18 ديسمبر، 2024 7:59 م

اَلإنسان السوي يبحث عن الحِكمة, ويسعى أن يكون ينبوعاً لها.
اَلحكمة هِبة إلهية, لا تتوفر إلا عِندَ, من حَباهُ الباري بها, فَمَن يمتلك تلك الصفة الرائعة, يجب ان يكونَ متواضعاً, مُتكَبرٍ, صديق لجميع من يحيطه, ناصِحاً نَصوحاً مفهوم الكِلام.
أصبح من الضرورات, العودة للينبوع الصافي المتدفق بالحكمة, بعد ان تعددت المصادر, فاختلط قسم منها بماءٍ آسِن, ومنها ما شابت صفوته, شوائب الأفكار المتطفلة على الحِكمة بكلامٍ مُنَمَّقٍ, مأخوذٍ من النبع الأصيل, مضافاً له نكهاتٍ غريبة, لإيهام من لم يدرك الأصالة.
المواطن العراقي المُضطهد, عبر القرون الغابرة, وليس العقود الماضية, كما يرى بعض قصيري النظر, فقد حكمة المتجبرين والطغاة عبر الزمن, ولم يسمحوا له, أن يغترف الحكمة, من الينابيع الصافية, تارة بالتكميم وأخرى بدس الأفكار المسمومة, وأخرى بالترهيب, عن طريق سجن وإعدام, كل فِكرٍ حكيم, ينير الدرب للمضطهدين.
الحِكمة للحاكم تقتضي أن يكون عادلاً, وسطياً, كفؤاً, متواصلاً مع ميدان المواطن, وأن يعمل بواقعية, لتكون مشاريعه قابلة للتطبيق, من أجل بناء أسس رصينة, لدولة تجمع كافة مكونات الشعب العراقي, فلا رجعة للدكتاتورية, في ظل التطبيق الصحيح للدستور.
على المواطن العراقي, أن يبحث عن ينبوع الحكمة, كي ينهل منه النهج الوطني, ذي التأريخ الأصيل, علماً وتأريخاً ووطنية خالصة, بعيدا عن الطائفية وحب الذات.
منذ سقوط الطاغية, ولغاية الدورة الانتخابية السابقة عام2014, لم نجد غير تيار شهيد المحراب, له مشاريع خلاقة, فهل سيكون تيار الحكمة الوطني, النبع الصافي للحكمة؟