بديلا للشيوعية فلم تجد افضل من النظام الايراني الذي يجيد لعبة خلط الاوراق فيرفع شعار مقاومة الكيان الصهيوني و” الشيطان الاكبر ” لكننا لو امعنا واحتكمنا الى العقلانية لادركنا انها مجرد شعارات ليس الا . ولنسأل اين اوجه مقاومة ايران للكيان الصهيوني ؟ وكم صاروخ ضربت به هذا الكيان الغاصب ؟ وماذا قدمت للقدس الشريف غير الكلام ؟!
عمليا النظام الايراني وهو لاعب سياسي ماهر قدم خدمات ما كان يحلم بها الكيان الصهيوني عندما اشترك مع اعداء المصالح العربية وفلسطين في تمزيق اوصال اقطار عربية طائفيا كما حصل ويحصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان .. وخلق النظام الايراني ذريعة لبعض الانظمة لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني العنصري مع قناعتنا بانها ذريعة واهية وسخيفة ولا تنطلي على اي انسان ..كما ان الادراة الاميركية تستخدم شماعة خطر النظام الايراني لحلب المزيد من الاموال من السعودية ودول الخليج الاخرى ..
وهنا قد يطرح سؤال نفسه ماهي مصلحة النظام الايراني في اثارة كل هذا التوتر مع اميركا والجواب واضح للعيان انه اطلاق يدها في العراق وسوريا ولبنان وربما في اقطار اخرى كما انه يخدم مصالح هذا النظام ويديم بقاء تسلطه على الشعوب الايرانية بحجة الاخطار والتهديدات التي تتعرض لها البلاد كما ان الاثار السلبية للعقوبات الاميركية تطال الفقراء من الايرانيين وليس اقطاب النظام .
من هنا يمكن القول ان ” يوم القيامة ” الاميركي بعيد عن ايران ان شاء الله التي نتمنى لشعوبها الامن والحرية والسلام .. وان ما يحصل هو ما نسميه بلغتنا الشعبية الدارجة ( تهويشات ) يعني مجرد تصعيد كلامي مع املنا بان يجنب الله ايران والعراق والعالم خطر شبح الحروب وويلات طيش و طمع الادارة الاميركية وجشعها واستغلالها .