16 سبتمبر، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

يوم العاشر من محرم ومراسيم العزاء الحسيني ع في ديار تركمان ايللي … في حلقات

يوم العاشر من محرم ومراسيم العزاء الحسيني ع في ديار تركمان ايللي … في حلقات

الحلقة الاولى : تلعفر 
 يوم العاشر من شهر محرم الحرام يوم حزين ومفجع في التاريخ الاسلامي حيث استشهد الامام الحسين ع وانصاره واصحابه في هذا اليوم ، في مثل هذا اليوم يقام العزاء الحسيني من اول محرم لغاية العاشر منه في اكثر الدول والبلدان الاسلامية معزيا الامام الحسين والمسلمين بهذا المصاب الجلل ، وان بعض الدول تقيم هذا العزاء لغاية العشرين من شهر صفر والذي يصادف يوم ألاربعين من استشهاده ، الأتراك بكل لهجاتها المتفاوتة ( الاذارية ، القرة خانية ، الخوارزمية ، القبجاقية ، الجغطائية ) تحترم هذه المراسيم وتقيمها حسب العادات والاعراف السائدة عندهم .

في العراق بشكل عام لهذه الأيام وقع خاص ومراسيم خاصة حيث يشارك كل الشعب العراقي في هذه المراسيم العزائية ، وأشدها وقعا في كربلاء المقدسة مكمن العزاء وبقعة الشهادة وقبلة المحبين للحسين ع ، حيث يجتمع من بقاع الارض محبي الحسين ع وخاصة في يومي العاشر من محرم واليوم العشرين من صفر في هذه البقعة المباركة لإقامة مراسيم العزاء للحسين ع حيث في بعض المواسم يصل عدد الزائرين القاصدين الى كربلاء مشيا على الأقدام عشرين مليون زائرا .

التركمان في العراق جزء لايجزء من هذا الشعب الابي الذي يعشق الحسين ع عشقا ويقيم المراسيم الحسينية في مناطق سكناه ، وان عشق التركمان للحسين وانصاره يفوق عشق الآخرين بمراتب متعددة ، وما زالوا يتحملون الظلم  من بعض الحاقدين لأهل البيت ع  بسبب حبهم للحسين ع واقامة العزاء لهم والمراسيم الحسينية وما هذا الحقد الدفين على اتباع اهل البيت ع من التركمان في تلعفر موصل  وسهل نينوى وكركوك وتازة والبشير وداقوق والطوز وقرى البيات وامرلي وقرة تبه وجلولاء وخانقين ومندلي وقزانية إلا تجسيدا لما قام به يزيد واتباعه ضد الحسين وان هذا الحب الحسيني كلفهم الكثير مما ادى الى قتلهم وتهجيرهم وذنبهم حب الحسين وعشقه ، وهم يترددون يا حسين ان كان يرضيك هذا فخذ منا مايرضيك .

في هذا البحث المختصر سنتطرق على المقامات والتكايا المقدسة الموجودة في المناطق التركمانية وكذلك المساجد والحسينيات التي تقام فيهم العزاء الحسيني ، ونتداول العادات والتقاليد للمراسيم الحسينية والتشابيه والتماثيل العاشورائية في تلك المناطق والتي تنظم وتدار وتمثل من قبل الفنانون التركمان  ونبدأ من تلعفر شمالا ومارا في اكثر الديار التركمانية لتنتهي في قزانية ومندلي على الحدود الايرانية في أقصى جنوب تركمان أيلي  .

 

تلعفر:- تلعفر هي مدينة تقع في شمال غرب العراق، في محافظة نينوى. يسكنها نحو 320000 نسمة حسب إحصاءات وزارة التجارة العراقية لشهر كانون الأول من عام 2013، جميع سكان مدينة تلعفر هم من التركمان، مساحتها 28 كم2. تبعد عن غرب الموصل بـ 30 ميلاً، وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالي 38 ميلاً وعن شرق الحدود العراقية السورية بحوالي 60 كم. يتبع قضاء تلعفر 3 نواحي وهي( ربيعة ، زمار ، العياضية. )  وساكنيها خليط من التركمان والعرب والايزدية .

إن اكثر اهالي وساكني تلعفر ( المركز ) يعتقدون بالائمة الاطهار ع ، ويزورون النجف وكربلاء في المناسبات الدينية وفي العطلة الصيفية ، كما ان اكثر اهالي تلعفر يقيمون العزاء الحسيني في شهر محرم وصفر، وتقام هذه التعازي والمراسيم في المساجد والحسينيات والتكايا ومراقد الاولياء .

