17 نوفمبر، 2024 5:43 م
Search
Close this search box.

يوميات صائم في بغداد ! – 2

يوميات صائم في بغداد ! – 2

الصيام والحكمة صنوان ﻻيفترقان وفي هذا قال الداراني ” من شبع فقد حلاوة المناجاة وتعذر عليه حفظ الحكمة وحرم الشفقة على الخلق لأنه إذا شبع ظن أن الخلق كلهم شباع ووعانى من ثقل العبادة وزيادة الشهوات ” لذا فأنك تجد الشبعان وعلى الدوام يفت للجوعان فتا بطيئا غير آبه بمعاناته ، وقد يؤخر راتبه عمدا بضعة ايام بعد موعده لتشغيله مع رواتب بقية الموظفين والعمال بصفقات تجارية خارجية – بيع وشراء – قبل ان يصرفها لهم بوجه مكفهر ، عبوس ، وكأنه يتصدق عليهم ﻻ يعطيهم اجورهم لقاء ماقدموه من خدمات ، وان سأل احدهم ، لماذا كل هذا التأخير غير المفهوم ؟ ﻷجابه على الفور ” شدعواك مستعجل ، هي 10 ايام تأخير ..قابل انكلبت الدنيا ، مايعجبك بطل يا أخي !!
وان كان راتب المسكين بالدولار فأنه سيصرفه له بالعراقي في حال ارتفاع اسعار العملات الصعبة ، وان كان الراتب بالدينار فأنه سيصرف الرواتب بالدولار عند انخفاض اسعاره في الاسواق – يعني مثل المنشار صاعد واكل ، نازل واكل – برغم غرة الصلاة الثومية الممزوجة بالخل التي تتوسط جبهته ، او العقال الذي يتوج رأسه ، او – الشهادة المزورة – التي تزين جداره !!! بالمناسبة لدي معلومات مؤكدة عن بيع اطاريح ماجستير ودكتوراه – مسلفنة – بـ 8اﻻف دولار بعد ان كانت تباع قبل اربع سنين بنصف القيمة ، مضمونة النجاح حتى ان الطالب المناقش ﻻيعلم بماذا يجيب لجنة المناقشة كونه لم يكتب حرفا واحدا من رسالته – الوهمية – مدفوعة الثمن، تعرف ذلك جيدا من – رفعه للمنصوب ، وجره للمفتوح ، وجهله المطبق بمجال تخصصه فضلا عن طرائق التدريس – ﻻحقا !!
الصيام هو جوع وعطش مؤقت في شهر معلوم بأرادة حرة، شرطه البلوغ والعقل والاسلام تقربا الى الله تعالى وامتثالا لأوامره ﻻ دائميا كالجوع في زمن العسرة بغير اختيار ، رغما عن انفه ، برغم ثروات وخيرات بلاده التي ﻻتحصى ، فأنك تجد الاول مورثا للحكمة وقوة الارادة وصلابة العزيمة فيما الثاني مفرخا للبلادة والهلع والخور والكفر بالمبادئ والقيم فيعتاد صاحبه السرقة ، التسول ،الاستدانة ، قطع الطريق ، مخالطة الفجار لعله يحظى بفتات موائدهم ، السير خلف ركاب الطامعين المطعمين بقيد خلاصته ” اجع كلبك يتبعك ، اشبعه يعقرك ” .
رمضان عادة ما يبدأ في صحيفتنا ووكالتنا بترقب إعلانين او ثلاثة اعلانات عن رؤية الشهر الفضيل ، لثلاثة ايام متتالية تختم بعبارة ” مبارك للأمة الاسلامية حلول رمضان المبارك ” لتتكرر التهنئة في عيد الفطر ، وربما ستكون خمس مرات مستقبلا في حال بقاء الوضع على ماهو عليه في العراق ..اليس مؤلما جدا ان يكون حال العراق هكذا كما اوردته بعض الصحف العربية هذا اليوم ( قطر والإمارات والكويت و”الوقف السني” بالعراق يعلنون السبت أول أيام رمضان ) .

لماذا ليس ( قطر والامارات والكويت والعراق يعلنون ….؟)
ياجماعة الخير ثقوا لقد اصبحنا مسخرة العالم بأسره ..ومازال في جعبة البلياتشو المزيد من الكوميديا السوداء لإتحافنا بها خلف اسوار وطن !!
وقاتل الله السياسية ماذا فعلت بهلالنا بعد ان سرقت شمسنا ..والشمس شمسي والعذاب عذابي . اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات