لازلنا نعمل بطريقة الهبة ( حشم عمامك )، وليس اهم من المناسبات لاستثمار الطشة فيها ، وما هي الا ايام فينفض المولد ويخرج الجميع ( بلا حمص ) ، من المؤكد ان الجميع تابع فعاليات وزارة الشباب والرياضة بمناسبة اليوم العالمي للشباب وما رافقه من انبثاق لجان ومجالس وندوات ومبادرات وبرامج على طريقة ( الحشو ) والا ما الذي كانت تفعله الوزارة طيلة الايام الماضية وهل استذكروا الموسم الصيفي ومنهاجه مع حلول المناسبة ، اشياء تدعو للعجب ، وفعاليات تساق على عواهينها كما في المجلس الاعلى للشباب الذي جاء على مخلفات ( برلمان الشباب ) البراق والذي اختفى بتوقيع واحد وذهبت مجهودات عقدين من الزمن هباء منثورا بايفاداتها وانتخاباتها وبرامجها بارقامها الفلكية التي لانعلم اين حل بها الدهر وما انبثق منها من برلمان الشباب العربي وغيره وصولا الى تاسيس طبقة بيروقراطية شبابية فعلت الافاعيل حينها وتلاشت الى غير رجعة ، والان نحن بصدد تكرار ذات التجربة المريرة بمسمى اخر .
اخوتنا الاعزاء في الوزارة تعدد العناوين ( او نظرية الاستكان والخاشوكة ) استهلكت تماما كما هو حال العمل بالطشة والهبة فالبرامج المتكررة هدفها حشد الحشود في المناسبات ليس اكثر ولا اقل والبرامج التي تتحدثون عنها شكلية فقط ليوم او اسبوع باكثر تقدير بعد ان نال استثماركم من مراكز الشباب او المنتديات ولم يتبق من القاعات او الساحات ما يستحق الذكر ، فمن لايستطيع توفير المحروقات لمولدات الوزارة في عز الصيف اللاهب لايستطيع انعاش برامجه الطموحة على الورق .
اننا يوم نتحدث بمرارة عن حال شبابنا المزري وسط افات المخدرات والمنشطات وغياب الجهة الراعية الموجهة فاننا لانتحدث عن فراغ او حالة غير محسوسة ، فهي شواهد عامة ولكن الامر ان تتم المتاجرة بهذه المشاكل وتصرف المليارات على العناوين والندوات وتاسيس المجالس للمترفين في الفنادق لمناقشتها على الورق وليس الوصول اليها ، اشهد لكم انكم اغفلتم الكثير وتناسيتم الاكثر وهمشتم شبابكم واصبحتم ( تخوطون بصف الاستكان ) ولم اجد اكثر من هذه العبارة لارثي بها حال شبابنا المتعب في يومهم العالمي .