بشكل عام ، فان اهالي تلعفر في السنوات التي مضت اي قبل احداث نينوى الاخيرة وخاصة في شهري محرم وصفر كانوا ملتزمين  باقامة العزاء الحسيني بشكل متواصل في المساجد والحسينيات حيث الخطباء والرواديد يصعدون المنابر الحسينية لذكر مناقب اهل البيت ويحثون الناس بالتأسي باخلاق وسلوك أهل البيت ع ، ويؤكدون على الاخلاق الفاضلة والمفاهيم الاسلامية ، وان اهم المساجد والحسينيات العامرة بذكر الحسين وانصاره ع في هذا القضاء (جامع علي بن أبي طالب- مسجد أهل البيت(ع)- جامع الإمام الصادق(ع)- حسينية فاطمة الزهراء(ع)- جامع الرسول الأعظم(ص)- حسينية الإمام السجاد(ع)- حسينية السادة الموسويين- جامع الإمام العسكري(ع)- مسجد وحسينية أبي الفضل(ع)- حسينية علي الأكبر(ع)- مسجد الإمام المهدي(ع)- جامع السيد الحكيم(قدس)- جامع القلعة- مسجد الامام زين العابدين(ع)- حسينية الامام الحجة(ع)- مسجد وحسينية ام البنين(ع)- حسينية الامام المنتظر(ع)..واهم الخطباء والرواديد هم (السيد حسين الموسوي- السيد جواد البرزنجي- الشيخ هاشم خلف- الشيخ عبد الغني غائب- الشيخ خضر بكتاش- ملا يونس ذنون- الشيخ حسن- السيد علي الموسوي- الملا محمد ذنون- الحاج فيصل محمود- الملا قيس محراب- الرادود محمد احمد- السيد علي جمال الموسوي- الشيخ محمد زعو- السيد جميل الحسيني- السيد علي- محمد حمزة- السيد حبيب الموسوي- السيد مصطفى الموسوي) وفي يوم العاشر من المحرم يخرج الآلاف من المعزين المؤمنين بمسيرات حاشدة تطوف شوارع المدينة من المواكب والهيئات حاملين الرايات السود واللافتات التي تعبر عن عمق المصيبة التي حلت بأهل بيت الرسالة، حيث تنطلق تلك المواكب والهيئات من الأحياء منقسمة إلى ثلاثة مجاميع الأولى  صوب مقام الخضر(ع)، الثاني صوب مرقد الإمام سعد بن عقيل، والآخر صوب ساحة كبيرة على مقربة  من سايلو المدينة، كما وتشهد تلك المواقع بعرض تمثليات  تجسد واقعة الطف والظلم والاضطهاد الذي تعرض له سبايا رسول الله (ص) على يد الجلادين من جلاوزة بني أمية .

كما تطرقنا في تلعفر ثلاثة مراقد لاولياء الله الصالحين يجتمع اهالي القضاء في هذه المقامات في يوم العاشر من محرم ويوم الاربعين في العشرين من صفر اضافة في المناسبابت الدينية الاخرى من هذه المقامات .

1ــ مرقد الإمام سعد بن عقيل : أنشئ المرقد أبو عبد الله محمد بن علي بن منصور العمادي المعروف بجمال الدين أو الجمال وذلك في شهر رجب سنة 537هـ / 1142م ويقع في سوق التمر وسط المدينة.. ويعد من الآثار الإسلامية الشامخة في تلعـفر، يعتقد اهالي تلعفر بقدسية من في داخل المرقد ويوشح المقام بالسواد من اول محرم لغاية اخر من صفر ويجتمع مواكب المساجد والحسينيات في يوم العاشر من محرم والعشرين من صفر بشكل كبير ومكثف في هذا المقام ويقام التشابيه والتعزية الحسينية ويذبح الذبائح ويوزع النذور والاطعمة والاشربة في سبيل الله تيمنا في صاحب الذكرى .

2ـــ مرقد آر محمود: ويلفظه الناس (آر ماموط) و(آر) كلمة تركية تعني ولي من أولياء الله تعالى، فحسب الطريقة الصوفية البكتاشية الشخص الذي يتوصل الى ار ليكون وليا من اولياء الله ، (آر محمود) هو محمود بن اوركان بن محمد ويرتقي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) وتوفي حسب أثر قديم في المرقد عليه اسمه وتأريخ وفاته في سنة 1324هـ / 1905م.في هذا المقام يجتمع الميول الصوفية والبكتاشية من ابناء تلعفر في المناسبابت الدينية لاقامة العزاء الحسيني وفي اليوم العاشر يكتظ العشرات فيه ويتم قراءة المقتل الحسيني وكذلك المراسيم الاخرى كازنجيل واللطم والقامة .

3ـــ مرقد السيد أحمد : مرقده واقع في محلة آل مراد القديمة جنوبي القلعة ، ويُذكر أنه كان رجلاً صالحاً ومعروف عنه الكرامات.. أما اسمه الكامل فلا يُعرف عنه شيء ومرقده يُزار أيام الخميس من كل أسبوع وشكل المرقد يختلف تماماً عن المشاهد والمراقد الموجودة في تلعـفر حيث أن القبر تحت الأرض بحوالي ثلاثة أمتار وينزل الزائر إلى القبر من خلال عدة أدراج. في هذا المقام الذي نسبه يرجع للامام موسى الكاظم ع يجتمع الاهالي وخاصة بيت السادة الموسوين ويقام العزاء الحسيني والتعازي والتشابيه ولكن اقل حضورا من المرقدين سالفي الذكر .
٤- مقام النبي خضر ع

أحدث المقالات