اذا أردت ان تتعرف على عراقي يحب الذي اسمه ارض الرافدين وبلد الحضارات /سومر وبابل وآشور ، فما عليك سوى الاستماع الى يوسف العاني .. من على مسرح فرقة الفن الحديث وبمسرحية الخان في السبعين الماضي … رايته عراقياً ساخراً من عودة الوصي بــ ( زيك بغدادي مفعم بالسخرية ) … بالتمعن بجسد وحركات المرحوم العاني تشعر انك تستمع الى الاصالة والطيبة العراقية ، يحضر أمامك الاجداد وتستضوق طعم طيبتهم ، حين تستمع الى دفئ حديثه وقسمات وجهه وحركات يده .. تتذكر الملك فيصل الثاني بتواضعه ونوري سعيد بحنكته وعدالته وَعَبَد الكريم قاسم وحبه لابناء شعبه .. انه نموذج لطيبة أهل العراق وأهل بغداد بالخصوص .. حين تستذكر بعض احاديث هذا العملاق العاني فإنك لم تسمع منه بضاعة الموتى كما هو خطاب الوافدين مع الاحتلال .. هو فرد في عراقيته .. ليس له هوية يتبجح بها سوى الانتماء للعراق .. لم اسمع منه انه سني او شيعي – أسطوانة الطائفيين الوافدين مع او برعاية الاحتلال .. لم يكن شوفينياً بائساً كبائعي الوطن للصهاينة والاعراب والعثمااوردوغان .. انه عراقي يعشق وطنه بأرضه وشعبه .. لم يتسول على باب احد كالآخرين .. لم يحتمي من عاديات الفوضى والارهاب بأحد أعداء وطنه في المحيط العربي والإقليم وما أكثرهم !
قربته السلطة فلم يتبجح او يطغى .. ولم يبع مجده وتاريخه لاغراءاتها .. كان لكل ابناء العراق فكان كل اهل العراق أهله .. فاينما حل فهو على الرحب والسعة والتشريف .. ببساطته وشفافيته ملك القلوب ودخلها بدون استئذان .. لقد شيعته آلاف الأكف وهي تحمل قلوب محبة له ولتاريخه ولفنه .. رحم ربي العاني وادخله فسيح جنته .. لقد كان بسيرته كتوصيف الامام علي ع : عاملوا الناس معاملة ، بكوا عليكم ان متم وحنوا إليكم ان غبتم !