-1-
قليلون اولئك الذين يعرفون أنفسهم … ، ومن ” عرف نفسه فقد عرف ربه ” – كما هو القول المأثور –

انهم يغالطون ويتحايلون ويجتهدون في مورد النص ..!!

فقد يحسب المتعثر بالكلام نَفْسَهُ ،خطيباً مفوّها، وهو يُقطّع بحديثه نياط القلوب ..!!

وقد يظن الغارق الى شحمة أُذنيه بالنرجسية العالية ، أنّه موضوعي ، متفاعل مع آلام وآمال الناس … وهو لا يُعنى الاّ بذاته ومصالحه …!!

وقد ينشط في مسالك الرذيلة – منها استمراء النهب والسلب للاموال –ومع ذلك كله يُعدّ نفسه من الأطياب … وحاشا للأطياب أنْ يُدخلوا في زمرتهم أيّ خبيث ..!!

وقد يكونُ الكذب بضاعتَه المفضلّة ، ولكنه يغضب ويرعد ويزبد حين تردّ عليه قوله ، ويهتف باستنكار :

تُكذّبُني ؟!

لقد كان بعضهم يدّعي أنّه قرأ في كتاب : سقط من أوله ( ثلاث) صفحات، ومن آخره (بضع) صفحات، لئلا يقال له : ما اسم الكتاب ومن مؤلفه ..؟

وربما أوْصَدَ بعضهم على نفسه أبوابَ قبولِ النصائح المخلصة، التي يتلقاها من المخلصين ، زاعماً أنه فوق ذلك ..!!

ومنهم من يكثر التلّون حتى كأنّه الحرباء ، ولكنه ينكر أشد الانكار أنْ يكون من المذبذبين المتلونين …!!

ومنهم من يزدري نتاج المبدعين من الكتّاب والشعراء، وهو لا يقوى على تركيب خمس جملة مفيدة ..!!

انه مجرد البخس والانتقاص ، والشاعر يقول :

واذا اتتكَ مذمتي مِنْ ناقصٍ فهي الشهادةُ لي بأنّيَ كامِلُ

ومنهم من يستغل منصبه أبشع استغلال ، ولكنّه يُكثر من الادعاءات العريضة ، ورفع شعارات الاخلاص والوطنية والنزاهة ..!!

ومنهم من يحطّم الأرقام القياسية في الفشل وسوء التدبير ، ومع ذلك يزعم انه الأصلح لادارة البلاد والنهوض بأكبر الأعباء والمسؤوليات..!!

ومنهم من لا ينبس ببنت شفة، وهو يرى بعينيه ويسمع بأذنيه ألوان المظالم والعظائم ،ولكنه شديد الوطأه على المتخاذلين الصامتين ..!!

ومنهم من لايتورع – وهو المليء – أنْ يمد يده الى الاعانات الاجتماعية المخصصة للضعفاء والبائسين، ومع ذلك تراه يلهج بحب الفقراء والمساكين ..!!

ويطول بنا المقام لو أردنا أنْ نستعرض المزيد من ” النماذج ” ذات الطبيعة المزدوجة ، والتي تشكّل نسبة لا يستهان بها من الشرائح الاجتماعية .

-2-

لقد قرأتُ في بعض كتب الأدب نادرة تقول :

(مَرّ أعرابي بمرآة مُلقاة في مزبلة ،

فَنَظَر وَجْهَهُ فيها ،

فاذا هو سَمِجٌ بغيض ،

فرمى بها وقال :

” ما طَرَحَكِ أهلُكِ من خير ..”

فالعيب اذن في المرآة وليس فيه ..!!

-3-

وعلى ذِكر الصور فان شوارع العاصمة لا تخلو حتى الآن – وبعد مرور فترة طويلة على انتهاء الانتخابات النيابية العامة التي اجريت في

30 / 4 / 2014 – من صُوَرٍ مشابهة لصور ذلك السمج البغيض ..!!

ولعلَّ ( أمينة بغداد ) د . علوش ، تُسارع الى ازالتها من موقعها لتريحنا منها …. بعد ان طال منها السأم .

[email protected]