1/10/2019
حبش يعمل حمال بسوق الشورجة ، يسكن مع ابوه وامه وخواته بمئة متر في مدينة الصدر ، مئة متر هي البقية الباقية من أرث عبدالكريم قاسم ، حبش الذي استشهد اخوه قبل فترة بقتال داعش لم يفارق ساحة التحرير، ببشرته المائلة للسمرة وتقاطيع وجه الحاملة لوجع الجنوب ،كان حاضرا شامخا ملوحا بالعلم العراقي ومخبئا بنقاله تسجيل حي للحظة استشهاد صديقة برهم برصاص قناص بجبينه ،برهم لم يسرق مصرفا ولم يعتد على الممتلكات العامة او الخاصة ،كان واقفا يردد سلمية سلمية حين جاءت الرصاصة برأسه…. بتلك اللحظة التفت برهم الى حبش اراد ان يقول شيئا لكنه سقط قبل ان يقول….ما الذي كان يريد قوله ؟ هذا السؤال سيلاحق حبش بقية عمره ، لو عرف ماذا يريد برهم بلحظته الاخيرة ، ربما التئمت جراحه وربما ينسى ، ولكن السؤال ظل معلقا والاجابة لم تأتي وبرهم لن يعود لخطيبته ،التي ظلت صامته وهي تحدق بحلقة الفضة تتلالى باصبعها وامه ترصد عودته وقت الغروب ولكن الدرب خالي وموحش يا أمي والليل طويل والجرح نازف….
25/10/2019
محسن لم يتجاوز 16 سنة ،خرج مطالبا بحقه وحق والدته المصابة بجلطة ،واخته زهرة الحالمة بالذهاب الى المدرسة حتى تصبح معلمة …..حين وصل قرب محطة الكيلاني أسقطته رصاصة متهورة ،أقترب الضابط يفتش ملابسه عسى ان يجد ما يثبت ان محسن متأمر….لم يجد غير الف دينار وبيرغ أخضر أعطته امه له ، لا تحزن صديقي كل بقاع الارض اليوم تتمنى ان تضمك ، ان تكون لك قبرا……..
تردى ثياب الموت حمرا فما دجا لها الليل الى وهي من سندس خضر
مضى طاهر الاثواب لم تبق روضة غداة ثوى الا اشتهت أنها قبر
لأن غدرت في الروع أيامه به فما زالت الايام شيمتها الغدر
عليك سلام الله وقفا فانني رأيت الكريم الحر ليس له عمر
28/10/2019
حين تلفتت زينة لم يكن لديها المال لتدعم به المتظاهرين ، وهي ادرى بالحال ، لم يكن بالمستطاع ان تسأل أهلها ،حين فتحت خزنتها الصغيرة لم يكن هناك غير (التراجي) ،وقفت امام المراة ،علقتهم باذنيها ،تلألئ ضوء الصبح فوق الذهب فوق جبينها ،انت مشرقة وجميلة بهذا الصبح يا زينة …. بذلك اليوم باعت التراجي ،شعرت انها الان أجمل ،خطت بقلمها (قلبي معكم…زينة) ودست الورقة مع الفلوس وبعثتها الى المتظاهرين ،حقا أنت الأن أجمل ،وانقى وأغنى من كل أموالهم وذهبهم……