23 نوفمبر، 2024 3:57 ص
Search
Close this search box.

يوم القدس بنسخته العراقية!

يوم القدس بنسخته العراقية!

لاغرو من إن تصاعد الوعي السياسي العراقي ضد النفوذ الايراني في العراق، قد أربك و أزعج نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کثيرا وجعله کعادته يبحث في طرق و اساليب مناسبة للتصدي لذلك، ولاريب من إنه قد أوکل هذه المهمة بأذرعه في العراق، وقد کانت مناسبة مايسمى ب”يوم القدس”، الذي يقوم هذا النظام بإستغلاله و توظيه لصالحه من أجل کسب دعم و عطف الشعوب العربية و الاسلامية، واحدة من هذه الاساليب عندما وجد الشعب العراقي نفسه أمام تظاهرات في شوارع بغداد تم فيها رفع صور المرشد الاعلى الايراني و أعلام إيرانية بتلك المناسبة المشبوهة.
لاشك من إن إنتقاد عضو التيار الصدري”محمد الکناني” استغلال القدس من أجل الترويج للنفوذ الايراني في العراق و تساٶله:” ما هي مبررات رفع العلم الإيراني وصور خامنئي في بغداد؟ وإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في تحرير القدس؟” ودعا الجميع إلى “الابتعاد عن المتاجرة بالقضايا العربية والإسلامية، ورفض التدخلات الأجنبية أيا كان نوعها أو مصدرها.”، وقد رفض الکناني بکل وضوح متاجرة النظام الايراني بهذه المناسبة المهمة لدى العرب و المسلمين على حد سواء عندما أردف قائلا:” جميعنا نحمل عقيدة موحدة مفادها أن القدس عربية وهي عاصمة فلسطين، ولا بد أن تعود، ولا نسمح لأحد أن يزايد علينا”، هذا الموقف المنطقي المطلوب إتخاذه بوجه النظام الايراني بعد أن تمادى کثيرا في تدخلاته في الشأن الداخلي العراقي، لابد من أن يقترن بإجراءات عملية تمنع تکرار هکذا مظاهر سلبية تخدم أهدافا مشبوهة.
من المثير للسخرية، أن نلفت النظر هنا الى أن الشعب الايراني قد قابل مناسبة مايسمى ب”يوم القدس” بمنتهى البرود ولم يحضر فيها إلا أعداد قليلة مما أکد إفتضاح مخططات النظام ولاسيما في إستغلال هکذا مناسبات لکن وعندما نرى أن الاذرع الايرانية في العراق تحيي هکذا مناسبة بصورة توحي وکأن الشعب العراقي يٶمن به، فإنه أمر مثير للتقزز خصوصا بعد أن صارت اللعبة مفضوحة و أشبه ماتکون بمسرحية فجة معروفة من کل جوانبها.
الشعب الايراني الذي ليس لم يعد يٶمن بالمناسبات المشبوهة التي يقيمها لأهداف خاصة لاعلاقة لها بتلك المناسبات، وانما يناضل من أجل إسقاطه و تغييره کما قد طالب في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، بل وإن الاحتجاجات الشعبية المتواصلة حاليا في سائر أرجاء إيران بمثابة دليل على أن هذا النظام لم يعد مقبولا من جانب شعبه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات