أمي؛ هي تلك أم الشهيد الذي ذهب لساحات الوغى، يدافع معي كتفاً الى كتف، تاركاً خلفه كل جميل من الذكريات، مع أمه وحبيبته وأبيه وأخيه، محتضناً لكنف الموت، يغازل ملكه، وهو يصرخ ” أيا عزرائيل خذ روحي قبل رجوعي، أريد أمي وحبيبتي ان تقر عينها تفرح بدمي”
في الآونة الأخيرة نجد الأمهات يذرفن الدموع على أولادهن، وهم يدفعن ثمن خطأ الحكومة الفاشية، التي كانت تعمل بسياسة الأنفراد بالرأي، والتشبث بالمناصب، ألم تكن لقائد القوات المسلحة أم ويشعر بوجودها وحرقة قلبها؟ اليوم الأم تقيم حفل زفاف لولدها الشهيد، وتذرف دموع الفرح على جثمان ذلك الشهيد، يقولون أن المرأة لم تشارك في الحشد الشعبي، أذن سؤال عظيم: من هي التي تدفع ولدها الى لهوات الحرب؟ أليس الأم هذا دورها الكبير يعنبر من أقوى الأدوار في معركتها مع داعش، أذن الأم هي مصباح نور الأمة، ومصنع الرجال ومنطلق الحرية.
أذن في هذا اليوم الذي يعتبر أول يوم في أول عام يكون فيه يوم الأم الجهادي، التي فزعت مع ولدها وهي تنتظر خبر شهادته على أكف الفرح، لكي تشارك الزهراء عليها السلام حزنها، لذا أن أمهاتنا ليس أمهات المسؤولين الذين زهقوا أرواح الناس بفشلهم، وهم يتلون روايات الأفلام المتحركة ويستغلون عقول الناس, لذا الْخِزْي لتلك النسوة اللاتي سكتن عن فساد أولادهن، والمجد والعزة لأمهاتنا اللاتي دفعن بِنَا الى فلوات الحرب.
أنحني أجلالً لتلك المرأة التي تطلق أصوات الفرح حين أرتحال ولدها بركب الشهداء، وأقبل أقدامها الآتي يسيرن خلف نعش الشهيد فلذت كبدها.
خذي مني عهدا لن ننسى شهيد الحشد الشعبي كما عهدنا الزهراء عليها السلام لن ننسى شهيد الطف ..