17 نوفمبر، 2024 2:24 م
Search
Close this search box.

يمکن جعله منعطفا

ليس هناك من شك بأنه و خلال أکثر من ثلاثة عقود و نصف، کانت الکفة راجحة لصالح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في مقابل دول المنطقة، حيث تداخلت عدة عوامل و جملة أمور ساعدت على ذلك و مهدت له بقوة، وحتى إن الدور السلبي الذي إضطلع به هذا النظام ضد دول المنطقة لم يتم الانتباه إليه جيدا إلا بعد مرور فترة زمنية طويلة نسبيا خدمت طهران و ساعدتها کي تفرض نفوذها و هيمنتها على أربعة عواصم عربية.
الظروف التي مالت في أغلب الاوقات لصالح هذا النظام، لم يکن بالامکان جعلها باقية بهذا السياق الى فترة أطول، خصوصا بعد أن ساءت الاوضاع في داخل إيران و وصل الحال الى حد وصول الامور الى حدود و مستويات لم يعد بوسع الشعب أن يطيقها، ولذلك فقد صارت أصوات الرفض و الاحتجاج الصادرة من جانب الشعب الايراني مسموعة و لها صدى في خارج إيران، ولم يعد الشعب يخفي سخطه و غضبه و کراهيته و رفضه لهذا النظام وبالاخص الى من هو على رأس السلطة أي المرشد الاعلى للنظام.
الهزيمة الشنيعة التي لحقت بمرشح المرشد الاعلى لإنتخابات الرئاسة، ابراهيم رئيسي، کان بمثابة صفعة سياسية قوية يوجهها الشعب الايراني للنظام کله من خلال المرشد الاعلى الذي يعتبر رمزا للنظام، کما إن نشوء حراك شعبي متناسق و متناغم مع حرکة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي منذ سنة، والذي کان له الدور الاکبر في عملية رفض رئيسي و کذلك رفض ترشيح مصطفى محمدي بور لمنصب وزير العدل، خصوصا وان کلاهما کانا من أعضاء لجنة الموت التي نفذت مجزرة صيف عام 1988 بحق 30 ألف سجين سياسي إيراني.
الاوضاع الوخيمة و المتداعية على بعضها و تراجع دور و مکانة هذا النظام على مختلف الاصعدة، و صيرورة قضية مجزرة عام 1988، بمثابة واحدة من القضايا المحورية في داخل إيران بحيث باتت ليس تحرج النظام وانما حتى تخيفه، يأتي في وقت يقترب فيه العد التنازلي لموعد إجتماع مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة و الذي سينعقد في جنيف للفترة من 11 إيلول إلى 29 إيلول القادم حيث هناك إحتمال کبير أن يطرح خلاله قضية مجزرة صيف 1988، وجعلها بمثابة جريمة إرتکبها النظام بصورة رسمية، وهذا الامر يحتاج فيما يحتاج الى جهد سياسي و دبلوماسي لايجب أن تتقاعس عنه الدول العربية بعد کل الذي لحق بها من وراء هذا النظام ومن الممکن جدا فيما لو نجح هذا الجهد بأن يصبح ذلك بمثابة منعطف قد يقود طهران الى الهاوية، وإنها فرصة ذهبية لدول المنطقة يجب إستغلالها قبل فوات الاوان.

أحدث المقالات