23 ديسمبر، 2024 5:28 ص

يمکن حل العقدة في طهران

يمکن حل العقدة في طهران

يشعر قطاع کبير من التيار القومي العروبي بنوع من الاحباط و الخيبة من جراء ما آلت إليه الاوضاع في سوريا و إتضاح معالم و أبعاد الدور الغريب للنظام الايراني بخصوص ذلك.
النظام السوري الذي يزعم کونه القلعة الوحيدة للعروبة و الصمود و الممانعة، بات يتضح يوما بعد يوم کذب وزيف زعمه هذا، وان کل ماإدعاه و يدعيه بخصوص المقاومة و الممانعة و الصمود و التصدي، إن هي إلا مجرد کلمات او أشکال هندسية براقة للعرض فقط، أما غايتها الاساسية فهي المحافظة على النظام، وهذه الحقيقة المرة إنکشفت للعيان بعد التصريحات الاستثنائية التي أدلى بها مسؤولون بارزون في النظام الايراني و على رأسهم الولي الفقيه نفسه، والتي شددت على الدفاع عن النظام السوري معتبرة إياه خطا احمرا.
ولئن کان النظام السوري قد أوحى لأنصاره و مريديه، بأن تحالفه مع النظام الايراني هو تکتيك سياسي يخدم استراتيجيته بعيدة المدى، فقد توضح العکس تماما، وتبين أن النظام السوري مجرد خشبة او دعامة من دعائم استمرار نفوذ النظام الايراني في المنطقة، وان الذي يسعى من أجله النظام الديني في طهران هو من أجل الحفاظ على نفوذه و مصالحه التي تستمر عبر الجسر السوري.
النظام الايراني الذي يجيد إستخدام و توظيف الورقة الطائفية بصورة خاصة و ورقة بث الفرقة و التناحر بمختلف صنوفها بصورة عامة، يبدو جليا انه يحاول إذکاء الصراع و الاقتتال الطائفي داخل الکيان السوري من أجل منع حسم الموقف لصالح الشعب السوري، من المنطقي أن نقر و نعترف بأن هذا النظام قد أعد لهذا الامر مخططا خاصا لايجب الاستهانة به او التقليل من شأنه، وهو مخطط قابل للتمدد الافقي بإتجاه دول أخرى في المنطقة، وهي رسالة فهمتها دول المنطقة بشکل جيد و تعمل الان على إتخاذ الاحتياطات اللازمة من أجل دعم أمنها الاجتماعي و القومي و سد کل الثغرات و المنافذ التي من الممکن أن يتسلل منها عملاء النظام الايراني، لکن الذي جرى لحد الان على الاراضي السورية يؤکد بأن الاوضاع السورية لو لم تحسم لصالح النظام او فقدت توازنها أکثر من الحد المسموح لها، فإن تفعيل و تطبيق مخطط إثارة القلاقل و المشاکل و الفتن في دول المنطقة أمر وارد جدا و يجب أخذه بعين الاعتبار.
بقاء الاوضاع المقلقة و المضطربة في سوريا، هو بمثابة بقاء فتنة تقف على رجليها و تتأهب للقفز يمنة و يسرة لأحضان قد تجبر على الانفتاح لها بطريقة او بأخرى، ولذلك يجب کسر قدمي هذه الفتنة و اللتين هما في طهران بحد ذاتها.
ان حسم الملف السوري أمر قد لايکون ممکنا من دون حسم ملف النظام الايراني ذاته او على الاقل إبقاءه في حالة دفاعية و ليست هجومية، وهذا الامر ليس ممکنا أبدا من دون أن تأخذ دول المنطقة زمام المبادرة من يد النظام الايراني و عدم منحه مساحة و متسع مکاني و زماني ليتحرك أين و متى مايشاء، وان مفتاح او کلمة سر تفعيل هکذا اسلوب مهم و مؤثر يکمن في دعم المعارضة الايرانية و التي نجد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية أبرز و أقوى فصيل متواجد على الارض الايرانية من بينها کلها، والاهم من ذلك کله العمل على تقوية و توطيد العلاقات النضالية بين الثورة السورية و بين هذه المقاومة حيث أن ذلك سيخدم الثورة، إذ من دون التأثير على طهران نفسها لايمکن تحقيق نصر مؤزر متکامل على الارض السورية لأننا نعتقد بأن عقدة الثورة السورية تتم حلحلتها من طهران عبر إحداث هزة سياسية تحت أقدام النظام نفسه. [email protected]