22 ديسمبر، 2024 10:04 م

يوماً ما خاطَب الفيلسوف الالماني فيختــه شعبه قائلاً له

يوماً ما خاطَب الفيلسوف الالماني فيختــه شعبه قائلاً له

((اتريدون ان تكونوا نقطة نهاية آخر ممثلي عرق محتقر فوق كل قياس من قبل الاجيال القادمة ،ام تريدون ان تكونوا نقطة بداية بداية عصر جديد سيتخطى بهاؤه احلامكم الاكثر جسارة فكروا انكم الاخيرون الذين تستطيعون إحداث هذا التحول الكبير خلاصكم يتوقف عليكم وحدكم ))
هذا الحال شبيه بالحالة التي رافَقَت نهضة السيد الشهيد الصدر للمُجْتمَع العِراقي فكان على حــافَة الإنهيــار والموت السريري في كل إتجاه سواء كان قيمي او ديني او أخلاقي على مستوى الشعب بعمومه وعلى مستوى الطائفة المُنكسرة بعد الانتفاضة الشعبانية التي اختفت معالم الاصلاح الديني لها منذ عقود .
من المواجهات العظيمة التي تمثلت بطرفين بين الشهيد الصدر ورجالات مشروعه النهضوي والنظام الصدامي ومؤسسته العسكرية والامنية والاجتماعية البعثية هي مواجهة اثبات #المذهب او #الطائفة في وجه السلطة البعثية والمجتمع من خلال مواجهة اقل ما يقال عنها حذرة جدا بما لا تتنافى مع ثوابت هذا الخط الذي رفع شعار الوحدة ممتدا من على طول تاريخ رجالاته الذين سبقوا الشهيد الصدر
واجه الشهيد الصدر شعار سلطوي دكتاتوري يتردد في كل زاية من زوايا الوجع العراقي اذا قال صدام قال العراق
ولذا فإن انتزاع قيمة الطائفة والمذهب من بين مخالب الدكتاتور تحتاج الى ادوات واليات تلفت نظر الدولة مادام الخطاب والمواجهة في بداياته والقفز خطوة خطوة من مستنقع التخلف الظلام الى افاق الوعي والنور .
ادخل المضامين السياسية بين طيّـات كلامه في لغة تصاعدية تحت تهديد السلاح فأشار الى دول الظَلَمة وتعاملها مع الائمة بمصطلحات سياسة عصرية تعصف بالأذهان و تطبيقها على ارض الواقع الذي يعيشه الصدر مثلا عندما يذكر الامام الكاظم عليه السلام يقول ((ان اعتداء #الدولة _لاحظوا وهذا ينبغي ان يكون واضحا سبحان الله _ ان اعتداء الدولة الظالمة يومئذ على الامام طبعا احتقار له وتحد له بصفته هو القائد الاهم والزعيم الاعظم لعدد من المسلمين وطائفة ضخمة منهم …فإحتقاره احتقار لها والاعتداء عليه اعتداء عليها ….الخ))
فالسامع لهذا الخطاب يَفهم ان الدولة الظالمة اذا اعتدت على الشهيد الصدر بإعتباره الزعيم والقائد والمرجع للطائفة هو اعتداء على الشيعة واعتداء على الاسلام
ادخل الشهيد الصدر المذهب بالمواجهة وحاول كسر الاغلال التي وضعها الظالمون وصار رهين السراديب والتخفي او الهجرة والهروب
ان يكون جزء من المعادلة والمواجهة فإذا كانت سلطة البعث تهتف نعم نعم لصدام فالشهيد الصدر جعل من الشعب يهتف ((نعم نعم للمذهب نعم نعم للإسلام)) بمواجهة عظيمة اجتماعية سياسية انهكت وجود الطغمة الظالمة واضعفتها حد التصدع
فنهاية المطاف نفخ الصدر ذلك الرماد ليُروّض طائر الفينيق بزعامته ليخلق كائنا عملاقا داخل المذهب ، حتى لو تراجع المذهب وانحسر تأثيره يوما ما كما قالها الفيلسوف الالماني بداية حديثنا (( ان تكونوا نقطة بداية بداية عصر جديد سيتخطى بهاؤه احلامكم الاكثر جسارة فكروا انكم الاخيرون الذين تستطيعون إحداث هذا التحول الكبير خلاصكم يتوقف عليكم وحدكم ))
ان تنتزع مذهبا بلا طائفية لتقوده للمواجهة بخطوات على ارض الواقع فهو دهاء سياسي وبراعة فائقة وعملية تقزيم تأريخية لكبار علماء الاجتماعي السياسي في التاريخ مثل هربرت سبنسر وإميل دوركايم وماكس فيبر وغيرهم الكثير فضلا عن اقرانه من المؤسسة الدينية الذين فشلوا في ايقاف هذه المواجهة.