22 نوفمبر، 2024 7:08 م
Search
Close this search box.

يوم القدس العالمي

يوم القدس العالمي

الاكذوبة التي ابتدعها النظام الايراني باعتبار الجمعة الاخيرة من شهر رمضان في كل عام يوماً عالمياً بأسم ((يوم القدس العالمي)). ويتم في هذا اليوم حشد المظاهرات والاحتفالات المناهضة للصهيونية وتعلو الاصوات الموت لامريكا والموت لاسرائيل .. من اجل تجيير قضية القدس وفلسطين لصالح ايران، في الوقت الذي لم ينقطع التعامل الايراني مع اليهود على مر الازمان والدهور منذ عهد قورش الذي تحالف مع اليهود في بابل في زمن القائد نبوخذنصر لفتح حصون بابل ودخولها ليلاً كما هو معروف عن الغدر الفارسي وبعد احتلالها كافئ الملك الفارسي اليهود باعادتهم الى ارض فلسطين ومعهم هيكل سليمان كما يزعمون ولهذا احتلال فلسطين جاء نتيجة هذة الفرية بحجة البحث عن الهيكل تحت المسجد الاقصى .. وكذلك شواهد التاريخ الحديث في الازمنة الشاهنشاهية التي كانت إيران أول بلد تؤسس فيه المنظمات الصهيونية بعد الحرب العالمية الأولى حيث قامت الوكالة اليهودية في طهران بتوكيل القناصل الإيرانيين الموجودين في بغداد، والكاظمية، وكربلاء، والبصرة، وخانقين مهمة تسهيل هروب اليهود من العراق إلى إيران كخطوة أولى لذهابهم إلى فلسطين. ومواقف ايران لم تتغير بتغير قادتها حيث بقي هذا النهج حتى بعد استحواذ الملالي على السلطة وفق الصفقات المشبوهة التي تمت في باريس تحت عباءة ما يسمى برجال الدين من اجل تناوب الادوار بحلة جديدة واعادة تأهيل ايران حسب متطلبات المراحل السياسية وفق المتغيرات الاقليمية والدولية وان الكثير من خفايا تلك الصفقات لم تعد من الاسرار في عالمنا المفضوح واشهرها فضيحة ايران غيت خلال الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي بقيام ملالي طهران شراء محركات طائرات الهليكوبتر من اسرائيل عندما كان عراب الصفقة صادق طبطبائي هو شقيق زوجة احمد الخميني نجل الخميني الذي كان حلقة الوسط بين إيران وإسرائيل حول موضوع الصفقة.
اما موضوع الجالية اليهودية في ايران فتعتبر من أقدم الجاليات اليهودية في العالم، حيث يعيش في إيران اليوم نحو 45 ألف يهودي، ويعتبر ذلك اكبر تجمع يهودي في الشرق الأوسط خارج “إسرائيل”، ويتوزع يهود إيران في طهران وهمدان وأصفهان، والأب الروحي ليهود إيران هو الحاخام “يديديا شوفط”، وأهم مقابرهم ومزاراتهم، مقبرة النبي دانيال، والنبي يعقوب.
كما أن الإحصائيات تشير الى ما يقدر بنحو ربع مليون يهودي من أصل إيراني يعيشون في إسرائيل، بينهم الرئيس السابق موشيه كاتساف، والقائد العسكري السابق والنائب الحالي في الكنيست شاؤول موفاز وكذلك واحدة من أكثر مطربات إسرائيل شهرة هي ريتا، التي أطلقت ألبوماً غنائيّاً بالفارسية، والمهاجرون الإيرانيون في إسرائيل يحافظون على صلاتهم بالمجتمع اليهودي في إيران عبر الإنترنت والهاتف والبعض منهم يأتون للزيارة الى ايران، ويوجد في طهران 10 معابد يهودية ناشطة، أهمها كنيس يوسف آباد في طهران، وكنيس أبريشمي الذي يقع في مبنى وسط المدينة، ويمكن لقاعته الرخامية والمزينة بثريات كبيرة استيعاب اكثر من 500 شخص على الأقل، وإلى جانب المعابد يدير يهود إيران مدارس ومكتبة ومستشفى مموّلة جزئيّاً من الأموال العامة، ومؤخراً أقامت السلطات في طهران نصبًا تذكاريًّا لقتلى الجنود اليهود الإيرانيين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب الطويلة والمريرة مع العراق بين عامي 1980 و 1988. مما يعني لا يحق لايران الحديث عن القدس ولا عن فلسطين لان الصراع مع اسرائيل صراع قومي عربي بحت نتيجة اغتصاب الصهاينة للاراضي العربية في فلسطين ولم يعرف يوماً بأنه صراع إسلامي اسرائيلي .. ولكن بحجة المسجد الاقصى دخلت ايران على الخط في الوقت الذي لم تطلق حجر واحد صوب القدس طيلة مراحل الصراع بالرغم من تدنيسه مراراً من قبل الصهاينة ولكن كانت جعجعتهم من اجل ان يكون لهم تواجد في المنطقة العربية وموطئ قدم لأغتصاب اراضي عربية مثلما فعلت اسرائيل .. حيث لو كان الإيرانيون ضد الصهاينة بحكم رفضهم لمبدأ إغتصاب الأرض فالأولى بهم أن يعيدوا الأحواز المغتصبة إلى أهلها العرب وينسحبوا من الجزر الثلاث ثم يتخلوا عن نزعتهم التوسعية التي تنال اجزاء من الأراضي السورية واللبنانية والعراقية التي لم يخفي قادة ايران نواياهم التوسعية والافتخار باحتلال اربعة عواصم عربية .. بمعنى تلك الشعارات لا علاقة لها بالقدس خصوصاً بعدما رفعت ايران شعار طريق القدس يمر عبر كربلاء واليوم طريق الحرير الايراني معبد من طهران الى بغداد والشام ولبنان وغزة في فلسطين وبإمكان فيلق القدس الايراني التحرك باتجاه القدس بينما صوب سهامه نحو اليمن ولبنان وسوريا والعراق ماعدا القدس بالرغم من قيام اسرائيل كل يوم بضرب القوات الايرانية في سوريا ولم نسمع من ايران غير الصمت او نباح احد كلابها في لبنان بجعجعة من غير طحين .. لذلك يتشابه الامر من حيث قيام اسرائيل رفع شعارات دينية بحجة ارض الميعاد ونفس الشيء رفع ايران شعارات دينية كون القدس ارض القبلتين وثالث الحرمين كمبرر لاغتصاب اراضي عربية كما فعل الصهاينة، لان القدس لا تهمهم بقدر ما تهمهم اطماع في أماكن هنا وهناك بحجة القدس .. لهذا ايران حولت الصراع العربي الاسرائيلي الى معركة طائفية واثنية دينية أفقدت القضية الفلسطينية بعدها السياسي والتاريخي وأدخلت المنطقة في صراعات مذهبية ادت الى تجزئة المقاومة الفلسطينة الى فصائل عقائدية حتى بات البعض منها اكثر ولاء لايران من فلسطين .. مما يعني لا فرق من احتلال اسرائيل اراضي عربية في فلسطين بحجج دينية واحتلال ايران اراضي عربية بحجج دينية ايضاً.

أحدث المقالات