18 ديسمبر، 2024 7:19 م

يوم البصيرة وموقفنا الشرعي

يوم البصيرة وموقفنا الشرعي

عندما نستذكر نحن العراقيون الأيام الصعبة والمأساوية التي مرت علينا وخاصة حين دخول زمر الإرهاب والكفر عصابات داعش وحليفها البعث المجرم وسقوط مدننا الواحدة بعد الأخرى وكيف أصبحت الأمور وفي عجالة معقدة وخطيرة للغاية بحيث ظن الكثير داخل وخارج البلاد أن النظام في العراق الجديد قد أصبح قاب قوسين آو ادني من السقوط والانهيار وان العاصمة بغداد ما هي ألا ساعات وترفع الرايات الإرهابية على سطوحها ومبانيها الحكومية والعراق يعيش آنذاك في وضع لا يحسد عليه من انفلات امني كبير وتخبط على الصعد كافة وانهيار فضيع للجيش والقوات الأمنية .
حينها وبعد كل ما جرى بقيت دول الجوار والعالم ومنها العربية تتفرج وبعين الشامت الفرح بكل ما يجري وأعلن البعض وقتها استعدادها لفتح قنوات حوار مع عصابات داعش ككيان سياسي مفترض في طريقه لحكم العراق .
استنهض حال العراق ووضعه الخطير جدا وبحكم مبادئها الإنسانية والإسلامية والعقائدية الجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقف معنا وقف الحر الشجاع حين لا ناصر ولامعين ألا وجه الله وقفت القيادة الإسلامية في إيران حكومة وشعبنا مع العراق وبكل ما أوتيت من قوة ففتحت الأبواب مشرعة لتسليح قواتنا الأمنية وإبطال حشدنا المقدس سلاحا واعتده واليات للوقوف بوجه اعتى هجوم إرهابي مسلح تم جمعه من ما يقارب الثلاثون دولة وتحت راية واحدة وهي راية داعش الإرهابي .
لم يكن موقف الجمهورية الإسلامية في إيران وليد لحظته آنذاك بل بالعكس كانت مواقفها الإنسانية والإسلامية لا تعد ولا تحصى ابتداء من أيام الانتفاضة الشعبانية المباركة وانتهاء بموقفها الصريح والواضح بالوقوف مع العراق في حربه ضد قوى الشر والإرهاب معلنه بذلك استمرارها بنفس الخط الذي لازالت عليه صامدة بوجه طول الاستكبار العالمي وعملائه وهو موقف الممانعة موقف الأمام الخميني الراحل ( طاب ثراه ) الذي رفع راية الحق ضد الباطل
تردم موقف الجمهورية الإسلامية في إيران مع العراق في حربه الأخيرة مع داعش كل المعاني السامية والخلقية التي تستحق كل الثناء وكلمات الشكر تعجز أمام هذا الموقف الكبير والتاريخي .
وألان ومن منطلق قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ومن مبدأ الجسد الواحد والشعور بروح الأخوة في الله والدين والمذهب والإنسانية وردا للجميل الذي في رقابنا اتجاه قيادة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية يجب علينا في العراق الوقوف مع الجمهورية الإسلامية في إيران وهي تمر بحالة استثنائية في خروج تظاهرات مدفوعة الثمن من قبل مجموعة باغين وخوارج على نظام الولاية الإسلامي المقدس والذين باعوا ضمائرهم بأموال الاستكبار العالمي وعملائه وحكام دولة ( آل سلول ) الوهابية التكفيرية في السعودية وتلبية لأوامر العميل الوهابي محمد بن سلمان .
نحن متأكدين يقينا أن هذه الزمر التي خرجت بدفع المال للإخلال بالنظام الإسلامي وغايتها ان يضطرب الوضع في الجمهورية الإسلامية في إيران لا تزحزح نظام إسلامي ثابت العقيدة والمبدأ كثبات الجبال الرواسي ولكن لكل فعل رد فعل .
وهنا المطلوب والضروري على كل الشرفاء في العراق من مؤسسات وقوى وطنية وشعبية ومجاهدين ومثقفين وأدباء ومنظمات مجتمع مدني أن ترد الجميل لإيران الإسلام إيران المذهب والعقيدة والإنسانية وان تقف مع القيادة في الجمهورية الإسلامية في إيران ومع الولي الفقيه سماحة السيد القائد علي الخامنائي ( دام ظله ) ومع التظاهرات المضادة لتظاهرات الزمر العابثة والعملاء لنكون قدوة في رد الإحسان وهو قبل كل شيء موقف شرعي والوقوف بالمثل في حالات الشدة والمحنة وهذا هو يومكم يا أحرار العراق وقياداته الجهادية فالمذهب والدين يناديكم واعلموا جميعا ان بقاء النظام الإسلامي في إيران هو بقاء لنا ولكل وطني شريف وكلا حسب ما يستطيع ومن موقعه فهذا هو يوم ( البصيرة كما أسماه سماحة السيد القائد الخامنائي ) دام ظله ولنرفع صوتنا عاليا عاش المحمدي الأصيل ونظامه والجمهورية الإسلامية في إيران وستبقى حرة أبية على كل مخططات الاستعمار والاستكبار لحين ظهور القائد المنقذ صاحب اللواء وحامل راية أهل البيت الأمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) وأخيرا أذكركم بقول الشاعر :
ولو أنني أوتيت كل بلاغة
وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر
لما كنت بعد القول إلا مقصرا
ومعترف بالعجز عن واجب الشكر …